سياسة منع دخول المتضامنين الأجانب الى فلسطين المحتلة – نضال حمد
نضال حمد:
قبل ايام اعادت سلطات الاحتلال الصهيوني في مطار ( بنغريون) المقام على اراضي اللد وتل الربيع في فلسطين المحتلة سنة 1948 والذي سنطلق عليه بعد التحرير والاستقلال والعودة مطار الحكيم جورج حبش الدولي. اعادت الناشطة النرويجية كاترينا ينسن وهي رئيسة لجنة فلسطين النرويجية، اكبر منظمة نرويجية داعمة للشعب الفلسطيني في النرويج واعرقها على الاطلاق.
تم احتجاز كاترينا في المطار والتحقيق معها لمدة 8 ساعات ومن ثم اعيدت من حيث أتت الى مطار استنبول حيث وضعت ايضا تحت الرقابة الأمنية في الحجز وبدون حرية الحركة في المطار الى ان جاء موعد رحلتها الى اوسلو. والسبب الصهيوني في اعادتها هو معاداة الصهاينة لكل ناشط يدعم القضية الفلسطينية بغض النظر عن لونه وعرقه ودينه وجنسيته. هذا سبب الصهاينة وهو مواقفها ومواقف منظمتها الداعمة للحق الفلسطيني.
لكن ما هو السبب الذي جعل السلطات التركية تعاملها تلك المعاملة السيئة، مع العلم ان تركيا وحكومتها تدعي مساندة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وبان علاقتها مع الصهاينة مقطوعة اوغير ودية منذ مجزرة سفينة مرمرة في اسطول الحرية قبل سنوات، والتي ذهب ضحيتها مواطنون اتراك كان القاسم المشترك بينهم وبين كاترينا النرويجية دعمهم لقضية فلسطين.
ليست هي المرة الأولى التي تعيد فيها السلطات الصهيونية نشطاء وناشطات من دول العالم اجمع ومن اوروبة ومن النرويج بالذات. ففي ابان الانتفاضة الثانية سنة 2000 وخلال سنوات الانتفاضة اعادت السلطات الصهيونية عددا كبيرا من النرويجيين. منهم نائب رئيس نقابات عمال ومستخدمي النرويج التي تعتبر اكبر نقابة نرويجية تؤيد وتناصر فلسطين ويبلغ تعداد اعضاءها نحو المليون من اصل ستة ملايين مواطن نرويجي.
في نفس الفترة الزمنية اعيدت ايضا غري لارسن رئيسة منظمة الشبيبة العمالية في حزب العمال النرويجي الحاكم. تمت اعادتها ومنعها من الدخول الى فلسطين في 3 مناسبات. وهي بالمناسبة كانت بعد مذبحة مخيم جنين طالبت برفع دعوى في النرويج ضد شارون ومجازره في صبرا وشاتيلا وجنين.
فيما بعد اصبحت غري لارسن مديرا عاما لوزارة الخارجية النرويجية في حكومة اليسار والخضر. مما أدى الى تراجع حدة مواقفها من الكيان الصهيوني. وعندما سألتها عن ذلك خلال حديث جانبي جرى بيننا بررت التحول بوجودها في المنصب وبأن العمل في الحكومة ليس كما العمل في الشبيبة. وان هناك التزامات وتحالفات وسياسات دولية تلتزم بها الدولة.
اعاد الصهاينة كذلك عددا لا باس به من النرويجيين الذين ذهبوا للتضامن مع فلسطين خلال السنوات ال15 الاخيرة. وذات مرة اعتقد صيف سنة 2005 خلال عودتي من بيروت عبر مطار براغ التشيكي، التقيت بوفد من نفس لجنة فلسطين النرويجية في المطار بعد اعادته من قبل الصهاينة. وكانت من ضمنه انغريد بولتزرين التي اصبحت فيما بعد نائبا لامين عام حزب الحمر الشيوعي النرويجي.
الدكتور الرائع مادس غلبرت اكثر شخصية نرويجية واوروبية وعالمية تؤرق وتزعج الاحتلال الصهيوني ايضا منع مدى الحياة من دخول فلسطين المحتلة. وقال بعد صدور قرار المنع في الصحافة وعبر السفارة الصهيونية في اوسلو انه يرفض القرار وسوف يواجهه ولن يرضخ او يقبل به.
في 26-8-2012 منعت سلطات الاحتلال الصهيوني مائة ناشط أجنبي من المؤيدين للفلسطينيين من العبور إلى الضفة الغربية لتقديم لوازم مدرسية للطلاب الفلسطينيين. وعلى راسهم اوليفيا زيمور رئيسة الجمعية المنظمة لحملة “أهلا بكم في فلسطين” . وضمت الحملة التي منعت من الدخول عبر الحدود الاردنية الفسلطينية نحو مئة مشارك من فرنسا، بلجيكا، إسبانيا، سويسرا، الولايات المتحدة، تراوح أعمارهم بين 10 و80 عاما وهم من خلفيات واديان مختلفة تحركهم جميعا الرغبة في زيارة فلسطين.
وجدير بالذكر انه قبل ذلك بقليل كان جهاز الشاباك الصهيوني وجهاز المخابرات اعدا قائمة سوداء تضم اسماء نحو 400 مواطن اوروبي واجنبي لمنعهم من دخول فلسطين المحتلة.
خلال جولة توقيع كتابي ( فجر العصافير الطليقة) المترجم للغة الايطالية في ايطاليا، في نيسان – ابريل من العام الفائت 2015 والتي كانت محطتها الأولى مدينة بيزا التاريخية، قضيت ليلتي في منزل لعائلة رفيقة وصديقة ايطالية، كانت قضت وقتا طويلا في فلسطين، حيث نشطت في سبيل القضية ومازالت تنشط في ايطاليا. هي ايضا تمت اعادتها من فلسطين ووضع ختم صهيوني على جوازها يمنعها من دخول فلسطين لمدة عشر سنوات.
قالت لي ان أمنيتها ان تعود لزيارة فلسطين وستعمل كل ما بوسعها عبر المحامين والمنظمات الايطالية والدولية كي تلغي هذا المنع وتزيل ختم منع الدخول عن جواز سفرها الايطالي.
قضية فلسطين تكبر وستنتصر بالذين واللواتي يحملون ويحملن رايتها في كل العالم.
اوسلو في 24-4-2016