سيادة المطران عطا الله حنا : ” عام ينتهي وعام جديد يبدأ
سيادة المطران عطا الله حنا : ” عام ينتهي وعام جديد يبدأ ونتمنى بأن يحمل العام الجديد ما هو جديد بالفعل لهذه الارض المقدسة “
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن هنالك عاما ينتهي وعام جديد يبتدأ فيما الحصار والانقسام على حالهما ، والقدس تعاني ما تعانيه في ظل ممارسات احتلالية استيطانية اقصائية غاشمة ، ناهيك عن الجائحة التي ابتدأت تنتشر مجددا فقبل عدة اشهر ظننا ان الجائحة قد انتهت غير مأسوف عليها فاذا بنا نلحظ اليوم ان هنالك انتشارا واسعا لهذا الفيروس الجديد في اكثر من مكان وبقعة في هذا العالم لا سيما في مشرقنا وفي ارضنا المقدسة .
لقد توحد العالم بأسره في البحث عن حلول لهذه الجائحة كما توحدت الانسانية كلها في المعاناة والالم والحزن وكم من الاحبة افتقدناهم وودعناهم بسبب هذا المرض الخبيث .
مررنا بحقبة أليمة مليئة بالمعاناة والاحزان ونتمنى بأن يكون الفرج قريبا ونسأل الله في هذا الموسم المبارك بأن تكون نهاية هذه الجائحة قريبة لكي تتوقف هذه المعاناة في بلادنا وفي سائر البلدان والاقطار العالمية .
وكما توحد العالم بأسره في المعاناة والالم والبحث عن حلول وعلاجات لهذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة فإننا نتمنى بعدئذ ان يتوحد العالم في الدفاع عن القيم الانسانية والاخلاقية والانحياز الى جانب كل انسان متألم ومظلوم .
الفيروس الذي تعاني منه البشرية في طريقه الى الزوال عاجلا ام اجلا ونحن نتمنى ان يكون هذا عاجلا ولكن تبقى في عالمنا فيروسات اخرى بحاجة للمعالجة وهي مظاهر العنصرية والكراهية والتطرف والعنف وكذلك المظالم التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم فيما هنالك اشخاص في هذا العالم يدعون حرصهم على حقوق الانسان وهم يصمون اذانهم امام ما يرتكب بحق شعبنا من استهداف وتآمر وسياسات عنصرية احتلالية ظالمة .
نتمنى ان تكون حقبة ما بعد الكورونا اكثر انسانية وان كنا مدركين بأن نيل المطالب لا يكون بالتمني بل بالعمل الحثيث والمستمر من اجل تكريس قيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية .
نتمنى ان يكون العام الجديد عاما جديدا بالفعل حاملا لبوادر الامل والرجاء والخير في بلادنا المقدسة حيث هنالك شعب فلسطيني يعاني من الظلم منذ عشرات السنين ويحق لهذا الشعب ان يعيش بحرية وكرامة في وطنه وفي ارضه المقدسة.
سيادة المطران عطا الله حنا : ” ان تكون مسيحيا هذا يعني انه يجب ان تكون نصيرا لكل انسان متألم ومظلوم في هذا العالم لا سيما شعبنا الفلسطيني الرازح في ظل الاحتلال”
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في حديث اذاعي بأننا نستذكر في فلسطين مآثر ومواقف رئيس الاساقفة الراحل ديزمون توتو والذي حصل في وقت من الاوقات على جائزة نوبل للسلام ولكنه كان بالفعل داعية للسلام ورافضا لكل مظاهر الكراهية والعنصرية والتطرف في عالمنا.
وقف في بلده في جنوب افريقيا متصديا لسياسة الفصل العنصري ومناديا بالعدالة ومؤكدا بأن البشر جميعا حتى وان اختلف لون بشرتهم انما ينتمون الى عائلة واحدة والى اسرة بشرية واحدة خلقها الله.
وقد انهار نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا بسبب كفاحات ونضالات المطران ديزمون توتو وزملاءه ، ولكن صوت هذا الاسقف الجليل لم يقتصر فقط على بلده جنوب افريقيا فقد كان نصيرا لكافة الشعوب المستضعفة والمظلومة والمتألمة التي تعاني من الاستعمار والاحتلال والظلم والقمع ، وقد وقف الى جانب الشعب الفلسطيني وزار فلسطين في احلك الاوقات والظروف لكي يقول للشعب الفلسطيني بأنكم لستم وحدكم في الساحة فكلنا نقف الى جانبكم وندافع عن قضيتكم العادلة .
لقد كان المطران ديزمون توتو بطلا بكل ما تعنيه الكلمة من معاني وقد مُنع من الدخول الى فلسطين في السنوات الاخيرة ولكنه لم يتخلى عن رسالته ومبادئه رغما عن كل الضغوطات التي مورست عليه .
اقول لكافة القيادات المسيحية الدينية في العالم ، تعلموا من المطران ديزمون توتو كيف يجب ان يكون خادم الكنيسة الامين منحازا لقضايا العدالة والحرية والكرامة الانسانية .
المسيحية ليست محصورة بين جدران كنائسنا وليست ادبيات نرددها وشعارات ننادي بها فحسب بل هي رسالة وحضور وموقف ، فعن اية مسيحية يتحدث البعض وهم يصمون اذانهم ويغلقون عيونهم امام العنصرية والمظالم التي يتعرض لها الكثيرون في عالمنا لا سيما في فلسطين الارض المقدسة .
من وحي الرسالة التي حملها المطران ديزمون توتو وفي فترة الاعياد الميلادية المجيدة وها نحن اليوم في حقبة ما بين العيدين المباركين المجيدين حسب التقويم الغربي والشرقي نقول للعالم المسيحي كله ونقول للقيادات المسيحية في عالمنا وفي مشرقنا بنوع خاص لا تكونوا صامتين امام الظلم الذي يرتكب بحق شعبنا .
لقد اصدر رؤساء الكنائس في القدس قبل ايام بيانا حول اوضاع المسيحيين في المدينة المقدسة وهذا البيان ازعج الاحتلال وابواقه في الغرب وكأنهم يريدوننا ان نكون في حالة صمت أمام ما يرتكب بحق شعبنا وبحق المسيحيين في هذه الارض المقدسة وفي مدينة القدس بشكل خاص .
يا ايها المسيحيون ويا ايتها القيادات الدينية المسيحية ان روحانية الكنيسة ومبادئها يجب ان تترجم على الارض من خلال المواقف النبوية النبيلة الرافضة للاحتلال والظلم والاستبداد دونما خوف او تردد .
ان اجندتنا كمسيحيين هي الانجيل وهي القيم المسيحية السامية والتي تحثنا دوما على الا نخاف من ان نقول كلمة الحق حتى وان اغضبت اي حاكم جائر .
لا نخاف من ان ندافع عن شعبنا وقضيته ولا نخاف من ان نرفض مظاهر الكراهية والعنصرية والتمييز والتطرف في اي مكان في هذا العالم حتى وان ازعج هذا البعض فنحن لا نخاف من ان نقول الكلمة التي يجب ان تقال استنادا لقيمنا الايمانية والروحية والانسانية والوطنية النبيلة .
نقول في هذه الايام المباركة ما نقوله في كل الايام والاعياد والمناسبات بأننا سنبقى مدافعين عن فلسطين وشعبها المظلوم مهما كثرت المؤامرات والضغوطات المخططات الهادفة لاسكات الصوت المسيحي الفلسطيني في هذه الارض المقدسة.
ومع معايدتنا للكنائس المسيحية بالميلاد الذي مضى والذي سيأتي نقول لكافة المرجعيات الروحية المسيحية دافعوا عن فلسطين ارض الميلاد والتجسد والفداء ، دافعوا عن هذه القضية الاعدل والانبل في عالمنا ولا تتخلوا عن واجباتكم الاخلاقية والايمانية تجاه هذا الشعب الرازح في ظل الاحتلال والذي يتوق الى العدالة والحرية والكرامة الانسانية .