سوريا تُستباح وتُدمر وتُعاد ١٠٠ سنة إلى الوراء …
الاحتلال “الاسرائيلي” يواصل عدوانه واستباحة سوريا بالطول والعرض وتدمير ما تبقى من قدراتها العسكرية:
في هذه الاثناء وأنا اكتب كلماتي هذه شنت الطائرات الحربية “الاسرائيلية” غارات عنيفة جداً على العاصمة دمشق. هذا ليس شيئاً جديداً فسوريا منذ اسبوع صارت كلها مستباحة من أولها لآخرها، كما أنه لم يعد هناك من يدافع عنها، لا جيش ولا أي طرف آخر. إذ تم تدمير جيش سوريا وقدراته بدون قتال. تم تدميره من طرف واحد… كم يؤلمني كعربي وفلسطيني ما أراه من تدمير لسوريا ولجيشها ومقدراتها… إنه من العار فعلاً أن نرى الكيان الفاشي يستبيح بعض الدول العربية فيما بقية تلك الدول ومعها الدول الاسلامية تتفرج أو تتآمر مع الاحتلال ضد شقيقاتها العربيات والمسلمات.
هذا اليوم الجمعة الذي شهد مئات ملايين التهاني والكتابات “جمعة مباركة” بين المسلمين والعرب لم يكن مباركاً ويمكن تسميته بيوم الغارات “الاسرائيلية” بالجملة على سوريا أو يوم الاعتداءات عليها. وكذلك يوم استباجة لبنان ويوم المجازر في غزة.
نفذ الاحتلال الارهابي عشرات الغارات على أرياف اللاذقية وطرطوس وعلى العاصمة دمشق وعلى مدن وبلدات ومناطق عديدة في سوريا .. تم تدمير مطارات وموانئ ومعسكرات وقواعد واستحكامات ومقرات ووزارات وقواعد ومختبرات… تم تدمير وحرق مصانع ومعامل ومراكز ونقاط استراتيجية للجيش السوري وللدولة السورية، مواقع هامة بناها شعب سوريا بالعرق والتعب تتدمر بلا هوادة و بالجملة .. نعم بالجملة… كذلك فقد تم تهديد سكان قرى وبلدات سورية في ريف القنيطرة وفي درعا تم احتلالها أو محاصرتها..
كل هذا يتم بلا مواجهة وبدون قتال أو تصدي، حتى بدون إدانات دولية ولا عربية ولا سورية. عدوان وهجمات من جانب واحد، عربدة وعنجهية واستعراض عضلات وعدوان همجي. احتلال أراضي قرب العاصمة دمشق ولا يوجد من وما يمنع جيش الاحتلال من التقدم واحتلال العاصمة دمشق خلال ساعات إن قرروا ذلك. صدقوني حتى قلب العاصمة في خطر ويمكن أن يتخذ الحكام الارهابيون في “تل ابيب” قراراً بإجتياحها لتسجيل النقاط في حملاتهم الانتخابية والتبجح أمام جمهورهم الفاشي والعنصري أنهم دخلوا أول عاصمة للاسلام وللعروبة.
توغل الجيش الارهابي “الاسرائيلي” في جنوبي البلاد وفي الجولان ودرعا والقنيطرة واحتل جبل الشيخ… ووزير الدفاع كاتس قال “إن الجيش سيبقى هناك كل فصل الشتاء”… ونتنياهو لا نيّة لديه لتسليم أي مناطق احتلها فهو يريد ضمها كما ضم الجولان تطبيقاً لرؤيته للشرق الأوسط الجديد ومن أجل ضمان حصته من الكعكة السورية.
كل هذا ولا نجد غيرة ولا فورة دم سواء سورية أو عربية وكأن سوريا التاريخ والجغرافيا والعراقة والحضارة والعروبة والاسلام والانتماء والشرق لا قيمة لها… وكأننا عدنا لنجد التاريخ يعيد نفسه.. من آخر أيام المسلمين في الأندلس، في آخر عهد المسلمين وفي أيام أبي عبدالله الصغير.
سوريا اليوم بلا جيش ولا أجهزة ولا دفاع وطني ولا دولة ولا سلطة … تبخرت سوريا الدولة فغدت خلال أيام قليلة بلا كل المؤسسات والقدرات والامكانيات… كل شيء تبخر في لحظات.. والغالبية من المعارضين أو أتباعهم الذين ينشرون في وسائل التواصل الاجتماعي يحملون الرئيس السابق بشار الأسد مسؤولية ذلك. طيب إذا كان الأمر كذلك، لماذا لا تدينون الاعتداءات ولماذا لا تحاولون صد الهجمات أو وقفها على أقل تقدير. لماذا لا نسمع صوتكم فيما يخص العدوان على سوريا. فهذه القدرات التي تدمر هي قدرات بلدكم ودولتكم وليس قدرات النظام ولا “آل الأسد” كما يحلو للبعض التكرار والقول… هي أملاك للشعب وللدولة السورية بغض النظر عن النظام الذي سيحكم البلد.
واضح أن المعارضة مشغولة بعملية استلام البلد ولا تعير اهتماماً الآن على الأقل لحقيقة أن سوريا ستكون دولة بلا جيش ومقدرات دفاعية أو أنها وافقت على ذلك ضمن الصفقة التي بموجبها تسلمت البلد والسلطة وأنهت حكم النظام السابق، وأدخلت سوريا والمنطقة برمتها في عصر جديد لاتعرف هي نفسها أين سيأخذها.
الآن وأنا اختتم مقالتي هذه، قال مدير المرصد السوري وهو من المعارضة السورية أنه (منذ مغادرة الأسد بلغ عدد الغارات “الإسرائيلية” حتى اللحظة 400 غارة.).
موقع الصفصاف – وقفة عز
نضال حمد
١٣/١٢/٢٠٢٤