سقط القناع عن القناع .. حول صرخة الله اكبر في تظاهراتنا وفي ذبحنا.. Nidal Hamad
كتب نضال حمد :
منذ بدأت النشاط السياسي والاعلامي والجاليوي والتضامني في النرويج برفقة فلسطينيين وعرب ونرويجيين همهم قضية فلسطين. وبالذات بعد الانتفاضة الثانية ومذبحة مخيم جنين وغزوة القاعدة في واشنطن ونيورك وغزو العراق وافغانستان … بدأت تظهر في تظاهراتنا حالات غريبة وعجيبة لم نألفها من قبل. لكني بدأت مع الايام اعتاد عليها مع اني كما غيري من اصدقاء وابناء فلسطين بالنرويح واوروبا، لم اكن ارغب بها في تظاهراتنا كما هي حال ورغبة آخرين امتعظوا منها.
هذه الحالة هي حالة الذين يقفزون الى التظاهرة ويباشرون الصراخ تكبير ويحثون المتظاهرين على الترديد والتكرار طبعا بالعربية الفصحى واحيانا المكسرة… يقومون بتلك الهتافات مع ان معظم المتظاهرين من النرويجيين اليساريين والعلمانيين، او لنقل الغير دينيين، او من قوم عيسى، النصارى المسيحيين. يعني من غير المسلمين، وهم ببساطة من الذين يؤيدون فلسطين كقضية وليس كدين او مسلمين. يؤيدون الحق ويرفضون الاحتلال، يقفون مع المظلوم وضد الظالم.
اكثر من مرة كنت ارى بعض الاصدقاء النرويجيين وهم من اشد المناصرين والمؤيدين لقضية فلسطين متجهمي الوجوه عند بدأ (شبيحة اسلامويين او مخبارتيين) بالصراخ تكبير ,,, والله اكبر ,, او : خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود .. او يأتيك شبيح اسلاموي، شاذ وضال يقتحم التظاهرة ويقحم نفسه فيها وهو يرفع علم القاعدة الاسود، وهو ايضا علم النصرة وداعش. ويحدث اشد الضرر بالقضية وبهدف التظاهرة ويحرفها عن مسارها ويجعل الصحافة ووسائل الاعلام تهتم فقط بما فعل. وفي هذا خدمة جليلة للكيان الصهيوني ومناصريه في اوروبا. مثل هؤلاء اما تكفيريين متشددين او عملاء للمخابرات النرويجية او الصهيونية او لطرف ما لا يكن الود لقضيتنا.
كنت احاول تهدئة النرويجيين وتفسير الامر لهم وتبسيطه .. والحقيقة انهم كانوا يتحملون ذلك لأجل فلسطين وشعبها وقضيتها.
اليوم لو سألني احدهم عن صرخة الله واكبر والتكبيرات عندما يقوم الارهابيون والتكفيريون بذبح الاطفال والنساء والرجال في سورية والعراق، كما حدث يومامس حين ذبحت مجموعة معارضة سورية من الجيش السوري الحر، تعتبر معتدلة ومدعومة من امركيا وتركيا وقطر ن ذبحت طفل فلسطيني، 12 عاما، مريض بسرطان الدم ويغسل الكلى، بعدما اختطفته من المستشفى…. وذبحته على الهواء مباشرة مع التكبيرات وصرخات الله اكبر، نفس الصرخات التي كنا نسمعها في تظاهراتنا من قبل شبيحة اسلامويين او مخابراتيين .. لو سألوني الآن لما وجدت غير جواب واحد : هؤلاء هم الذين كنت اتخوف وكنتم تتخوفون منهم في تظاهراتنا في النرويج واوروبا.
سقط القناع عن القناع …
نضال – اوسلو 20-7-2016