سيادة المطران عطا الله حنا : للكنائس المسيحية في عالمنا دافعوا عن الشعب الفلسطيني المظلوم
سيادة المطران عطا الله حنا : ” نقول للكنائس المسيحية في عالمنا بأن الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته العادلة انما هو واجب أخلاقي وانساني وروحي “
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس لدى استقباله اليوم وفدا كنسيا من البرازيل بأن مدينة القدس هي امانة في اعناقنا كمسيحيين كما هي امانة في اعناق المسلمين وكافة احرار العالم ومن واجبنا جميعا ان نتصدى للسياسات الاحتلالية في القدس وان ندافع عن مدينتنا المقدسة المستهدفة في تاريخها وطابعها وملامحها ومقدساتها واوقافها وعقاراتها وانسانها .
نرحب بزيارتكم للقدس في هذه الأيام التي فيها تستعد الكنائس في مشارق الأرض ومغاربها للاحتفال بعيد الميلاد المجيد ونحن في كنيستنا الارثوذكسية نحتفي بالميلاد حسب التقويم الشرقي المتبع في كنيستنا أي في يوم ال7 من يناير .
تعددت التقاويم ولكن رسالة العيد واحدة سواء كان هذا حسب التقويم الغربي او حسب التقويم الشرقي ورسالة العيد هي الرسالة التي نادى بها من نحتفي بمولده وتأنسه ومجيئه الى هذا العالم لكي ينقل البشرية بأسرها من حقبة الموت والخطيئة والظلمة الى حقبة النور والبركة والخلاص .
لقد اتى المخلص الى هذا العالم لكي يعيد للإنسان انسانيته المفقودة ولكي يعلمنا جميعا بأنه لا قيمة لحياتنا بدون المحبة والرحمة والخدمة والتفاني في خدمة الانسان .
ندعوكم جميعا وقد اتيتم الى بلادنا المقدسة في هذا الموسم الشريف الى ان تتعرفوا على معاناة ابناءنا وتشاهدوا بأم العين ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من ظلم وقمع واضطهاد واستهداف .
مسيحيتنا تحثنا دوما على ان نقول كلمة الحق التي يجب ان تقال دون ان نخاف من سياسيي هذا العالم فأجندتنا ليست اجندة هذا العالم بل هي اجندة مرتبطة بقيمنا وايماننا وتراثنا والمبادئ الإنسانية التي يحثنا عليها من نحتفي بتجسده وميلاده .
لا تجعلوا سياسيي هذا العالم يؤثرون عليكم وعلى مواقفكم فهؤلاء يفكرون فقط بمصالحهم السياسية والاقتصادية اما نحن فالذي يجب ان يؤثر علينا وعلى حياتنا وعلى سلوكياتنا هو الانجيل المقدس ورسالة الانجيل هي رسالة محبة واخوة ورحمة وسلام .
القدس مدينة السلام التي يكرمها ويقدسها المؤمنون في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث ولكن سلام القدس مغيب اليوم بفعل ما يرتكب بحق مدينتنا المقدسة وبحق انساننا الفلسطيني الذي يُستهدف ويُظلم في كافة مفاصل حياته.
من أراد ان يكون مسيحيا حقيقيا عليه ان يكون متضامنا ومتعاطفا مع كل انسان مظلوم في هذا العالم أيا كان دينه وايا كان معتقده وايا كانت خلفيته الثقافية .
انحيازنا يجب ان يكون للإنسان وامتهان الكرامة الإنسانية والتعدي على حرية أي انسان انما هو اعتداء على الإرادة الإلهية والله يريدنا ان نعيش أحرارا .
طالبوا بأن ينال الشعب الفلسطيني حريته وما يحدث في فلسطين من مظالم بحق شعبنا انما هي وصمة عار في جبين الإنسانية ولا يجوز الصمت أمام هذه المظالم وامام هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان .
ندعو الكنائس المسيحية في عالمنا والتي تستعد لاستقبال الميلاد المجيد بأن تلتفت الى بيت لحم التي تحيط بها الاسوار العنصرية من كل حدب وصوب وان يلتفتوا الى فلسطين الأرض المقدسة التي تعاني من ظلم الاحتلال وسياساته وممارساته .
وضع سيادته الوفد في صورة أوضاع مدينة القدس كما تحدث سيادته عن عراقة الحضور المسيحي في فلسطين وما يتعرض له المسيحيون الفلسطينيون من استهداف كما هو حال كافة أبناء شعبنا الفلسطيني ، وقدم لهم وثيقة الكايروس الفلسطينية كما وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات.