سيادة المطران عطا الله حنا : ” الفلسطينيون اوفياء وهم متمسكون بحق عودتهم الى وطنهم “
سيادة المطران عطا الله حنا : ” الفلسطينيون اوفياء لكافة الاقطار العربية التي استضافتهم اثر النكبة وهم متمسكون بحق عودتهم الى وطنهم “
القدس – لا نعرف مدى دقة وصحة المعلومات التي نُشرت خلال الساعات الماضية حول فنانة او ممثلة لبنانية دعت الى حرق الفلسطينيين بأفران هتلر ونحن نتمنى بألا يكون هذا الخبر صحيحا لان تصريح من هذا النوع انما يحمل في طياته كراهية وعنصرية وحقدا لا يجوز ان يكون في قلب اي انسان مسيحي مؤمن ملتزم بانتمائه للقيم المسيحية الحقة .
ونحن بدورنا نود ان نقول بأنه اذا ما صحت هذه الاخبار فإنها لن تؤثر على علاقة الصداقة والمودة القائمة بيننا كفلسطينيين واشقائنا اللبنانيين .
هنالك اصوات نشاز نسمعها في لبنان الشقيق بين الفينة والاخرى ولكن هؤلاء لا يمثلون الا شريحة صغيرة في المجتمع اللبناني اما الغالبية الساحقة من احبائنا واهلنا في لبنان فهم متضامنون ومتعاطفون مع الشعب الفلسطيني المظلوم الذي تعرض وما زال يتعرض للمظالم من قبل الاحتلال وادواته في منطقتنا .
نود ان نقول لهذه الممثلة بأنه اذا ما كان صحيحا ما نشر على لسانها فإنه يجب عليها اولا ان تتوب وان تعود الى رشدها وان تطلب من الله المسامحة لان ما تفوهت به انما يعتبر جريمة بحق الله قبل ان يكون جريمة بحق شعبنا الفلسطيني المنكوب والمظلوم منذ عام 48.
نعرف جيدا ان هنالك اشخاص في لبنان يكرهون الفلسطينيين ويبثون سمومهم الحاقدة في بعض وسائل الاعلام وعبر المنابر التي تتاح لهم ونحن بدورنا نقول بأننا لن نبادل الكراهية بالكراهية والحق بالحقد فالفلسطينيون هم شعب راقٍ ومثقف وواعي والاصوات النشاز في لبنان وفي غيره من الاماكن لن تؤثر على مواقفنا المبدئية الثابتة تجاه لبنان الذي نحبه والذي نتمنى له الخير وكذلك تجاه اشقائنا العرب بشكل عام.
ان التصريحات النشاز التي تحمل في طياتها عنصرية وكراهية تجاه الفلسطينيين لا يمكن تبريرها بأي شكل من الاشكال ويجب ادانتها ورفضها جملة وتفصيلا.
لا ندعي ان الفلسطينيين منزهين عن الخطأ فهنالك فلسطينيون ارتكبوا اخطاء في لبنان وفي غير لبنان ولكن لا يجوز اتهام كل الشعب الفلسطيني ولا يجوز تعميم هذه الظاهرة على كل الفلسطينيين الذين بغالبيتهم الساحقة انما هم متحلون بالصدق والاستقامة والوطنية الحقة ويحبون البلدان التي استضافتهم منذ النكبة لا سيما لبنان الذي نحبه ومن قلب القدس نرفع الدعاء من اجل ان يصون لنا لبنان لكي يبقى نموذجا في المحبة والُلحمة والاخوة الصادقة بين كافة مكوناته.
ان هذه الاصوات النشاز التي هدفها تعكير الاجواء وخلط الاوراق لن تؤثر علينا وستبقى مكانة لبنان محفوظة في وجداننا وسيبقى احترام لبنان شعارنا وسنبقى اوفياء للبنان الذي احتضن اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 48 ومازال حتى تحل القضية الفلسطينية حلا عادلا يضمن عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم ، كما اننا اوفياء لكل الاقطار العربية الشقيقة التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين كسوريا والاردن وغيرها من الاقطار العربية وهؤلاء الفلسطينيون انما متمسكون بحق عودتهم الى وطنهم .
سامح الله كل المسيئين والمحرضين الذين نصلي من اجلهم لكي يعودوا الى رشدهم وانسانيتهم ولكي يكتشفوا بأن التضامن مع الفلسطينيين المظلومين ومع كل انسان مظلوم في هذا العالم انما هو تجسيد للقيم الانسانية والاخلاقية والروحية النبيلة.
وقد جاءت كلمات سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس هذه صباح اليوم في حديث اذاعي حول تصريحات مفترضة لممثلة لبنانية دعت لحرق الفلسطينيين في افران هتلر.