رأي لأسير فلسطيني من السجن تعليقاً على مؤتمر الأمناء العامِّين
رسالة من السجن
تعليقاً على مؤتمر الأمناء العامِّين
“لم تكن الفنارات غاية السفن، ولم تعد تُستخدم لتؤشِّر لها موقعها في البحر، لا سيما في زمن يَستخدم فيه البحارة نظام الـ GPS. وتقديراً لها، ولهذه الحقبة الزمنية من تاريخ الإبحار، حولتها شعوبها، في بعض البلدان، إلى متاحف أو مقاهي يطل منها محتسي القهوة على زبد الموج دون أن يتعرض للبلل، فهي تبقى أقرب نقطة للبحر، لكنها أبعد نقطة لدخوله.
في وطننا، تصر الفنارات على أنها غايتنا، رغم أنه لم يعد هناك من يسترشد بمؤشرها المعطَّل، إلا أنها تطل من حين لآخر وتضيء على البرج معلنةً أنه “لا جديد تحت الشمس”، فالبحر هو البحر. وتذكِّرنا بـ”العاصفة” و”الصاعقة”، بنفس اللغة الخشبية.
وربما كانت خشبية الخطاب في زمن من الأزمنة، قبل اكتشاف بعض المعادن، ضرورية لاكتشاف ملوحة البحر حتى لا ينال منها الصدأ. لكن، ماذا بشأن التكلُّس الأخلاقي؟ في زمننا، فناراتنا تكلَّست فَصَّالات مداخلها، وعند بواباتها الأيديولوجية الموصدة بالمصالح، التي جزأت البحر إلى بحيرات، تقف طوابير من الشباب والشابات، تمتلك المهارات والخبرات، وتنتظر فرصتها في تحديث البرج بمفردات خطاب عصرها وهمومها، أو ربما بنظام الحاسوب على أمل أن يظهر المستقبل على شاشته.
لكن فناراتنا ترفض إحالتها إلى التاريخ، وتعاند منطق الطبيعة والحياة، وتصرُّ أن يبقى ماضيها حاضرنا المستمر، فلا بد، بالرغم من ذلك، من البحث عن المستقبل. لكن في هذه الأثناء، وإلى حين أن نطلق قمرنا الصناعي الخاص، سنهتدي إلى فلسطين الوطن بـ GPS أخلاقي، تحمله كل شابة وشاب بوجدانه وإحساسه الطبيعي بالعدالة، ويحمله كل فلسطيني في عقله وقلبه أينما وجد.”
أ.م.و
سجن جلبوع
تحويل:رسالة من السجن (في الرفض والتخطي)
Clément Jean <lecri.rouge@gmail.com>
Bcc:
pal1967pal@yahoo.com
Thu, Sep 24 at 1:45 PM
من فيسبوك الدكتور عادل سمارة