سيادة المطران عطا الله حنا : ” ان القيادات الدينية في هذا المشرق يجب ان تكون جسور تواصل
سيادة المطران عطا الله حنا : ” ان القيادات الدينية في هذا المشرق يجب ان تكون جسور تواصل بين الاخوة المنقسمين على انفسهم ولا يجوز على الاطلاق ان تكون اسوارا تفصلهم عن بعضهم البعض “
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح هذا اليوم الاثنين بأن رسالة بيت لحم المدينة المقدسة والتي فيها ولد الفادي ورسالة ارضنا المقدسة التي انطلقت منها القيم المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها ستبقى رسالة سلام ومحبة ورحمة واخوة ، فالخير الذي نتمناه لانفسنا نتمناه لغيرنا ومن قلب فلسطين الارض المقدسة نرفع الدعاء الى الله من اجل ان تتحقق العدالة في هذه الارض وينعم شعبنا الفلسطيني بالحرية التي يستحقها كما ونصلي بشكل خاص من اجل مشرقنا العربي ومن اجل اولئك الذين عانوا وما زالوا يعانون من العنف والارهاب والقتل والحروب في سوريا والعراق واليمن وليبيا وفي غيرها من الاماكن، كما ان لبنان حاضر في صلواتنا ونتمنى لهذا البلد بأن يخرج من ازمته ويستعيد عافيته لكي يبقى كما كان دوما حاملا لرسالة المحبة والاخوة والسلام والتلاقي بين كافة مكوناته.
ان فلسطين الارض المقدسة التي يعاني ابناءها من ظلم تاريخي لم يتوقف لعشرات السنين انما هي لم ولن تتجاهل في يوم من الايام معاناة الاخرين شركاءنا في الانتماء الانساني وشركاءنا في الانتماء لهذا المشرق فنزيف هذا المشرق هو نزيفنا كما ان نزيف فلسطين هو نزيف الامة بأسرها ونزيف كافة الاحرار في عالمنا .
ان اولئك الذين يفتعلون الاضطرابات في منطقتنا انما هدفهم هو تفكيك المفكك وتجزئة المجزء اذ انهم يريدون لهذا المشرق ان يعيش في حالة دمار وترهل وتفكك وطائفية مقيتة لا يستفيد منها الا اعداء الامة .ان اولئك الذين يريدون لامتنا ان تكون في حالة تشرذم وفتن وانقسامات انما لا يريدون الخير لفلسطين ولاهلها كما انهم لا يريدون الخير لشعوبنا العربية التي يحق لها ان تعيش بسلام وامن وعدالة واستقرار.
اننا على يقين بأن ما نمر به في هذا المشرق انما هو سحابة صيف سوف تزول ولا بد ان تعود للامة وحدتها وان تكون بوصلتها نحو فلسطين ونحو مدينة القدس بشكل خاص.
اما القيادات الدينية ومن كافة الطوائف والمذاهب في منطقتنا فهي مطالبة اليوم اكثر من اي وقت مضى بأن تقوم بدورها المأمول في المساهمة في حل الخلافات والصراعات وفي وئد الفتن والانقسامات حيثما كانت واينما وجدت .
ان رجال الدين كافة مسيحيين ومسلمين يجب ان يكونوا في مجتمعاتهم العربية دعاة محبة وسلم اهلي ونبذ للكراهية والتطرف والتشرذم فرسالتنا دوما يجب ان تبقى رسالة تكريس للقيم الاخلاقية والانسانية والروحية والوطنية في مجتمعاتنا بعيدا عن لغة الاقصاء والبغضاء والتطرف والتكفير .
يجب ان نكون جسورا بين الاخوة المتباعدين والمنقسمين على انفسهم والا نكون اسوارا تفصلهم عن بعضهم البعض .
ان رسالة مؤسساتنا الدينية ورجال الدين في مجتمعاتنا يجب ان تكون رسالة وحدة واخوة وتضامن ولقاء في السراء والضراء .
فلسطين ستبقى نموذجا متميزا بوحدة ابناءها ومن فلسطين نبعث بهذا النموذج الى حيثما يجب ان يصل ومعا وسويا مسيحيين ومسلمين يجب ان ندافع عن فلسطين ويجب ان ندافع عن القدس ومقدساتها ويجب ان ندافع عن هذا المشرق الذي يتآمر عليه المتآمرون عبر ادواتهم ومرتزقتهم المنتشرين هنا وهناك .
رسالة فلسطين ستبقى رسالة السلام لكل مجتمعاتنا واقطارنا العربية وللعالم بأسره.
فلسطين هي قضيتنا وهاجسنا وجرحنا النازف وهي القضية التي من واجبنا ان ندافع عنها جميعا ولكننا في نفس الوقت نحب الخير لهذا المشرق ، ووحدة هذا المشرق انما هي قوة لفلسطين كما ان قوة فلسطين هي مصدر خير وبركة لهذا المشرق الذي نصلي دوما من اجل سلامته وحفظه من اعداءه المنظورين والغير المنظورين .
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه صباح اليوم في حديث اذاعي .