سيادة المطران عطا الله حنا : ” من الذي نصب ترامب قاضيا وحاكما لكي يقدم ما لا يملك الى من لا يستحق؟ “
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح هذا اليوم بأن ما يسمى “بصفقة القرن ” انما هي مشروع استعماري يهدف الى جعل شعبنا الفلسطيني خاضعا لاسرائيل وبشكل كلي واسرائيل تريد ان تكون فلسطين محمية اسرائيلية خدمة لمصالحها وسياساتها ، وترامب بإعلانه عن صفقة القرن انما ارتكب خطأ تاريخيا فادحا واساء للقيم الاخلاقية والانسانية النبيلة اذ انه تجاهل وجود شعبنا ونسي ان هنالك الملايين من ابناء الشعب الفلسطيني الذي نكبوا ونكسوا وشردوا وهم يناضلون ويكافحون من اجل استعادة حقوقهم السليبة لكي يعيشوا احرارا في وطنهم وفي ارضهم المقدسة .
ان اعلان ترامب عن صفقة القرن يأتي استمرارا لوعد بلفور ولغيرها ايضا من المشاريع والصفقات المشبوهة التي كان وما زال هدفها هو تصفية القضية الفلسطينية وانهاءها بشكل كلي ولكن كل هذه الصفقات يرفضها الفلسطينيون جملة وتفصيلا لانهم متمسكون بحقوهم وثوابتهم وانتماءهم لهذه الارض المقدسة .
من الذي عين ترامب وخوله لكي يقرر مصائر الشعوب ولكي يلغي حقوق الشعب الفلسطيني ولكي يعمل على شطب فلسطين من على الخارطة فهذه ليست من المهام الموكلة لترامب ولا يحق له ولغيره من سياسيي هذا العالم ان يشطبوا وجود شعبنا وان يلغوا حقوقنا ونحن نقول للعالم بأسره بأن الفلسطينيين موجودين وقضيتهم موجودة سواء اعترف بنا ترامب او لم يعترف .
يؤسفنا الحال العربي الذي وصلنا اليه حيث التآمر والتطبيع والارتماء في الاحضان الامريكية والاسرائيلية باتت ظاهرة موجودة ونلحظها في كل حين ، ولكننا نقول حتى وان تخلى عنا بعض العرب وتآمر علينا البعض الاخر لحماية عروشهم وكروشهم فإن الفلسطينيين باقون على العهد وليسوا مستعدين للتنازل عن قضيتهم وفلسطين ستبقى لابنائها والقدس عاصمتها وحاضنة اهم مقدساتنا الاسلامية والمسيحية .
من الذي نصب ترامب قاضيا وحاكما لكي يقدم فلسطين ومدينة القدس بشكل خاص للاحتلال فهو لا يملك فلسطين اصلا لكي يقدمها لمن يشاء ومن يملك فلسطين هم الفلسطينيون انفسهم وهم الذين يقررون مصيرهم وهم الذين يدافعون عن وطنهم وقد قدموا في سبيل ذلك التضحيات الجسام .
ان الادارة الامريكية وحلفاءها هم الذين اوجدوا لنا ما سمي زورا وبهتانا بالربيع العربي المزعوم وهو ربيع صهيوني بامتياز هدفه تفكيك المفكك وتجزئة المجزء لكي يدمروا وحدة الشعوب العربية ويحولوننا من امة واحدة الى قبائل وعشائر وطوائف ومذاهب متناحرة فيما بينها .
الاستعمار هو الذي اوجد لنا هذه الحالة والتي وصفت في وقت من الاوقات “بالفوضى الخلاقة ” وذلك لكي يتسنى لترامب وحاشيته الاعلان عن تصفية القضية الفلسطينية عبر صفقتهم المشؤومة دون ان تكون هنالك مواقف او ردود فعل عربية قوية على ذلك.
الفلسطينيون قالوا كلمتهم ويقولونها في كل حين بأنهم متشبثون بانتماءهم لفلسطين ارضا وقضية وشعبا وهوية وتراثا وتاريخا .
ومشاريع ترامب وحاشيته وحلفاءه لن تزيد الفلسطينيين الا ثباتا وصمودا وتمسكا بقضيتهم العادلة .
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه لدى استقباله وفدا اعلاميا اسبانيا صباح اليوم.