سورية ستنتصر على الهجمة العثمانية الجديدة – رشاد أبو شاور
حتما ستنتصر سورية في (معركتنا) _ هي حقا معركة مصير الأمة العربية المفصلية_ التي تواجه فيها كل أعداء الأمة التاريخيين، وفي مقدمتهم: تركيا الأردوغانية والعثمانيين الجدد..القدماء بحقدهم على العرب، وقلب الأمة : دمشق…
تركيا الأردوغانية تدفع بألوف الشيشان، والمرتزقة القتلة من جنسيات مختلفة، مسلحين بأحدث الأسلحة الأمريكية..في الهجوم على مدينة إدلب، وجسر الشاغور، وبعض البلدات القريبة من الحدود التركية، بهدف التأثير على معنويات السوريين..والجيش العربي السوري الباسل، الذي يفاجئهم اليوم في ريف حماة، وسهل الغاب، والشمال السوري..على طريق إلحاق الهزيمة بكل مخططات أعداء سورية..أعداء الأمة العربية..أعداء فلسطين.
أنا لا أقول بأن سورية لن تهزم..لا، فانا متأكد من أن سورية ستنتصر، والمخطط الجهنمي الإجرامي سيهزم.
أعرف أن تركيا، وحلف العملاء والخونة يحاول بكل السبل تحويل المعركة في سورية إلى صراع ( طائفي)، وهذا المخطط افتضح وفشل مبكرا ، فسورية محمية داخليا بثقافة انتمائها القومي العربي، وبالتزامها بقضية فلسطين، وبأنها كما وصفها القائد جمال عبد الناصر: قلب العروبة النابض..وهي ستبقى ( الدينمو) الذي يولد طاقة الانتماء القومي في شرايين الأمة من محيطها إلى خليجها.
معركة سورية هي من أجل الحاضر والمستقبل، وهي معركة غير منبتة عن الماضي، والماضي طافح بالآلام من معاناة أمتنا تحت الحكم العثماني على امتداد 400 عام من التخلف، والمسخ القومي، والزج بالعرب في حروب لا تخصهم، ولا تعنيهم، فلم يكن بينهم وبين الشعوب التي شنت عليها الإمبراطورية العثمانية أسباب للصراع والحروب.
400 عام أخرجت فيها أمتنا من التاريخ، فعم الجهل، والفقر، والأمراض، والتخلف على كافة الصعد، وسلمتنا الدولة العثمانية بعد قرون الظلام للدول الاستعمارية.. وأمتنا (حطام) أمة..وهكذا سقطت أمتنا بين مخالب بريطانيا وفرنسا، والحركة الصهيونية حليفتهما، ثم لتهيمن أمريكا على ثرواتنا ومقدراتنا، وتستتبع دول الثراء النفطي ، وتحولها إلى عبء على الأمة.
ماذا يمكن أن نتذكر من الزمن العثماني القبيح والفظيع غير المآسي، والموت، و( أخذ) مئات ألوف الشباب العرب ليكونوا وقودا لحروب توسع إمبراطورية آل عثمان التي لم تقدم للبشرية شيئا؟!
ماذا نتذكر من ماضي أمتنا التي امتطاها العثمانيون على مدى أربعة قرون؟ ماذا نتذكر سوى المشانق، وإعدام العشرات من خيرة مفكري أمتنا ، ومثقفيها، دعاة التنوير، والعدل بين الشعوب؟
توقعنا أن تعيد قيادة حزب أردوغان العثماني النظر في تاريخ العلاقات مع العرب، وتعتذر عن الظلم الذي ألحقته بهم، وتعمل على تعويض ما فات، واللجوء لسياسة أخوية، لحمتها وسداها الاحترام المتبادل، ولكن (عثمانية) أردوغان وحزبه أعمت بصيرتهم، وها هي تدفع بهم إلى الإيغال في التآمر على سورية، قلب العروبة، وعنوانها، ورايتها العالية.
أخطأ أردوغان في فهم وتقدير ترحيب العرب ببعض الخطوات التي اتخذها، فظن أنها حنين للعودة إلى كنف الإمبراطورية ، بحيث يكون العرب مجرّد سوق استهلاكية للمنتجات التركية، ومناطق نفوذ تدار من الباب العالي في إسطنبول…
وجد أردوغان وحزبه في الإخوان الذين تجمعه بهم الأطماع والأوهام الحليف الحاقد على عروبة الأمة، وقلبها دمشق، ووجد في دول الغاز والنفط..العدمية قوميا من يموّل حربه على سورية، والهدف الواحد الذي يجمعهم: تصفية أي إمكانية لنهوض الأمة العربية، وتكريس ( الإقليمية) والتبعية، وتحكم عوائل الحكم في بلاد العرب الثرية ..والتي تبدد هذه العوائل ثرواتها على السخف، والفسق، والفساد..والحروب الظالمة التي آخرها الحرب على شعب اليمن العربي الأصيل التوّاق للحرية.
نعم: سورية ستنتصر..ستنتصر.