رأيي باتحادات الجاليات الفلسطينية في أوروبا
على هامش عقد جماعة السلطة الفلسطينية في أوروبا لمؤتمر في روما بأسم اتحاد الجاليات الفلسطينية في أوروبا وغابت عنه الجاليات والاتحادات. كان الأجدر أن يسموه مؤتمر اتحاد أنصار السلطة الفلسطينية و ( الثابت على الثوابت) محمود عباس. صحيح أن ولا جالية في أوروبا تستطيع الادعاء انها تمثل الفلسطينيين في البلد المذكور. كما ولا اتحاد جاليات ( اتحاد لفتح واتحاد للديمقراطية وثالث محسوب على الشعبية) يمكنه ادعاء تمثيل الفلسطينيين في أوروبا. ولا كذلك مؤتمر حق العودة أو فلسطينيي أوروبا – حماس – يستطيع أيضا الادعاء أنه ينطق باسم فلسطينيي أوروبا.
كل من ينطق بهذا المنطق كاذب وينافي حقيقة الفلسطينيين في أوروبا. ببساطة هم يقولون ذلك لأنهم متصارعين ويريدون السيطرة على الصوت الفلسطيني في أوروبا والسيطرة على أي مؤسسة خاصة تلك التي تحمل اسم الجالية لأنهم يريدون فقط استخدام الأسم في مؤتمراتهم.
حول مؤتمر روما قالت وكالة معا في تقريرها أمس الأحد، أنهم يمثلون نحو مليون فلسطيني في أوروبا. وتضيف معاً أن مازن الرمحي استقال لفسح المجال للآخرين بينما الحقيقة أن فتح والتعبئة والتنظيم كانوا يريدون شخصا من دائرتهم رئيسا لهذا الاتحاد الذي يكاد لا يضم جالية واحدة حقيقية. أما بيانهم الختامي السياسي فهو لا يمثل حقيقة موقف الغالبية الساحقة من الفلسطينيين في أوروبا، سواء كانوا أعضاءاً في الجاليات ام لا. هو بيان لا يمثل الجاليات على علاّتها وأختلافاتها ومسمياتها وخلافاتها، لا من قريب ولا من بعيد. لأنه يكاد يكون بيان فتحاوي وسلطوي فُصِلَ لتأييد سياسة عباس الذي وُصَفَه البيان بالمتمسك بالثوابت الفلسطينية وبالمدافع عنها.
وهذا طبيعي لأن معظم المشاركين في روما هم من مسؤولي ساحات وأقاليم فتح في أوروبا وبعض النشاز الشبه فصائلي الذي يدور في فلكهم. ( حتى جماعة أحمد مجدلاني قاطعوا المؤتمر لأسباب تنظيمية ولخلافات مع فتح على حصتهم بالاتحاد). وجماعة واصل أبو يوسف ( رغم قلتهم) كانوا مع موقف مجدلاني لكن بعضهم سافر وشارك.
واقع الجاليات مخزي وتكاد صراعات الفصائل تقضي عليها تماما. هذا الموضوع كتبت فيه عشرات المرات ويمكن أرجع أكتب عنه بعد هذا المؤتمر. وبعد قراءتي لبيان الاتحادين الآخرين ونية عقدهما للقاء أو مؤتمر لم شمل عبر تقاسم الاتحاد بالتساوي بين الفصائل المتنازعة. وكذلك عقب معرفتي بلقاء جديد سيعقد لتأسيس تجمع فلسطيني أوروبي جديد معظمه من المستقلين… سيعقد في بروكسل خلال أسبوعين. تمت دعوتي لهذا اللقاء قبل فترة لكني لن أشارك فيه وبنفس الوقت لن أقف ضده.
لي تجربة شخصية طويلة في تأسيس وقيادة والعمل في الاتحادات والجاليات الفلسطينية في أوروبا، ولازلت حتى يومنا هذا انتمي لواحد منها. ولكنني وصلت اليوم وبعد التطورات الجديدة على الساحة الفلسطينية في أوروبا الى قناعة مفادها أن العمل الحر والمستقل أفضل من تضييع الوقت مع الفصائل وفي اتحاداتها. خاصة اذا كانت أقصى طموحاتها أن تكون تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية أو حماس. فحسابات الفصائل غير حسابات الناس وغير حساباتي شخصيا مع احترامي للفصائل وتاريخها وبعض كوادرها المناضلين والمحترمين والفاعلين في أوروبا. فالانتماء للفصائل ليس تهمة لكنه في ظل الصراع الدائر يضع الفصائل قبل فلسطين.
. أخيرا أقول أنا أنتمي لفلسطين أولا
نضال حمد 3-12-2018