رياض المالكي .. “الأسخريوطي ” ..!!
بـقـلـم : عـادل أبو هـاشـم
لا أحد ينكر الحملة التي تقودها القوى المعادية للنيل من صمود الشعب الفلسطيني ، ولكن الغريب والمستهجن أن يشارك ” الطابور الخامس ” من رموز التواطؤ مع العدو الإسرائيلي ، ورموز التنازلات للدولة العبرية ممن نصبوا أنفسهم زورا وبهتانـًا للتحدث باسم الشعب الفلسطيني ممن ارتبطت مصالحهم الشخصية بالمشروع الأمريكي ــ الصهيوني لوضع اللمسات الأخيرة علي تصفية القضية الوطنية لشعبنا في تأجيج الكراهية ، وممارسة التحريض علي المقاومة ، و بالتالي على الشعب الفلسطيني .!
يأتي على رأس هذا الطابور الدكتور رياض المالكي وزير الإعلام في حكومة سلام فياض عام 2007 م ، أو ” غوبلز فلسطين ” كما لقب في ذلك الوقت .!
فقد أغرق المالكي الفلسطينيين بسيل من التصريحات المتهورة ، و التقارير الكاذبة و المقالات التي تستخف بجهاد و نضال و تضحيات الشعب الفلسطيني .!
و (غوبلز ) لمن لا يعرفه كان وزير الدعاية السياسية في عهد ادولف هتلر و ألمانيا النازية ، و قد لعب دوراً مهماً في ترويج الفكر النازي لدى الشعب الألماني بطريقة ذكية ، وقد اشتهرت عنه مقولتان في مجال العمل الإعلامي :
” كلما كبرت الكذبة سهل تصديقها ” .!
و ” اكذبوا اكذبوا حتى تصدقوا أنفسكم ثم يصدقكم الناس ” . !
و المالكي يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة من الجامعة الأمريكية ، وقد عمل محاضراً في جامعة بيرزيت ما بين 1981 م حتى 1996م ، وكان قد أسس مركز بانوراما ( المركز الفلسطيني لتعميم الديمقراطية وتنمية المجتمع ) الذي تعاون مع جمعيات إسرائيلية لتنظيم مؤتمرات وندوات عن السلام ، كما حضر عدداً من الاجتماعات في مركز شمعون بيريس للسلام في روما .!
ومع أن المالكي كان من المعارضين لاتفاق أوسلو في بداية الأمر ، و ألقى في ذمه خطباً صاخبة ، إلا أن انجرافه لاحقاً في عملية التطبيع مع الإسرائيليين أدى إلى طرده من صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .
وكان قد صرح بعد توقيع اتفاق أوسلو ورفض الجبهة الشعبية للاتفاق :
“إذا أراد عرفات أن يطلب حق اللجوء السياسي في إسرائيل فليفعل…!”
وعندما رفض مصطفى البرغوثي أن ينضم إلى حكومة سلام فياض التي شكلها بعد الانقسام في 15 / 6 2007 م كوزير للاعلام ، جيء بالمالكي ليكون وزيرا للاعلام ، و أصبح ناطقاً باسمها ، ولينضم إلى الطابور الخامس الدخيل على شعبنا ، و المتصدرين في رئاسات وقيادات لاحق ولا استحقاق لأن يتربعوها ويتصدروها ، وليبدأ بكيل التهم والتحريض ضد شعبه .!
تارة بأن حكومة الوحدة الشرعية بقيادة إسماعيل هنية هي حكومة الظواهري ، وتارة أخرى باتهام العالقين على معبر رفح بأنهم مخربون ومسلحون وتلقوا التدريبات العسكرية في سوريا وإيران .!
ثم صدر مرسوم رئاسي يقضي بتسميته وزيراً لخارجية فلسطين لنزع هذه الصفة عن فاروق القدومي الذي لم ينضو تحت جناح محمود عباس فانتقل من لعب دور ” غوبلز ” إلي دور ” يهوذا الإسخريوطي ” التلميذ الخائن للمسيح ــ عليه السلام ــ ، وهو الذي واطأ الكهنة على الدلالة عليه بأجر ، وهو الذي ألقي عليه شبه المسيح فصلب بدلاً منه ورفع المسيح إلى السماء .
وقد سجل الاسخريوطي الفلسطيني رقماً قياسياً من الإساءات بحق الشعب الفلسطيني و قضيته خلال فترة وجيزة من توليه المنصب .!.
فقد أساء في عدد من مقالاته إلى المقاومة و قلل من شأنها و سخر من فاعليتها ، و هاجم عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ، و اعتبر أنها أتت بضرر كبير على الشعب الفلسطيني ، دون أن يطرح بدائله لتحرير الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال .!
وكانت مقالاته تمهيداً للحملة التي تنظمها حكومة فياض لسحب سلاح المقاومة في الصفة الغربية ومحاولة نزع الشرعية عنها ، كما شكل غطاء لمندوب السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة رياض منصور لتقديم مشروع يعتبر المقاومة في غزة خارجة عن القانون .!
كان المالكي المسؤول الأول عن إغراق قطاع غزة في الظلام عندما صرح كذباً أن حماس تستولي على الأموال التي تجمعها شركة الكهرباء ، و تأخذ وقود الشركة لتشغيل سيارات القوة التنفيذية ، و أنها أقالت مسؤولين في شركة الكهرباء و عينت مسؤولين من حماس بدلاً منهم ، و قد استند الإتحاد الأوروبي إلى تصريحات المالكي وأوقف دفع ثمن الوقود للشركات الإسرائيلية فقطعت الكهرباء عن غزة ، وبات الناس والمؤسسات والمستشفيات أياماً دون كهرباء .!
لم تصمد كذبة المالكي طويلاً أمام الحقائق التي قدمتها الحكومة في غزة للأوروبيين و الرأي العام فعادت الكهرباء إلى القطاع ، ولكنها كانت سابقة شجعت الإسرائيليين على ممارسة الابتزاز بقطع الكهرباء بين الحين و الآخر .!
وللمالكي مع معبر رفح تجربتان :
ففي الوقت الذي كان فيه العالقون على المعبر يناشدون العالم للتدخل من أجل تسهيل عودتهم إلى أهلهم و بيوتهم في غزة ، خرج عليهم المالكي بتصريح يعلن فيه أن بين العالقين 79 شخص جاءوا من إيران و سوريا و قطر ، و أن بعضهم تلقى تدريبات عسكرية ، و أن بينهم امرأتين تحملان معتقدات سياسية متشددة .!وفي ذلك دعوة صريحة لإبقاء المعبر مغلقاً ، كما لم يخف تقديره لإقفال المعبر أمام المسافرين من قادة حركة ” حماس ” الذين عملوا على إدخال الأموال إلى القطاع في حقائبهم .!
وكان المالكي أكثر المصدومين والحانقين عندما فتحت السلطات المصرية معبر رفح أمام حجاج غزة لأنه راهن بأن الحجاج لن يخرجوا إلا عن طريق حكومة سلام فياض و من المعبر الإسرائيلي ، مدعياً أن حكومته قد استنفدت كل الجهود دون جدوى ، محملاً حركة ” حماس ” المسؤولية عن عدم خروج حجاج غزة ، فبهت ، وعوض الله صبر الحجاج خيراً ونصراً .
وتزامنت تلك المساعي الرامية لتشديد الحصار على غزة مع حملة شعواء شنتها أجهزة الأمن التابعة لمحمود عباس على الجمعيات الخيرية و لجان الزكاة في الضفة الغربية ، فأغلق معظمها و صودرت ممتلكاتها ، وحلت اللجان المشرفة على بعضها ، و استبدلت بأخرى مؤيدة لحكومة فياض وعباس ، وذلك في محاولة للحد من قوة ما أسماه المالكي بـ ( إمبراطورية حماس المالية ) .!
و قد حدد المالكي المصادر المالية لتلك الإمبراطورية إضافة إلى معبر رفح الذي تم إغلاقه ، و التي ينبغي العمل على تجفيفها و هي لجان الزكاة و الجمعيات الخيرية ، والتجار و المستوردون و الأنفاق .!
هذه بعض إبداعات الوزير رياض المالكي ، يضاف لها الكثير من التصريحات و المواقف المعيبة التي لاقت رفضاً حتى من بعض خصوم حماس ، كوصفه لحكومة إسماعيل هنية بحكومة الظواهري ، أو تأييده لقرار منع التظاهر في الضفة ضد مؤتمر أنابوليس ، و أخيراً اتهام ” حركة حماس ” في أحداث سيناء الأخيرة .!
ولكن كما يقال فإن حبل الكذب ، و كذلك التحريض قصير ، و إذا تذكرنا دعوة المالكي لأهالي غزة بالتظاهر لإسقاط حماس خلال فترة انقطاع الكهرباء ، واستحضرنا صورة المجاهد أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام في تصريحه :
” إن جهتنا ومقصدنا هي فلسطين المحتلة ، لا غيرها ، وأجندتنا داخلها ” ندرك أن سياسة ” الإسخريوطي الفلسطيني ” ومن يمثل لا تجدي نفعاً مع الشعب الفلسطيني .!
فهذا الشعب يعرفهم ، ويعرف افكارهم البائدة المحشوة في رؤوسهم المتعفنة ، والشعب اختار طريقه ، ومهما قالوا و فعلوا فلن ينجحوا في كسر إرادة الشعب المجاهد .
والتاريخ خير حكم بيننا .