سيادة الرئيس جمال عبد الناصر: غزة تفتقدك — رشاد أبو شاور
سيادة الرئيس جمال عبد الناصر: غزة تفتقدك… — رشاد أبو شاور
سيادة الرئيس جمال عبد الناصر:
في يوم 23 تموز، يوم ثورة الضباط الأحرار بقيادتك، تناديك جراح أهلنا في غزة، ودماء الشهداء في غزة، وأشلاء أطفال غزة، وتصرخ: واجمالاه!
( القاهرة) يا سيادة الرئيس تغلق معبر رفح في وجه جرحانا، وتسد أذنيها عن صيحات أهلنا في غزة، وتتفرج على أهلنا وهم يموتون تحت بيوتهم المدمرة..وتلعب دور ( الوسيط)..والوسيط المنحاز ضد فلسطين ومقاومتها، وتبرر استهداف غزة التي كانت عزيزة على قلبك دائما.. بعدائها ( لحماس)، وهو نفس تبرير العدو الصهيوني لعدوانه على أهلنا في قطاع غزة!
لا ( صوت العرب) يرتفع عاليا من القاهرة، بل أصوات أيتام ( السادات) و( مبارك) ، لقطاء ( كامب ديفد)، وزمن نهب مصر، وفتح أبوابها للصهاينة والأمريكان. .
تُشتم المقاومة، وتبرر الحرب على أهلنا بحجة العداء لحماس..التي يواجه مقاوموها مع أخوتهم المقاومين من كل الفصائل، العدو الصهيوني، وجيشه المدجج بكافة أنواع الأسلحة الأمريكية الأشد فتكا.
بحجة خلافهم مع حماس يبيحون ولوغ الصهاينة بدم شعبنا، ويشكرون جيش الصهاينة على جرائمه التي يقترفها بأهلنا!!
في عام 1955 عندما وقع العدوان الصهيوني على قطاع غزة، واقترف الصهاينة مذبحة بأهلنا، وكان قطاع غزة تحت الإدارة المصرية، توجهت شرقا..إلى الاتحاد السوفييتي، وطلبت السلاح..فكانت صفقة الأسلحة التشيكية.. وكانت القطيعة النهائية مع الغرب الاستعماري بقيادة أمريكا..وكانت حرب السويس1956التي خرجت منها مصر بقيادتك مرفوعة الرأس، وقائدة للعرب أجمعين، ومرجعية لكل ثوار أفريقيا، وقائدة بارزة في دول عدم الانحياز.
ردا على العدوان الصهيوني على قطاع غزة أمرت بتشكيل كتائب الفدائيين الفلسطينيين، الذين قادهم الضابط المصري البطل ( مصطفى) حافظ_ الذي استشهد على ثرى غزة من أجل فلسطين_ فأثارت المجموعات الفدائية الذعر في الكيان الصهيوني..وبشرّت مبكرا بخيار المقاومة، والزمن الفدائي الشجاع.
غزة تفتقدك يا سيادة الرئيس!
فلسطين التي قاتلت على ثراها في ( عراق المنشية) و( الفالوجي)..تفتقدك، وتناديك، ولن تنساك.
صوتك لا يرتفع من القاهرة معليا اسم فلسطين، ومن جاءوا بعدك رفعوا في سمائها علم العدو، مُحتل فلسطين، وقاتل أطفال غزة، ومهوّد القدس…
علم العدو الصهيوني يرفرف في سماء القاهرة، وفي وجه الفلسطينيين يغلق الباب، ويجابه الفلسطيني باللعنات، والشماتة..من لقطاء السادات وكامب ديفد..يا للعار!
أهذه هي وعود ( الثورتين) يا شعب مصر العظيم؟!
الفلسطيني يخوض معركة الدفاع عن بوابة مصر الشرقية ..التي حرّم ( كامب ديفد) على جيشها أن يدخل إلى ( سيناء) إلاّ بموافقة العدو الصهيوني!
يا أباخالد: أنت رحلت عن دنيانا وأنت تجمع حكّام العرب في القاهرة لتنقذ رأس المقاومة الفلسطينية من مذبحة ( أيلول) في الأردن، رغم خلافك مع قيادات في المقاومة هتفت ضدك، وشنّعت عليك، بحجة رفضها لمبادرة روجرز، وأنها أكثر ثورية منك!
كانت فلسطين ومقاومة شعبها، وأهميتها وقدسيتها للعرب، لا سيما لمصر الثورة بقيادتك.. فوق أي اعتبار.
انظر يا سيدي لما يفعلونه بشعبنا، بغزتنا، بمقاومتنا هذه الأيام؟
مصر وسيط..ووسيط يضع بين أيدي الصهاينة وأمريكا مبررات لذبح مقاومتنا، وشعبنا، وقضيتنا..يا للعار!
تفتقدك غزة..تفتقدك فلسطين .. يا أبا خالد.
تفتقدك الأمة العربية المذبوحة بحكام يفتحون عواصمهم للصهاينة، يتآمرون على فلسطين وشعبها ومقاومتها علنا بوقاحة وفجور!
تفتقدك مصر، وشعبها..مصر التي ما زالت مُغيّبة.. مصر التي سيظل شعبها يرفع صورك، راياتك، مقولاتك، ويتشبث بمبادئك..إلى أن يأتي الزمن الذي عملت له، وبشرت به حتى لحظة توقف قلبك عن الخفقان ..وأنت تعمل لإنقاذ فلسطين القضية، والمقاومة..يوم 28 أيلول 1970 .
سيادة الرئيس..يا قائدنا: القاهرة تفتقدك..مصر تفتقدك، ملايين العرب يفتقدونك..غزة تفتقدك..فلسطين تفتقدك.
لروحك السلام ..فمهما تشبه بك الأدعياء.، فإن فلسطين كفيلة بكشف زيفهم، وإن غزة القريبة من قلب مصر ستعريهم.
يا أبا خالد: نحن الأوفياء لمبادئك، لمسيرتك، لمصرك الكبيرة العظيمة، نقول لك اليوم من وسط الدخان الأسود الذي يغطي سماء غزة، من تحت الصورايخ المنهالة تدمر بيوتنا، وتمزق أجساد أطفالنا: المجد لذكراك..لثورة 23 يوليو / تموز الخالدة.
شعبنا يا أبا خالد، سيبقى كما عهدته..مقاوما رغم الخذلان، والمؤامرات..سيبقى ملح الأمة، وحارس أقدس قضاياها، في الخندق الأول بصلابته التي شهدتها وخبرتها في ( عراق المنشية) و( الفالوجي) و..قطاع غزة الفدائي.. .
لن ييأس من (عودة) مصر ونهوضها..مصر التي رسخت فيها أساسات لا يمكن أن تهدم وتُفسد..مصر العروبة، مصر فلسطين، مصر الكبرياء، مصر: ما أخذ بالقوة لن يسترد بغير القوة.
يوم 23 تموز ..يوم ذكرى ثورة يوليو..امتحان لكل من ( يدّعي) أنه يسير على خطاك، ولكل من يتمسح باسمك..فالناصرية مواقف.. الناصرية مقاومة، الناصرية مواجهة مع أمريكا والصهاينة والقوى الرجعية العربية.. الناصرية انحياز لفلسطين وشعبها ومقاومتها.
لروحك السلام، ولثورة 23 يوليو/ تموز المجد.
الأربعاء 23 تموز/ يوليو 2014