سيادة المطران عطا الله حنا : ” منذ وعد بلفور وحتى وعد ترامب والفلسطينيون يتعرضون للتآمر
سيادة المطران عطا الله حنا : ” منذ وعد بلفور وحتى وعد ترامب والفلسطينيون يتعرضون للتآمر على قضيتهم ومصير كل هذه المشاريع المشبوهة الفشل الذريع”
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن شعبنا الفلسطيني يرفض المزاعم (الإسرائيلية) والأمريكية المتعلقة بالقدس والاستيطان مؤكدا بأن القدس كانت وستبقى مدينة فلسطينية بمقدساتها واوقافها وتاريخها وتراثها المسيحي والإسلامي، والاستيطان باطل ولا شرعية له على كامل الأراضي الفلسطينية .
وندد سيادته بالممارسات الاحتلالية الظالمة التي تستهدف مدينة القدس فأولئك الذين يستهدفون الأقصى باقتحاماتهم هم ذاتهم الذين يستهدفون اوقافنا المسيحية ناهيك عن استهداف المؤسسات الفلسطينية في القدس وما حدث مؤخرا خير شاهد على ذلك حيث تم استهداف مكتب التربية والتعليم والمركز الصحي العربي والتلفزيون الفلسطيني .
وقال سيادته بأن هذه الانتهاكات وعنجهية القوة التي مارسها الاحتلال انما تدل على حالة افلاس اضافة الى الضرب بعرض الحائط بكل القوانين الدولية والاعراف الانسانية ، واضاف بأن الهجمة الاحتلالية المسعورة على القدس ستفشل لانها تجاوز لكافة مبادىء الحق والعدل والقيم الانسانية والاخلاقية ، وان ما يسمى بصفقة القرن انما قد سقطت وهوت كما هو حال كافة المؤامرات التي تستهدفنا كفلسطينيين وتستهدف حقوقنا وثوابتنا ومقدساتنا .
وقال بأن شعبنا بكافة فئاته ومكوناته مصمم على استعادة حقوقه كاملة ولن ترهبه الانتهاكات الخطيرة التي ترتكب بحق شعبنا ومقدساتنا واوقافنا ومؤسساتنا .
وكلما اشتد البلاء واجراءات الاحتلال وجرائمه ازداد الفلسطينيون تشبثا وانتماء بوطنهم ورفضا لكافة المحاولات التعسفية التي تستهدف المقدسات والمؤسسات الفلسطينية في القدس .
اننا نستنكر استهداف المؤسسات الصحفية والصحفيين في محاولة لحجب الحقيقة واسكات صوت فلسطين واضاف بأن الاقتحامات والاعتقالات للشخصيات الاكاديمية والعلمية والرسمية والشعبية انما هدفها هو الدفع بعمليات التهويد للمدينة ومؤسساتها ومقدساتها ، ولكن كل هذا لن ينجح ولن يتمكن المحتلون المستعمرون من تغيير الحقيقة الراسخة ولن تفلح هذه السياسات العنصرية الهمجية مع شعب اتقن الرباط والصمود والتمسك بالحقوق والثوابت .
ان استهداف القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الصابر والمرابط كما والهجمة المستمرة والمتواصلة انما تشتد والمؤامرات تزداد ولكن مقابل هذا فشعبنا يزداد صمودا وثباتا وتشبثا بكل حبة تراب من ثرى هذه البقعة المقدسة من العالم .
ان اجراءات الاحتلال لن تزيد شعبنا الا صبرا وثباتا ورباطا وتصميما حتى تحقيق كافة حقوقه بالحرية والاستقلال واقامة الدولة والعيش بكرامة وحرية وسلام في ارضه المقدسة .
ان الله اختار هذه البقعة المقدسة من العالم لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر فهي ارض المقدسات والتاريخ والتراث والعراقة ، انها المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث وحاضنة اهم المقدسات المسيحية والاسلامية .
ان الاحتلال يعمل وفق منهجية اصبحت معروفة ومكشوفة بهدف طمس معالم القدس وتزوير تاريخها والنيل من مكانتها .
وهذه الارض ستبقى فلسطينية منها انطلقت الرسالة المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها وفيها اهم المقدسات الاسلامية ولن تُفلح المؤامرات الاسرائيلية والامريكية في تصفية القضية الفلسطينية وخاصة فيما يتعلق بالقدس والاستيطان والمقدسات .
منذ اكثر من قرن وارضنا المقدسة تتعرض للمؤامرات التي لم تتوقف منذ وعد بلفور المشؤوم الى قرارت ترامب المتطرفة الذي خرج علينا وكأنه يوزع تركة ابيه وان هذه الوعود والقرارات لن تغير من الحقيقة شيئا .
ان فلسطين هي ارض مقدسة هكذا كانت وهكذا ستبقى وهي ليست ملكا لترامب لكي يقدمها للاحتلال .
ان بلادنا هي ارض فلسطينية بامتياز وهي لشعبنا الفلسطيني رغم وعود بلفور وقرارات ترامب ، وان قرار ترامب حول الاستيطان لن يغير شيئا من واقع مدينتنا كما ان نقل سفارة بلاده للقدس لم يغير شيئا من هوية القدس التي كانت عربية فلسطينية قبل نقل السفارة وبقيت هكذا بعد نقلها .
فالقدس لنا والمقدسات لنا ومحاولات تهويد المدينة من خلال تهويد المناهج مصيرها الفشل كمصير كل المحاولات السابقة لطمس حقوق هذا الشعب ومعتقداته وتاريخه ومقدساته .
ندعو الفلسطينيين الى رص الصفوف وانهاء الاختلافات والانقسامات ليبقوا صفا واحدا امام من يستهدف ارضهم ومقدساتهم .
في فلسطين هنالك شعب واحد وطائفة واحدة اسمها الشعب العربي الفلسطيني ولن تنجح اية محاولة هادفة للنيل من وحدتنا واخوتنا وتضامننا وتلاقينا في ساحات النضال والكفاح دفاعا عن اعدل وانبل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث.
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه لدى استقباله صباح اليوم وفدا اعلاميا فلسطينيا