سيادة المطران عطا الله حنا : ” ان زيارة بومبيو للمستوطنات في الضفة والجولان انما هي عمل استفزازي خطير
سيادة المطران عطا الله حنا : ” ان زيارة بومبيو للمستوطنات في الضفة والجولان انما هي عمل استفزازي خطير مرفوض من قبلنا جملة وتفصيلا ”
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في لقاء اذاعي بأن زيارة وزير الخارجية الامريكي بومبيو المزمعة لمستوطنات في الجولان وفي الضفة الغربية انما هي عمل استفزازي معاد لشعبنا الفلسطيني ولامتنا العربية ، كما انه يعتبر امعانا في التآمر على شعبنا وقضيته العادلة .
ان بومبيو يمكنه ان يذهب الى حيثما يريد ولكنه ليس قادرا على ان يغير من طابع هذه البلاد ففلسطين ستبقى لاصحابها والجولان العربي السوري سيبقى سوريا شاء من شاء وأبى من أبى.
اننا اذ نعرب عن شجبنا واستنكارنا لهذه الزيارة التي من المزمع ان تتم خلال الفترة القادمة فإننا نؤكد بأن الفلسطينيين جميعا كما واهلنا في الجولان انما يرفضون مثل هذه الزيارات الاستفزازية التي تأتي في اطار صفقة القرن التي رماها الفلسطينيون في مزبلة التاريخ وبالنسبة الينا لا تعني شيئا على الاطلاق ، فبومبيو ورئيسه وكل اولئك المتآمرين على شعبنا لن يتمكنون من النيل من معنوياتنا وارادتنا وحق شعبنا في ان يعيش بحرية في وطنه وفي ارضه المقدسة.
سيادة المطران عطا الله حنا : ” الفلسطينيون قادرون بوحدتهم ووعيهم على احداث تغيير نحو الافضل وترتيب بيتهم الفلسطيني لكي يكون قويا في مواجهة العواصف والتحديات ”
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن الفلسطينيين بوحدتهم ووعيهم واستقامتهم وصدق انتماءهم لوطنهم هم قادرون على احداث التغيير نحو الافضل وانهاء الانقسامات وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي .
لن تتمكن اية قوة غاشمة من تصفية قضيتنا ما دام بيتنا الفلسطيني محصنا وقويا بوحدة ابناءه وتلاحمهم ووعيهم واستقامتهم .
ان كافة المشاريع والمؤامرات الهادفة الى شطب فلسطين والنيل من قضية شعبها وسرقة القدس والغاء حق العودة انما كلها سوف تبوء بالفشل امام وحدة ووعي شعبنا.
سيادة المطران عطا الله حنا : ” ان المسيحية تحثنا دوما على ان نرفض الظلم وان نقاوم ثقافة الكراهية والعنصرية بكافة اشكالها والوانها ”
القدس – شارك سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في اجتماع الكتروني بمشاركة عدد من رجال الدين المسيحي في هذا المشرق وقد شارك في هذا اللقاء عدد من الاباء الكهنة الاجلاء من داخل فلسطين والاردن وسوريا ولبنان ومصر حيث خاطب سيادة المطران المشاركين في هذا اللقاء من القدس موجها اليهم تحية المحبة الاخوية من رحاب اقدس بقعة في هذا العالم تعتبر ارض التجسد والفداء والقداسة والبركة والنعمة وحاضنة اهم المقدسات .
قال سيادته في كلمته بأنه يطيب لي ان اتحدث واياكم من رحاب مدينة القدس المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث وهي مدينة تتميز عن اية مدينة اخرى بفرادتها وتاريخها وهويتها وتراثها .
انها المدينة التي تحتضن قبر الخلاص والذي يعتبر بالنسبة الينا قبلتنا الاولى والوحيدة كما انها حاضنة اهم المقدسات المسيحية والاسلامية .
انها مدينة تجمعنا كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين في دفاعنا عن الحق والعدالة والمنادة بأن تتحقق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني في الانعتاق من الاحتلال وتحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية .
والمسيحيون الفلسطينيون يفتخرون بانتماءهم للمسيحية المشرقية النقية القويمة التي بزغ نورها من هذه الارض المقدسة وانطلق بعدئذ الى مشارق الارض ومغاربها ، كما انهم يفتخرون بانتماءهم لفلسطين ارضا وشعبا وقضية وهوية وتاريخا وتراثا .
نحن لسنا اقلية في وطننا ولسنا جالية او ضيوفا عند احد فهذا الوطن هو وطننا وهذا الشعب هو شعبنا وهذه القضية هي قضيتنا ونحن نرفض اي تطاول على التاريخ والرموز الدينية المسيحية كما اننا نرفض لغة التكفير والتحريض والاساءة ايا كان شكلها وايا كان لونها كما اننا في نفس الوقت نرفض التطاول على كافة الرموز الدينية وفي كل الاديان ، فلا يجوز العمل على اثارة الفتن والتحريض والكراهية بل يجب العمل على تكريس خطاب المحبة والاخوة الانسانية والذي يقرب الانسان من اخيه الانسان .
لست رجل سياسة ولن اكون فأنا اسقف خادم في كنيستي وسأبقى حاملا لهذه الرسالة الروحية وشعاري سوف يكون دائما وابدا هو صليب المجد ورسالة الايمان المسيحي وكلمات المخلص المزروعة في قلوبنا والتي لن يتمكن احد من انتزاعها منا ايا كان.
لا ندافع عن القضية الفلسطينية انطلاقا من انتماء سياسي فنحن لسنا محسوبين على اية جهة سياسية ولسنا تابعين لاي فصيل او حزب ولا نتلقى التعليمات والتوجيهات من اية جهة سياسية ماذا يجب ان نفعل وماذا يجب ان نقول ، وما نفعله ونقوله دوما انما هو منطلق من قيمنا الايمانية والروحية ورسالة المخلص في هذه الارض وفي هذا العالم وهي رسالة انحياز للمظلومين والمكلومين والمعذبين ومنكسري القلوب .
المسيحية تحثنا دوما على ان نرفض الظلم والقمع والاستبداد وامتهان الكرامة الانسانية وشعبنا الفلسطيني ومنذ عشرات السنين وهو يتعرض لظلم تاريخي وامتهان واستهداف لحريته وكرامته وحقه في ان يعيش بحرية في وطنه مثل باقي شعوب العالم .
لاننا مسيحيين متمسكين بقيم المسيحية ندافع عن فلسطين وندافع عن شعبها المظلوم ولاننا مكون اساسي من مكونات هذا الشعب ولان هذه القضية لا يمكن اختزالها على انها قضية سياسية فحسب بل لها ابعاد انسانية واخلاقية وروحية ، فنحن عندما ندافع عن فلسطين ندافع عن انفسنا وعن تاريخنا وتراثنا وندافع عن المسيحية في مهدها.
ندعوكم وندعو كافة كنائس هذا المشرق بأن تدافع عن فلسطين وعن القدس بشكل خاص فهذا واجب مسيحي واخلاقي وانساني ولا يجوز لنا ان نتأثر بأولئك الذين يريدون حرف بوصلتنا وجعلنا نعيش في حالة ضياع للهوية وتيه روحي وانساني واجتماعي .
نعلم جيدا ان الظاهرة الداعشية الدموية الاجرامية والتي المت بعدد من اقطارنا العربية الشقيقة واتباعها موجودون في كل مكان انما اثرت على نفسية ابناءنا وشبابنا وبعضهم بات يشعر بالقلق والخوف على مستقبله وعلى وجوده والبعض الاخر غادر هذا المشرق وذهب الى بلاد الاغتراب بسبب الحروب والارهاب وما حل بعدد من اقطارنا العربية الشقيقة .
نعلم جيدا بأن الثقافة الداعشية الدخيلة التي اوتي بها الى منطقتنا انما الهدف منها هو تصفية ماتبقى من وجود مسيحي والعمل على تقسيم مجتمعاتنا والنيل من معنوياتنا وارادتنا واثارة الكراهية والضغينة في اوطاننا ، واليوم يأتي نفر من المسيحيين الناطقين باللغة العربية في امريكا وفي غير امريكا لكي يبث سموم التحريض والكراهية بطريقة لا تختلف كثيرا عن داعش في حين اننا نعتقد بأن العنصرية ايا كان لونها وايا كان شكلها هي مرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلا .
لا يمكننا ان نقاوم الفكر الداعشي الاقصائي بثقافة مماثلة ولا يمكننا ان نقاوم الكراهية والتحريض بخطاب مماثل فهذا بعيد كل البعد عن ادبياتنا المسيحية واخلاقنا وقيمنا الروحية .
من واجبنا جميعا ان ندافع عن ايماننا وان نرفض اي اساءة او تطاول او تحريض ايا كان شكله ولكن بالاساليب الكنسية والروحية والايمانية المستندة على تعاليم كتابنا المقدس.
لا يمكننا ان نقاوم الشر بالشر والضغينة بالضغينة وهنالك ابواق اعلامية تدعي التبشير بالمسيحية في الغرب وهي منخرطة حتى الصميم في مشروع مشبوه هادف الى عزل المسيحيين وتهميش حضورهم والنيل من معنوياتهم وجعلهم يعيشون حالة خوف ورعب وقلق على مستقبلهم لكي يغادروا اوطانهم .
ان هذه الابواق هي الوجه الاخر لداعش وهؤلاء هم مشروع تهجير للمسيحيين من منطقتنا ومن فلسطين بشكل خاص فهم يسعون لغسل ادمغة شبابنا وتلويث عقولهم وتسميم افكارهم والتأثير عليهم.
ان هذا الخطاب الخطير الذي يُصدر الينا من امريكا باسم المسيحية والانجيل، والمسيحية والانجيل براء منه انما يجب ان يواجه بالتوعية الروحية الصحيحة ومخاطبة الشباب والاجابة على هواجسهم واجوبتهم والتحديات التي يعانون منها ويتألمون بسببها .
يجب ان نكون اكثر الى جانب شريحة الشباب التي يستهدفها هؤلاء المحرضون من امريكا ومن غيرها من الاماكن .
ندعو رعاة الكنائس والمرجعيات الروحية في هذا المشرق للتصدي بحكمة ومسؤولية لمنابر التحريض والكراهية التي تبث سمومها من امريكا ومن غيرها من الاماكن وهي تستهدف ابناءنا في هذا المشرق وخاصة في فلسطين .
بايماننا ووعينا وحكمتنا واخوتنا وتضامننا نحن قادرون على ان نواجه خطاب الكراهية والعنصرية ايا كان شكله وايا كان لونه .
ننتمي الى الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية هكذا كنا وهكذا سنبقى ولن نتخلى عن مسيحيتنا المشرقية تحت وطأة اية ضغوطات او تحريض ايا كان شكله وايا كان لونه ، ورسالتنا ستبقى دوما رسالة المحبة التي نادى بها المخلص في كل محطات حياته على الارض وتركها لنا امانة لكي نحافظ عليها من خلال كنيسته المقدسة.
اخوتنا المسلمون هم اشقاءنا في الانتماء الانساني والوطني ويجب ان نعمل دوما على بناء جسور المحبة والاخوة فيما بيننا وان نلفظ وان نرفض خطاب الكراهية ايا كان مصدره ، كما واجاب سيادته على عدد من الاسئلة والاستفسارات مؤكدا على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة الينا جميعا .
14-11-2020