رابين كان إرهابيا محترفا وهكذا مات
نضال حمد
رابين الحاضر دائما في كلام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وبشكل إيجابي وحتى أكثر مما يستحق بكثير. يجعلنا لا ننام جيدا ويتركنا في حيرة من أمرنا، نفكر بالأحاديث والإشادات الدائمة والمتكررة بمزاياه السلمية وروحه الإنسانية، تلك التي كانت تشع سلاما وأمانا وطيبة وعقلانية. تلك التي لا تفارق مخيلة وعقل وتفكير ولسان من يعتبر رمزا لفلسطين والقضية. فهي موجودة في تصريحات وخطابات وكلمات وأحاديث الرئيس الفلسطيني قبل وبعد حصاره في رام الله المحتلة.
هل فعلا كان الجنرال رابين رجل سلام كما يصوره دائما الرئيس عرفات في خطاباته أم أن عرفات يخطب في (الإسرائيليين) ولهم وعلى مسامعهم وليس للشعب الفلسطيني بالرغم من أن الأخير يستمع بمرارة لكلماته عن الجنرال الذي ظل طويلا يتردد في مد يده ليد الرئيس عرفات تلك التي بقيت للحظات طويلة تنتظر يد رابين الملطخة بدماء الفلسطينيين.
الجنرال رابين هو صاحب النظرية الصهيونية الفاشية التي دعت لتكسير عظام الشبان الفلسطينيين ابان الانتفاضة الأولى، وشعب فلسطين خير شاهد على أعداد المعوقين الفلسطينيين الذين هم بالآلاف في غزة والضفة وذلك نتيجة للسياسة الإرهابية للجنرال المجرم رابين. هذا الحاضر في خطابات الرئيس الفلسطيني والغائب عن أقرب الناس إليه من أهل أوسلو الذين كانوا معه في سلام الشجعان العتيد.
ان الصور التي بثتها محطات التلفزة العربية والعالمية وحتى (الإسرائيلية) للجنود الصهاينة في عهد رابين وهم يكسرون بالحجارة أيدي الفلسطينيين لازالت ماثلة في أذهان العالم ولا يمكن نسيانها بسهولة وببساطة كما فعل السيد الرئيس.
وتكرار عبارات الثناء والإشادة بمزايا شريك الرئيس عرفات في سلام الشجعان أصبح مملا جدا، كما أنه يسيء للشهداء والجرحى الذين تضرروا بفعل النظرية الفاشية والإرهابية التي طبقها رابين ومن ثم جيش الإرهاب (الإسرائيلي) في المناطق الفلسطينية وعلى أهلنا في فلسطين المحتلة.
هل من المسموح به أن ننسى تاريخ رابين الإجرامي وأدواره الهامة في سلسة المذابح والمآسي والمجازر والويلات التي تعرض لها شعب فلسطين على مدى حياته الممتدة من مذابح ال1948 وحتى مذبحة سلام أوسلو الحالية؟… وحيث لازال يقتلنا وهو في قبره؟. لا إنه من غير المسموح لكم أيها الفلسطينيون نسيان ما أقترفته أيدي الجنرال المغدور والغير معذور إسحاق رابين، ومن غير اللائق بشعبنا القابع تحت الاحتلال ورحمة دباباته وطائراته وجنوده الإرهابيين. أن يكيل رئيس السلطة الفلسطينية عبارات المديح والإطراء والثناء لرابين ووصفه برجل السلام وشريك السلام الحقيقي.
لكي تبقى ذاكرتنا الفلسطينية حية وتعرف كيف تفرق بين المجرم ورجل السلام، علينا إعطاء كل إنسان حقه وعدم محاولة تجميل الوجه القبيح واللون الدموي، لمن قاموا بذبح شعبنا وسرقة أرضنا وتشريد أهلنا واغتيال قادتنا وإذلال آخرين منهم، ارتضوا بالوقوف مع رابين وغيره من القتلة الذين لم يكونوا في وارد مصافحة الفلسطيني على أساس أن الأخير إرهابي ويديه ملطخة بالدم اليهودي.
نعم هكذا كان يفكر رابين وهكذا يفكر الكثيرون من الصهاينة الذين يتحملون المسئولية كاملة عما حل بالشعب الفلسطيني من تشرد وموت وضياع وحرمان وحروب وويلات ومآسي وظلم وهوان.
إذا فكر بعض الفلسطينيين بمسامحتهم وإعفائهم من هذه المسئولية فهم يتحدثون بإسمهم الشخصي وليس بإسم الشعب الفلسطيني، الذي يرفض إعفاء القتلة الصهاينة من تلك المسئولية التاريخية ويطالب المجتمع الدولي بمحاسبتهم وعقابهم على جرائمهم.
كما أننا كفلسطينيين نطالب الرئيس عرفات باحترام مشاعرنا و تضحيات المناضلين منا وخاصة الشهداء في مقابرهم والأحياء الأسرى والمعتقلين في معتقلا تهم وسجونهم، حيث تمارس عليهم أبشع صنوف الإرهاب الصهيوني التي لازالت نظريات رابين جزءا هاما منها.
يجب التأكيد دائماً على أن من حق أبناء شعبنا الذين جرحوا في المعارك مع رابين وغيره من عتاة الاحتلال الصهيوني أن يقولوا للرئيس الفلسطيني إرحمنا من هذا الكلام وأرحمنا من هذا العذاب، فلا رابين كان مسالما ولا هو مات هكذا. هو اغتيل لأن (إسرائيل) لا تقبل بمن يفرط بمصالح الحركة الصهيونية وبمشروعها الكبير حتى ولو من باب التكتيك المرحلي.
رابين لو كان حيا يا سيادة الرئيس لكان فعل ما يفعله شارون الآن ولما تردد في حملكم على مغادرة وطنكم المحتل فلسطين أو طردكم بالقوة. لأنه الوجه الآخر للإرهاب الصهيوني المتجذر والمتوغل عميقا في قلوب وعقول قادة (إسرائيل) من يسارها العتيد إلى يمينها السعيد.
هذا العدو هو العدو وهو من أنجب الإرهاب و كذلك من أنجب بيغين وشامير وشارون بالإضافة لرابين وغيره من القادة الصهاينة القتلة. ورابين واحد من أبرز القادة الذين أقاموا وأسسوا الكيان الصهيوني الدخيل… ومن الذين قادوه إرهابا وبطشا واجراما.
إذن أيها الختيار الفلسطيني !
لا تجعل منه صديقك أو على الأقل صديقا للسلام لأنه أبعد من أن يكون رجل سلام أو حمامة لسلام الشجعان. هو لم يكن ولن يكن في يوم من الأيام صديقا لشعب فلسطين، لقد كان إرهابيا محترفا ومات كما كان وكما جاء.
أوسلو 11-09-2002