رد من حنان أبو النصر في السويد حول أسئلة الصفصاف عن المبادرات الفلسطينية في أوروبا
العمل الفلسطيني المشترك في أوروبا
بات معروفا لدى أبناء وبنات شعبنا في كافة أماكن تواجده أن قيادتنا مأزومة وتنتهج طريقا لا يرتقي لنضالاتنا في كافة الساحات. ولأن شعبنا لم يعرف عنه السكوت والاستسلام باتت تنبثق حراكات ومبادرات عديدة لأن الكل يدرك أن هناك حاجة ملحة لحل أو حلول للخروج من الأزمة. نذكر هنا مثلا أن الفصائل الفلسطينية ولدت بسبب شعور عميق بالأزمة بعد نكسة 1967، لكنها اليوم كباقي الأحزاب الفلسطينية تعيش أزمة. قد تطرح العديد من المبادرات نفسها على أنها الحل تقودها رؤية أو حلم للتغيير، مما جعل الفلسطينيين اليوم يتحركون في جماعات معزولة عن بعضها البعض بسبب غياب التنظيم والتنسيق والأهم غياب تمثيل سياسي واضح.
نحن كفلسطينيين في أوروبا لدينا مساحة من الحرية تمكننا من التحكم بقواعد اللعبة أكثر مثلا من الفلسطيني في غزة أو الضفة والذي لو فكر بالتظاهر يتم اعتقاله. إضافة إلى ذلك الساحة الأوروبية تتسع للجميع وكل شخص من حقه أن يتحرك ويبادر لكن نحن بحاجة للتنظيم إذا كنا نطمح لرؤية فاعلية كل الحراكات والمبادرات. هناك قضايا عديدة ممكن أن نركز عليها، دعم الحركة الأسيرة أو دعم حركة المقاطعة أو التركيز على مسألة الهوية كاللغة أو دعم اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا. كل جهد هام لكن تخيل عزيزي القارئ أن تنطلق مبادرات عديدة بهدف توحيد الفلسطينيين في أوروبا بدون أي تنسيق بينها. هنا قد يتحول الحل إلى مشكلة تقود إلى مزيد من التشتت. لا شك أننا بحاجة لرؤية وطنية جامعة لكن هذه الرؤية لن تتشكل بدون تمثيل واضح أو تنسيق وتنظيم وإلا سنظل نتحرك في دوائر مفرغة وستستمر الأزمة.
هناك اتحادات فلسطينية قائمة في أوروبا ولها تمثيل في العديد من دول القارة. هذه الاتحادات تعمل على التنسيق والتنظيم لأن هناك اتفاق جمعي وكذلك ضغط شعبي أن هناك حاجة ملحة لتنظيم العمل الفلسطيني. المسألة ليست سهلة إذ أن هناك الكثير من الاختلافات والتناقضات التي يجب مناقشتها لنصل إلى منطقة يلتقي عندها الجميع. تم مؤخراً تشكيل هيئة العمل الفلسطيني المشترك في أوروبا بتمثيل من كافة الاتحادات الفلسطينية في أوروبا والتي تطمح لتنسيق وتنظيم كافة المجهودات في القارة الأوروبية. لا أطالب أحدا من الالتفاف حول هذا المجهود تحديدا فنحن كما ذكرت نتحرك في جماعات معزولة للأسف والتغيير يحتاج وقت، ما أطلبه هو عدم محاولة التقليل والاستخفاف بمجهودات الآخرين في هذا الصدد لأن من يدفع الثمن هو نحن وليس شعب آخر.
حنان أبو النصر – السويد