سيادة المطران عطا الله حنا : عن الفلسطينيين النشاز مؤيدي العدوان على سوريا
سيادة المطران عطا الله حنا : ” نعرب عن استغرابنا وشجبنا واستنكارنا لوجود بعض الاصوات الفلسطينية النشاز التي تؤيد العدوان التركي على سوريا الشقيقة “
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأنه يحزننا ويؤلمنا ان نرى ان بعضا من الفلسطينيين الذين فقدوا بوصلتهم وبصرهم وبصيرتهم ونراهم يؤيدون ويدعمون العدوان التركي الهمجي الارهابي على سوريا الشقيقة .
ان من يؤيد العدوان التركي على سوريا انما يعتبر شريكا في الجرائم التي ترتكب بحق هذا القطر العربي الشقيق الذي دفع وما زال يدفع فاتورة انحيازه للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني .
للاسف الشديد ما زلنا نسمع من يتحدثون عن ” ثورة سورية ” ومن يتحدثون عن براميل متفجرة ومن يتحدثون عن ” النظام الذي يقتل شعبه ” وهؤلاء يتجاهلون بأن الذي قتل وما زال يقتل الشعب السوري انما هم اعداء سوريا وهم ذاتهم اعداء فلسطين والامة العربية من محيطها الى خليجها .
نعرب عن اسفنا لبعض الشعارات التي نسمعها ونقرأها من قبل اشخاص فلسطينيين لا نعرف جيدا لماذا يؤيدون اردوغان وعدوانه على سوريا الشقيقة او لكي نكون اكثر دقة فإن ” اللبيب من الاشارة يفهم ” .
اردوغان الذي يصفق له البعض يستغل مسألة اللاجئين ضحايا العنف والارهاب والحروب التي افتعلها هو وحلفاءه لكي يتاجر بهذه القضية الانسانية بطريقة بعيدة كل البعد عن القيم الاخلاقية والانسانية النبيلة ، فقد ارسل بعضا من هؤلاء اللاجئين الى الحدود اليونانية في عملية استغلال بشعة لقضيتهم الانسانية .
نحن نتضامن مع ضحايا الحروب والعنف والارهاب ايا كان دينهم او مذهبهم او انتماءهم العرقي ولكننا نرفض ان يستغل هذا الملف الانساني لاغراض سياسية وللاسف فإن اردوغان يستغل مسألة اللاجئين لاغراض سياسية .
من الذي ادخل المنظومة الداعشية الى سوريا ومن الذي دمر وعاث فسادا وخرابا في سوريا وخاصة في شمالها ومن الذي سرق مصانع حلب ؟ اقول للفلسطينيين الذين يؤيدون اردوغان عودوا الى رشدكم فلا يمكن ان تكون مؤيدا لعدوان على قطر عربي شقيق وفي نفس الوقت ان تقول انك مع فلسطين والقدس وانهاء الاحتلال ، فهنالك تناقض كبير بين هذين الموقفين .
لا اريد ان اشهر بأحد او ان اسيء لاحد ولكنني ادعو اولئك الذين فقدوا البوصلة والبصر والبصيرة ان يعودوا الى رشدهم فتركيا بقيادة اردوغان هي معتدية على الامة العربية ومعتدية على القطر العربي السوري الشقيق ومن يعتدي على سوريا لا يمكنه ان يكون صديقا لفلسطين ومناصرا للقضية الفلسطينية وحتى وان اشبعنا شعارات رنانة حول فلسطين .
تذكروا تاريخ العثمانيين الدموي الذي لا يمكن ان يُنسى ويبدو ان اردوغان يسعى لاعادة احياء هذا الارث الدموي العنصري الهمجي .
نحن مع سوريا وسنبقى مع سوريا مدافعين عنها حتى يعود اليها سلامها ومن دافع عن فلسطين دافع عن سوريا وعن العراق وعن اليمن وعن كافة الاقطار العربية الشقيقة المستهدفة والمستباحة .
عدونا واحد هنا وهناك وان تعددت الاسماء والاوصاف واتمنى ان يرتقي بعض الفلسطينيين الى مرحلة من النضج لكي يتمكنوا من التمييز ما بين الخيط الابيض والخيط الاسود .
ان من له تحفظات على الحكومة السورية وادائها وعلى ما يصفه البعض ” بالنظام السوري ” فإن هذا لا يبرر على الاطلاق ارتماء البعض في الاحضان الاردوغانية وتأييد العدوان التركي على سوريا .
ارفعوا ايديكم عن سوريا لكي يعود اليها ابنائها الذين شردوا منها عنوة بسبب اردوغان وغيره من المتآمرين على سوريا الشقيقة فمكان اللاجئين السوريين هو ان يعودوا الى وطنهم وليس لكي تستغل قضيتهم الانسانية لاغراض سياسية.
ان رئيس اساقفة اليونان ايرونيموس تفقد يوم امس الحدود اليونانية التركية وخاطب اللاجئين من بعيد وقال لهم : انتم ابناءنا واخوتنا في الانتماء الانساني ولا تسمحوا بأن تستغل قضيتكم الانسانية لاغراض سياسية .
نحن متضامنون مع اللاجئين ولكن لا يجوز ان يستغل اردوغان هذه القضية الانسانية لتمرير اجنداته وسياساته والتي هي في الواقع اجندة امريكية بامتياز