سرقات السياح الصهاينة ليست قصة جديدة – نضال حمد
على هامش الحديث الاعلامي مؤخراً عن سرقات السياح الصهاينة (الاسرائليين) لفنادق دبي وجهتهم السياحية الجديدة. تذكرت ما كنت سمعته قبل سنوات من صديق أوروبي يعمل مديراً في واحد من أهم مطارات احدى البلاد الأوروبية، أن شركات الطيران والمطارات سئموا من تصرفات السياح الصهاينة وسرقاتهم واتلافهم لكل شيء. كما وحدثني كيف التقطت كاميرا خاصة بالمطار صوراً وتسجيلاً لسائح صهيوني بلباسه الديني التقليدي وهو يقوم بالتبول في مرآب السيارات بالمطار.
أضاف لم نستطع فعل شيء لأنه “اسرائيلي”.
قلت له: هؤلاء الذين أتلفوا وسرقوا مقتنيات فنادقكم سبق وأن سرقوا وطني فلسطين بكل ما فيه من أرض ومدن وقرى وبلدات ومحتويات واملاك. ولازالوا يحتلونه ويقيمون في بيوتنا وينامون في أسرّتنا. فكيف لا يفعلون ذلك وهم يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار والآخرين مجرد عبيد وجدوا لخدمتهم.
لقد صمتت وربما شجعت حكوماتكم وبعضها قدم لهم كل الدعم لمساعدتهم على سرقة واحتلال فلسطين، وها هم الآن يعطونكم دروساً في أخلاقهم المعدومة، لعلها تكون عبرة لحكامكم كي يعقلون ويتراجعون عن دعمهم للاحتلال الصهيوني وجرائمه المستمرة في فلسطين المحتلة.
صديقة فلسطينية من الجليل الفلسطيني المحتل كتبت لي رسالة قصيرة تعقيباً على الموضوع المنشور في بروفيلي بفيسبوك” جاء فيها أن مدير مكتب سياحي فلسطيني في فلسطين المحتلة سنة 1948، قال أن مجموعة من “اليهود الاسرائيليين” سافروا في رحلة سياحية الى منتجعات “ايلات” عن طريق هذا المكتب. تقول الصديقة أنه لأمر غريب أن يسافر يهود صهاينة عبر مكتب فلسطيني، لكن العجب زال بعد وقت من تلك الحادثة. فبعد نهاية إجازاتهم، اتصل مدير الفندق في “ايلات” بمدير الوكالة السياحية الفلسطينية المغدور وقال له: ” لو ترسل لنا ألف مجموعة باليوم ما راح نوافق أبداً لأن مجموعتك سرقت حتى البرادي والشراشف والمخدات والبشاكير والصابون، كما وقصوا ودمروا سجاد الغرفه، حتى الفرشات أتلفوها عداك عن خسائر الأكل والكميات اللتي استهلكوها من البوفيهات المفتوحه”. هذا المدير يهودي “اسرائيلي” يتحدث عن ممارسات وسرقات أقرانه من السياح اليهود “الاسرائليين”. يعني وشهد شاهدٌ من أهله.
في بولندا منذ سنوات تتطرق الصحافة المحلية للتجاوزات الكثيرة التي يقوم بها السياح الصهاينة وخاصة وفود الشبيبة اليهودية الصهيونية، التي تحج سنويا وباستمرار الى معتقل اوشفيتس، ضمن زيارات منظمة ومحددة تشرف عليها سلطات الاحتلال الصهيوني وذلك بالتنسيق مع الجمعيات اليهودية البولندية.
يقول القائمون على الفنادق أن أفراد الشبيبة اليهودية لا يحترمون الشعب البولندي مضيفهم، ويقومون باتلاف وتحطيم وسرقة محتويات الفنادق. ولديهم حراس أمن عدوانيون.
في شهر ايلول 2013 نشر تقرير بولندي للصحفي “ميخاو غونشر” في بورتال “نا تيمات” تحت عنوان “رحلات الشباب (الإسرائيلي) إلى بولندا ليست مرغوبة جدًا” : (أرسلهم الآباء والأوصياء في “رحلات الهولوكوست”، يلوموننا على المحرقة، ويظهرون العداء، ويدمرون غرف الفنادق، ويفصلهم حراس الأمن المسلحون عن العالم) .
في حقيقة الأمر يزور بولندا كل عام عشرات الآلاف من الشباب اليهود الذين يغادرون البلد تاركين خلفهم أسوأ الانطباعات.”
يقول ايطالي مقيم في كراكوف أنه تعرض للضرب والاهانة والاعتقال من قبل حراس أمن يرافقون الشبيبة اليهودية الصهيونية التي كانت تقوم بزيارة في كراكوف سنة 2007.
اشتكى الرجل الايطالي منهم وقال “ألقوا بي على الأرض وعلى فضلات الكلب وركلوني وضربوني ووضعوا الأصفاد في يدي في وضح النهار وأمام المارة”.
في تصرف الحراس المذكورين مخالفة واضحة للقوانين البولندية، لكن السلطات في بولندا تغض النظر عن ذلك في كثير من الحالات. فقد اشتكى مواطنون بولنديون كثيرين من الشبيبة اليهودية وحراسها المسلحون وعدوانيتهم وعدم احترامهم لأحد ومخالفاتهم المتكررة لقوانين البلد.
التخريب في الفنادق
تتأثر سمعة الشباب اليهود في بولندا بشكل كبير بحالات خطيرة، مثل أعمال التخريب التي ارتكبها بعضهم في الفنادق أو الطائرات. وفي تقرير عنهم نشرته اسبوعية “بشكروي:
Przekrój
البولندية سنة ٢٠٠٧ ورد ما يلي: “موظفي الفندق يقومون بجمع الفضلات البشرية من الأسرة والمغاسل”. أي التي يتركها الشبان اليهود وراءهم.
وتضيف الاسبوعية نفسها “حدث أن ادارة الفندق اضطرت إلى ارجاع المال للسياح الآخرين الذين لم يستطيعوا النوم في غرفهم بالفندق لأن (الإسرائيليين) لعبوا كرة القدم في بهو الفندق”.
تلك الأعمال والتصرفات الشائنة للشبيبة اليهودية الصهيونية جعلت الفنادق البولندية ترفض استقبالهم مسبقاً.
نشرت صحيفة هآرتس الصهيونية يوم 11 آب أغسطس/2019 “معظم أصحاب الفنادق في بولندا لا يعتبرون (الإسرائيليين) سائحين مثاليين.
كتبت الصحافية البولندية إيفا يانكوفسكا في بداية شهر آب ٢٠١٩ : “معظم مالكي الفنادق الذين تحدثت إليهم لا يرون في :الإسرائيليين” كسائحين مثاليين”.
نشرت ذلك على موقع
gazeta.pl
المرتبط بـ جريدة “غازيتا فيبورتشا” الواسعة الانتشار
“Gazeta Wyborcza”
والمعروفة بتأييدها المطلق لكيان الاحتلال الصهيوني.
أما المرشدة السياحية البولندية كريستينا شينسنا فقالت: “(الإسرائيليون) في الفنادق مثل الإعصار”.
فيما اشتكى صاحب دار للضيافة رفض ذكر اسمه عن أن (الاسرائيليين) ينشرون الفوضى بعد الافطار. ويضعون كميات ضخمة من الطعام على الأطباق وفي الصحون ولا يأكلونها”.
“إنهم يتركون القمامة في الغرفة، فهم لا يحترمون ممتلكات الآخرين. يعتقدون أنهم إذا دفعوا فلا بأس في إحداث فوضى وتدمير الأشياء. بعد إقامتهم نرى آثار أحذية على الجدران وقطع علكة ملتصقة في كل مكان.
كما قالت ماريا، التي تؤجر شققًا للعطلات في مدينة لوبلين، “إذا مكثوا لبضعة أيام فإنهم يتركون مكيف الهواء ومفتاح الإضاءة طوال الوقت”.
كانت هذه بعض الأمثلة على ما فعله ويفعله الذين يظنون أنفسهم شعباً اختاره الله. وللمطبيعن مع الصهاينة في الاماراتن وفي دبي نقول “جنت على نفسها براقش”.
5 كانون الثاني 2021
سرقات السياح الصهاينة ليست قصة جديدة – نضال حمد