سوريا يا حبيبتي – نضال حمد
اليوم نهضت مبكرا جدا من نومي وعلى غير عادتي ومع انني نمت متأخرا جدا. مش مهم، لكن نهوضي المبكر اليوم جعلني وانا استمع لتلاوة سورة يس بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والتي قرأت مؤخرا في مجلة الطب البديل ان سماعها وقراءتها يساعدان كثيرا في مكافحة مرض النسيان والزهايمر وضعف الذاكرة. ولأن ذاكرتي قد تحونني بعد اشهر او اعوام من الآن فقد استعدت بسرعة شريط مواقف بعض الناس من احداث سورية. فتوصلت الى نتيجة تقول التالي :
1 البعض في البداية التزم الصمت بانتظار جلاء الموقف واتضاح الصورة. ثم تحديد الموقف على هذا الاساس. هؤلاء انتهازيون ووصوليون ولديهم استعداد للتضحية بسورية لأجل مصالحهم الشخصية. وهؤلاء ليسوا فقط من السوريين بل من كل اصناف العرب ايضا. وليسوا فقط من الذكور بل ايضا من الإناث.
2 البعض اعتقد ان القصة ستنتهي بأيام او اسابيع او اشهر قليلة في سوريا كما جرى في تونس مثلا. هؤلاء ركبوا فورا موجة العداء للنظام و الولاء لما يسمى الثورة. واستبدلوا وبدلوا علم سورية بعلم الاستعمار و بقاياه في سورية الكبرى. ومن هؤلاء مؤسسات ومؤتمرات فلسطينية وعربية واسلامية ( اخوانية) استبدلت علمي سوريا وليبيا المعروفين والرسميين بعلمين باليين من عهد اعداء الامة المستعمرين. لاحظوا الفرق في الوعيّ والرقيّ بين من يدعون انهم ثوارا في ليبيا وسوريا وبين ثورة شعب تونس الراقيّة، التي حافظت على وحدة تونس وعلى علمها الوطني ولم تأتِ بعلم استعماري، فرنسي الصنع.
3 هناك فئات وجهات وشخصيات ومؤسسات واتحادات وكتاب واعلاميون ومثقفون ومناضلون وناس بسطاء عاديون حسموا موقفهم مع سورية وضد المؤامرة عليها. هؤلاء الذين نسميهم حراس الأمة.
4 كبار السن من الفلسطينيين .. لاحظت ان كبار السن من الفلسطينيين وهم جيل النكبة ابدوا مواقف مع سورية وضد التكفير و تفتيت البلاد العربية وبالذات سورية. هذا ان دل على شيء يدل على وعيّ لدى هؤلاء، و انتماء لأمة عظيمة، بالرغم من كل الجراح وارث النكبة والنكسة والهزائم و فقدان امكانية العودة الى فلسطين وهم على قيد الحياة. وبسبب انقسام الفلسطينيين واضاعة بعضهم للبوصلة، فمنهم من استسلم وقامر ويقامر بالقضية، ومنهم من حسم امره في مشروع الربيع العربي فأساء لشعبنا وقيّمه وأصالته كما وأضر بالقضية الفلسطينية. وايضا بسبب ضعف العرب وتشتتهم في ربيع اليهودي الصهيوني الفرنسي برنارد ليفي وتلاميذه في الوطن العربي الكبير من رداحين ورداحات في وسائل اعلام الجمال المزركشة. وفي وسائل التواصل الاجتماعي من فيينا وليالي الأنس فيها الى امريكا الحديثة.
ترى كيف سيتعامل البعض من الفئتين الأولى والثانية مع الامر الواقع والحقائق التي تتجلى بعد صمود سورية و في وقت نرى فيه قرب هزيمة مشروع تدميرها واقصاءها من ميدان القضية الفلسطينية والقضايا القومية العربية.
وكيف سينظر هؤلاء الى انفسهم في المرآة والى عيون الآخرين الذين يعرفون انهم لن يتعلموا ولن يستفيدوا لانهم ما تعلموا ولا استفادوا من قبل من تجربتي العراق وليبيا. ولا حتى من 4 سنوات ونيف من الدمار والارهاب والوحشية والهمجية في سورية.
حتى تدخلات الصهاينة ودعمهم العلني والملموس وأحيانا المباشر عبر قصف مواقع سورية وبعلاج جرحى الارهاب في مستشفيات كيان الاحتلال والارهاب لم يؤثر على مواقف هؤلاء.
تحيا سورية ، تحيا فلسطين ..
نضال حمد – اوسلو
15-1-2015
سوريا يا حبيبتي.. بقلم نضال حمد