سؤالي: من منكم اعتقل ولم يُعذب- عبد الناصر فروانة
كتب عبد الناصر فروانة على صفحته عبر “الفيسبوك”: كلما قرأت تقريرا، وفيه يُذكر أن نسبة المعتقلين الفلسطينيين الذين تعرضوا للتعذيب تقل عن 100%، وجدتني أندفع نحو التعقيب والكتابة، لحين من يأتي ويقنعني بهذه النسبة. حيث ما زلت مقتنعا بأن كل من مرّ بتجربة الاعتقال، كان قد تعرض لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي أو الاهانة والايذاء المعنوي. أي بنسبة (100%).
وسؤالي: من منكم اعتقل ولم يُعذب، أو احتجز تعسفا و لم يلحق به ألم ؟ وهل منكم من كان استثناء للقاعدة، التي تفيد بأن جميع من اعتقلوا قد عُذبوا ؟
اختلف مع كل من يقول: أن من بين الفلسطينيين من أعتقل ولم يُعذب. فلم يسبق أن قال لي أحدا منهم: أني اعتقلت ولم أُعذَب. فما من فلسطيني مرّ على السجون وذاق مرارة الاعتقال، إلا وعُذب.
هذا ليس تقديرا مني واجتهادا شخصيا، وانما استنادا للوقائع والمعطيات الاحصائية وشهادات المعتقلين. مقرونة بفهمنا وتفسيراتنا لنصوص اتفاقية مناهضة التعذيب. وهذه المادة الأولى تقول: “لأغراض هذه الاتفاقية، يقصد ‘بالتعذيب’ أى عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسديا كان أم عقليا…الخ”.
نحن لم نُعذب فقط. نحن ما زلنا نعاني آثار التعذيب والألم يوجعنا. ونحن لسنا وحدنا ضحايا لهذه الجريمة. بل ان عائلاتنا واسرنا وحتى أصدقائنا هم ضحايا التعذيب أيضا. أي أن ما نسبته (100%) من المعتقلين تعرضوا للتعذيب، ومضاف اليهم أفراد الأسرة والعائلة وأحيانا الأصدقاء. أليس كذلك أيها الأسرى والمعتقلين ؟
عبد الناصر عوني فروانة
أسير محرر، مختص في شؤون الأسرى والمحررين