رحيل يوسف الشبل الفدائي من الزمن الفلسطيني في لبنان
فتحت عيني صباح اليوم على خبر رحيل فدائي من الزمن الجميل، زمن الفدائيين الحقيقيين وأيام كان النضال في الفصائل لأجل فلسطين كل فلسطين، وقبل أن تنتكب القضية بأتفاقية أوسلو ومشتقاتها ومفرزاتها..
قرأت الخبر وشاهدت الصورة على بروفيل صديق لي في العالمين الواقعي والافتراضي. حين دخلت الفيسبوك صباحاً كنت نعساً وتقريباً نصف نائم فقلت بيني وبين نفسي أنني أعرف صاحب الصورة ولكنني لا أتذكره بشكل جيد، سأعود للخبر بعد أن أنتهي من تحضير نفسي وانجاز عمل كان ينتظرني. لكنني نسيت الموضوع وبقيت ناسيه الى أن اتصل بي صديق آخر لي ليخبرني بوفاة “يوسف الشبل” الفدائي الغزي أو الغزاوي، الفلسطيني، الذي وصل الى لبنان شاباً ليلتحق بالعمل الفدائي وبحركة فتح.
كان يوسف الشبل ضمن مجموعة من فتح – قوات البحرية-، في موقعها في بستان بين درب السيم حيث موقع جبهة التحرير الفلسطينية على مدخل مخيم عين الحلوة الجنوبي، وجسر التنك على الشارع المؤدي من صيدا الى الزهراني والنبطية وصور واقليم الخروب عبر مغدوشة وعنقون والخ..
نعم فقد كان موقعاً لفتح وتحديداً للبحرية التي على ما أظن كانت تابعة للقطاع الغربي، الذي كان يتبع الشهيد أبو جهاد الوزير، وهذا القطاع مع الكتيبة الطلابية يعتبران خيرة ونخبة ما أنجبته فتح وعاصفتها من كوادر ومناضلين وأبطال علميات كبيرة هزت كيان العدو.
بالنسبة لهذا الموقع المذكور لي شخصيأً معه أنا وبعض اخوتي ورفاقي من جبهة التحرير الفلسطينية في موقعهم بدرب السيم على الجسر ذكريات وتمس أيضا الراحل يوسف الشبل. هذا الموقع أصبح منذ عشرات السنين مقراً وحاجزاً للجيش اللبناني على مدخل مخيم عين الحلوة الجنوبي. في هذه الأيام توجد بالقرب منه مقبرة المخيم في درب السيم والتي كانت قبل سنة ١٩٨٢بساتين ليمون وحمضيات والخ.
في ذلك الوقت من الزمن الفلسطيني الثوري في لبنان قبل سنة 1982 كان طابور الصباح لموقع البحرية التابع لفتح وعلى رأسه يوسف الشبل يمر يوميا من أمام موقع جبهة التحرير، وهكذا نشأت علاقة صداقة بين شباب الموقعين ومنهم يوسف الشبل، الذي يتذكره جيداً رفاقي ومنهم الرفيق الذي نشر خبر وفاته والرفيق الذي اتصل بي ليخبرني عن وفاة يوسف الشبل.
في اليوم الأول لغزو حزيران ١٩٨٢ كنت ورفاقي خالد الراشد وعبد القادر السيد وآخرين برفقة القائد الشهيد طلعت يعقوب أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية عائدين تحت القصف العنيف من النبطية الى بيروت مرورا بدرب السيم ومخيم عين الحلوة. في اللحظة التي دخلنا فيها من الشارع الرئيسي بين صيدا والجنوب بعد جسر سينيق، باتجاه درب السيم ومغدوشة وعين الحلوة، أغارت الطائرات الصهيونية على موقع قوات البحرية أي على الشبل وإخوته في البستان المذكور.
في أعقاب الرحيل عن بيروت سنة ١٩٨٢ أصبح الأخ يوسف الشبل من مرافقي الشهيد القائد أبو جهاد الوزير ثم في بعد اغتيال أبو جهاد في تونس ومن ثم توقيع اتفاقيات اوسلو وعودة أبو عمار ومن معه الى فلسطين المحتلة بعد توقيعه اتفاقية أوسلو المذلة في الثالث عشرة من أيلول ١٩٩٣، عاد يوسف الشبل الذي في ذلك الوقت أصبح من مرافقي أبو عمار مع الذين عادوا واستقر مع أهله وعشيرته في غزة وبقي هناك الى أن توفي هذا اليوم.
تعازيي لعائلة الراحل توفيق أبو مغيصب – أبو العبد – الذي عرفناه في الزمن الثوري الجميل بلقب “يوسف الشبل”.
نضال حمد
20-2-2023