سقوط المثقف والسياسي وأبن المخيم – رأي موقع الصفصاف
للأسف أن نصري حجاج كاتب المقالة وصلت به الردة الى أن يكتب بهذه الطريقة عن رمز الثقافة الفلسطينية الشهيد المبدع غسان كنفاني، وحتى عن الجبهة الشعبية التي كان أحد عناصرها في سبعينيات القرن الفائت، ثم خرج منها مع الذين انشقوا عنها بحجة انها أقل يسارية وماركسية لينينية من جماعة المنشقين ( الجبهة الثورية). لم تعمر طويلاً.. ثم تحول الى جبهة النضال الشعبي، ثم الى المد الإسلامي الثوري ( بعد ثورة الخميني) ثم مع أبو عمار ( عرفات ) ظالما أو مظلوما …
التهجم كان أيضاً على الشهيد وديع حداد ونهجه الذي وصفه بالأهوج … وعلى كل الشعبية وتجربتها … بعدين نصري حجاج ولد سنة 1951 يعني في سنة 1972 كان يبلغ نصري من العمر 21 سنة وكان بإمكانه عدم الرضا عن موقع كنفاني .. بل كان يعرف مصلحة كنفاني والثقافة الفلسطينية أكثر من غسان كنفاني نفسه ..؟؟!!
وحين يقول بالحرف :
( كنت في بيروت، عندما قُتل غسّان كنفاني، وأصابني حزنٌ وغضبٌ. لم أكن سعيداً في الموقع الذي احتله غسان كنفاني في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. كنت أعتقد أن مطرحه لا يجب أن يكون داخل هذا الإطار أو الأطر التنظيمية الفلسطينية الأخرى، كي يبدع ويكتب، ويرسم، ويقرأ التاريخ الفلسطيني، وينقد الأدب، ويرسم الكاريكاتور أيضاً. كانت الجبهة الشعبية في تلك السنوات جامحةً جموح مراهق، وفهمت النضال الفلسطيني بطريقةٍ ساذجةٍ واستعراضيةٍ كفاحية. كانت الجبهة، وهي تحاول مستميتةً منافسة حركة فتح على قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية، غير مدركة حجمها، وبنيتها الخربة، وتناقضاتها في اعتناق النظرية الماركسية اللينينية على أرضيةٍ فكريةٍ غارقة بالفكر القومي العروبي، وبنية طبقية لا تؤهلها لأن تكون حزباً للطبقة العاملة الذي انقطعت أنفاسها، وهي تسعى إليه منذ عقود طويلة، وهو يتهرّب من بين أصابعها، لأنه لا يقوم في أرضٍ غير أرضه، ولا بيئة غير بيئته، ولا في فهم صبياني للنظرية، ولا بالنهج الأهوج في محاربة العدو في كل مكان، كما كان شعار الجبهة، وهذا الشعار الذي قتل غسان كنفاني مبكراً، وحرم الأدب والإبداع الفلسطيني من معلمٍ، كان يمكن لو أنه عاش أطول لربما وضع الثقافة الفلسطينية غير هذا الوضع، وخصوصاً بعد رحيل مبدعين فلسطينيين كثيرين.) …
يقول حجاج أنه لم يكن سعيدا لموقع كنفاني كناطق رسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ….
ترى كم كان عمر نصري السياسي والتنظيري والثقافي والنقدي يومها؟
عيب يا أبن مخيم ناجي العلي.
رابط مقالته في العربي الجديد
https://www.alaraby.co.uk/opinion/2017/7/13/غسان-كنفاني-قتيل-السياسة-1