سرد سريع لقصة استشهاد الشاعر علي فودة – نضال حمد
تحية للشاعر الفدائي الشهيد علي فودة بطل معركة حصار بيروت 1982 ,, صاحب قصيدة : إني اخترتك يا وطني حباً وطواعية، سراً وعلانية”… وصاحب جريدة “رصيف٨١” وصاحب دوواين شعرية كثيرة ومواقف ثورية وطنية مشرفة وثابتة.
في بيروت المحاصرة وفي مثل هذه الأيام الحارة جداً في بيروت الغربية المحاصرة من الجو والبحر والبر، يصاب الشاعر الشهيد على فودة بجراح بالغة بداية شهر آب – أغسطس ١٩٨٢ في منطقة عين المريسة وهو يوزع جريدة الرصيف ورشاشه على كتفه. استهدفته بارجة صهيونية كانت ترسو في عرض البحر وتقصف كل شيء حي في بيروت الغربية.
أذكر كيف أحضرته سيارة اسعاف وكانت جراحه نازفة ودماؤه تسيل من جسده. أحضرته الى مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت الغربية في مثل هذه الأيام. كنت يومها بالصدفة أزور أحد رفاقي الفدائيين الجرحى. لم أعرف أنه علي فودة فقد كان جسده مغبرا ومدمياً وشعره الشائب الأبيض تحول إلى رمادي وأسود.
كافح علي المتمرد العنفواني، الفدائي لأجل الحياة حتى الرمق الأخير لكنه استشهد متأثرا بجراحه بعد أيام من إصابته. فمحاولة إنقاذ حياته في مستشفى الجامعة الأمريكية ببيروت باءت للأسف بالفشل..
انتشر خبر موت علي فودة واستشهاده في يوم إصابته بجراح… وقام الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين بنعيه في بيان رسمي، كما في الصورة المرفقة هنا مع هذه الكلمات. لكن بعد ساعات علم الاتحاد أن علياً لازال حياً فأصدر بياناً جديداً ينفي فيه استشهاد الشاعر علي فودة. أعلن أنه لازال حياً يصارع الجراح والموت. ثم توفي علي بعد ثلاثة أيام من إصابته فعاد الاتحاد وأصدر بياناً جديداً ينعى فيه علي فودة، أحد كبار صعاليك الشعر الثوري الفدائي في فلسطين والوطن العربي. عاش الشاعر العنفواني فقيراً ومتمرداً ومات كذلك.. استشهد علي فودة وهو على خط المواجهة الأول وعنوان الصراع على كتفه والجريدة بيده.
نحن لازلنا على عهد فلسطين الكاملة يا رفيقنا علي فودة.
نضال حمد – الرابع من آب أغسطس ٢٠٢١