رسائل شعبية مقاومة الى من يهمه الامر ..! – أكرم عبيد
مسيرات العودة الفلسطينية
بقلم : أكرم عبيد
لا شك أن مسيرات العودة الفلسطينية من الارض الفلسطينية المحتلة وعلى حدودها وفي معظم العواصم العالمية هذا العام شكلت بجوهرها ومضمونها درس مهم في تاريخ الصراع العربي الصهيوني استعادت الماضي المجيد في مقاومة الغزاة المحتلين لتحاكي الحاضر وتؤسس للمستقبل لمواجهة كل المخاطر الجدية التي تهدد القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها ما يسمى ” صفقة القرن ” الصهيوامريكية واربكت كل حسابات العدو الصهيوامريكي وحاصرت كل موازين قوتهم الاجرامية الدامية
نعم انها المقاومة الشعبية الفلسطينية التي تعتبر شكلا مهما من اشكال المقاومة الرديفة للكفاح المسلح الذي يعتبر اقصر الطرق من اجل تحقيق كامل اهداف شعبنا في التحرير والعودة واجتثاث الغدة السرطانية الصهيونية من قلب الامة .
وهذه المسيرات ليست جديدة على قواميس شعبنا المقاوم بل هي امتداد لمسيرات مهمة تنطلق كل عام في ذكرى يوم الارض من ارضنا الفلسطينية المحتلة في الجليل والمثلث والنقب الى المدن القرى الفلسطينية التي دمرها مجرمي الحرب الصهاينة بعد جريمة العصر ” النكبة ” عام 1948والتي تجاوزت ال 500 مدينة وقرية وكلنا يعلم ان هذه المسيرات توجت في ذكرى النكبة والنكسة2011 بمسيرات جماهيرية حاشدة انطلقت عبر الحدود الفلسطينية من الجولان العربي السوري والحدود اللبنانية الفلسطينية ومن قطاع غزة المحاصر ومن كل مدينة وقرية ومخيم في الضفة الغربية المحتلة وسقط خلالها عشرات الشهداء والاف الجرحى لكن النتيجة كانت ان الجماهير الفلسطينية على حدود الجولان العربي السوري المحتل استطاعت كسر كل الحواجز النفسية والامنية والعسكرية الصهيونية واخترقتها ليصل المئات الى قرية مجدل شمس لا وقد وصل البعض الى القدس وحيفا .
لكن مسيرات العودة هذا العام التي توجهت الى السياج الحدودي في قطاع غزة المقاوم رغم الحصار تعتبر الاخطر على سلطات الاحتلال الصهيوني حسب التقديرات الصهيونية والفلسطينية ووجهت عدة رسائل من اهمها :
اولاً : إن هذه المسيرات الحاشدة قد تتحول الى انتفاضة شعبية ثالثة منظمة بعدما استطاعت ابداع وسائل مواجهة جديدة مع سلطات الاحتلال مثل الطائرات الورقية وغيرها في ظل عجز وفشل سلطة معازل اوسلو تحقيق أي هدف من اهداف الشعب الفلسطيني منذ توقيع اتفاقيات اوسلو التصفوية وملاحقها الاستسلامية
ثانيا : تعتبر هذه المسيرات الشعبية السلمية الحاشدة ردا عمليا شعبيا فلسطينيا مقاوما على صفقة القرن قبل ولادتها وعلى جريمة الرئيس الأمريكي ترامب إعلان مدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة ونقل سفارته اليها مما احرج سلطات العدو الصهيوامريكي اقليميا ودوليا وطرق ابواب منظمات وهيئات الامم المتحدة بقوة كونها ذات طابع سلمي مما اكسبها تعاطف اقليميا وعالميا احرج انظمة الردة العربية المتصهينة التي تهرول للتطبيع مع سلطات الاحتلال الصهيوني .
ثالثا : تعتبر هذه المسيرات خطوة عملية لإعادة القضية الوطنية الفلسطينية وحق العودة والقدس وحصار قطاع غزة المقاوم لصدارة الاحداث بعد تراجعها بسبب تناقضات الإقليم التي أدت لحروب طاحنة تحت شعار ما يسمى بالربيع العربي وفشل سلطة معازل اوسلو في تحقيق المصالحة الوطنية واستعادة وحدة الشعب والارض الفلسطينية .
رابعاً : تعتبر هذه المسيرات الجماهيرية جزء مهم من استراتيجية المقاومة الفلسطينية المسلحة بعد انتفاضة الحجارة والسكاكين واقتحام حواجز الاحتلال ودهس جنوده ومستوطنيه مما يشجع منظمين هذه المسيرات على تحويلها الى برنامج عمل وطني منظم وممنهج لمواجهة سلطات الاحتلال الصهيوني وكل المشاريع والمخططات الصهيوامريكية القديمة الجديدة وفي مقدمتها ارتفاع وسائل الاجرام الصهيوني بحق المسيرات السلمية بحجة اختراق الحدود واستخدام بعض الشباب للأسلحة ليكون مبررا لإعلان الحرب على غزة لإفشال هذه المسيرات ودفع الشعب الفلسطيني لليأس والموافقة على صفقة القرن المزعومة بالشروط والاملاءات الصهيوامريكية .
خامساً : ان المسيرات السلمة اثبتت نجاعتها وارعبت العدو الصهيوني ورفعت معنويات الشعب الفلسطيني وكل شرفاء الامة واحرار العالم .
سادسا : ان هذه المسيرات هي مسيرات وطنية يجمع عليها كل ابناء شعبنا بالداخل الخارج بعيدا عن أي خلافات سياسية فصائلية ويحميها الوعي الشعبي المقاوم الذي لم يفقد بوصلته باتجاه تحرير فلسطين من نهرها الى بحرها والعودة الى ارض الاباء والاجداد ولا تقتصر على مكان جغرافي واحد بل من المفروض ان تشمل كل امكان اللجوء والمهاجر بالعالم لذلك من المفروض الاهتمام بهذا النموذج المقاوم ودعمه مساندته وتشكيل حاضنة سياسية فلسطينية وعربية واسلامية وتحررية عالمية لحمايته لأنه لا يقل اهمية عن الاشكال النضالية المقاومة الاخرى وفي مقدمتها الكفاح المسلح لفرض المزيد من الاحراج لسلطات الاحتلال الصهيوني وشركائهم بالإدارة الامريكية على الصعيدين الاقليمي والعالمي .
سابعاً : ان قضية اللاجئين الفلسطينيين هي قضية سياسية اولاً وقانونية وانسانية ومن المفروض العمل على التواصل الفلسطيني والعربي والأممي مع مؤسسات الامم المتحدة وفي مقدمتها مجلس الامن والجمعية العامة ومؤسسات حقوق الانسان وغيرها لحماية حقوق شعبنا الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة الى فلسطين كل فلسطين لان هذا الحق لا يسقط بالتقادم وهو حق فردي وجماعي وغير قابل للتصرف او التنازل او التفاوض عليه من أي جهة كانت فلسطينية او عربية او دولية لان شعبنا يرفض بشكل قاطع كل البدائل والتوطين والتهجير بالمطلق كما يرفض سياسة الكيل بمكيالين عندما يتعلق الامر بحقوق شعبنا الفلسطيني المستندة الى عدة قرارات دولية وفي مقدمتها حق العودة الى ارض والتعويض عليه بموجب القرار 194 واستعادة كل ممتلكاته الخاصة والعامة ومطالبة المجتمع الدولي بدعم ومساندة استمرارية عمل ” الأونروا ” حتى تحقيق العودة الى فلسطين كل فلسطين .
لاشك أن ما يسمى بصفقة العصر التي تهدف تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة هي جزء لا يتجزأ من المعادلة الاستراتيجية الأمريكية القديمة الجديدة في المنطقة التي سيعلنها الرئيس الأمريكي المتصهين ترامب بعين صهيونية بامتياز متعمداً تصدير أزمة إدارته الداخلية والخارجية للمنطقة بعد هزائمهم في العراق وليبيا وفلسطين ولبنان واليمن وافغانستان ومؤخرا في سورية الصمود التي شكلت العقبة الكأداء في مواجهة مخططاتهم ومشاريعهم الاستعمارية القديمة الجديدة وفي مقدمتها ما يسمى النظام الشرق اوسطي الكبير لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه بالترهب والترغيب والتهديد والعدوان والتدخل العسكري المباشر لكسر إرادة الشعب السوري المقاوم العظيم بقيادة الرئيس المناضل بشار الأسد بشكل خاص وشعوب المنطقة بشكل عام لإخضاعها للشروط والاملاءات الصهيو وهذا خرق فاضح للقوانين والأعراف الدولية سيبقى برسم مؤسسات الامم المتحدة وفي مقدمتها مجلس الامن والراي العام العالمي .
akramobeid@hotmail.com