سيدنا المطران عطاالله حنّا الفلسطيني العربي المقاوم – رشاد أبوشاور
هو رجل دين، وهوعربي فلسطيني، ولذا ففلسطين قضيته، وشعب فلسطين شعبه، دمه ولحمه وتاريخه، ماضيه منذ مشى السيّد المسيح على ترابها مبشرا وداعيا حوارييه: إذهبوا وبشّروا الأمم، كاسرا الحواجز بين الأمم، وجاعلا الإيمان موحدا وجامعا لكل البشر، و..دفع تكلفة رسالة حملها ومضى بها: صلبا وإكليلاً من الشوك، وفداء للبشر أجمعين، وليس انعزالاً وضيق افق، وتفريقا بين أبناء الله، وتفضيلاً لإنسان على إنسان…
هو رجل دين، ولرعيته عليه حق،وهو عرف دائما حقوق رعيته التي أوصاه بها الله، والتي استلهمها من سيرة الفادي المخلّص، فأخلص للمصلوب وفلسطين المصلوبة، وشعبها المظلوم..والمقاوم للظلم، والدين الحق لا يقبل بالظلم، وقد (جاء) بقيم ترفض القهر والطغيان، ودعا لمقاومة إهانة البشر واستعبادهم وقهرهم وسلب حقوقهم والتمييز بينهم…
المطران عطا الله حنا العربي الفلسطيني المقدسي الروح والإنتماء يرى بعينيه عذابات شعبه، أخوته في الوطن الممتهنين المقهورين المعتدى عليهم، ولذا ما كان له أن يسكت، وأن يشغل نفسه بالطقوس الكنسية وكأنه لا يرى ولا يسمع..فلا يفعل!.
دائما ارتبط اسمه وحضوره بالقدس، بكل القدس، بكل ما تمثله القدس للمسيحيين وللمسلمين، فرأيناه يندفع إلى مواقع المواجهة والخطر مجابها العدوان على قدسه، القدس الواحدة، قدس العرب مسيحيين ومسلمين، بكل مقدساتها، بأقصاها المستهدف وكنائسها وفي المقدمة قيامتها، معرضا جسده وحياته كأي فلسطيني للخطر في مواجهة جيش الاحتلال، فاضحا بمقاومته وانحيازه عنصرية وعدوانية الاحتلال التي تستهدف كل الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين.
المطران عطاالله حنا ينافح عن فلسطين وشعبها وقدسها بحضوره الدائم الذي لا يكل ولا يمل، في كل ساحات وميادين القدس، في القرى والبلدات، مع الناشطين المواجهين للاحتلال، مواسياً أمهات وأخوات وعوائل الأسرى، مباركا لكل فلسطيني وفلسطينية تضحيته وشهادته، حاثا على الصبر والصمود والثبات والتحدي..فلذا فاز بمحبة الفلطينيين والفلسطينيّات، ودخل حبه قلوبهم جميعا.
السيّد المطران عطا الله حنا يجدد حضور المطران إيلاريون كبوتشي الحلبي الفلسطيني العربي الذي قاوم وسجن، وتحمّل ظلام الزنزانة، وخرج بعد سنوات مرفوع الرأس، ورغم إبعاده بقي على عهد القدس وكل فلسطين.
المطران عطا الله حنا كما المطران كبوتشي، أخلصا لفلسطين أرضا وشعبا وتاريخا وعروبة وناسا، ولذا خاطبتهم الفلسطينيات أبونا..وهذه مرتبة وطنية، وهم اعتزا بها، وكما عرفت القدس المطران إيلاريون كبوتسي فقد عرفت أبونا الياس زحلاوي صديقه ورفيقه،الكاتب المسرحي صاحب مسرحية (المدينة المصلوبة) عن القدس،المترجم المثقف الكبير الذي قضى في القدس خمسة أعوام، والذي حمل القدس في قلبه كل أعوام عمره أمدّ الله بعمره، وهو صديق للمطران عطا الله حنا، ومعا يواصلان مقاومة الاحتلال، والتبشير بحريّة شعب فلسطين، وحتمية نزول فلسطين عن الصليب.
(نُقل) السيد المطران عطا الله حنا من موقعه في سبسطية، أي من الضفة،أي من موقعه الجار للقدس..إلى عكاء، ليس مجرد نقل لخدمة الرعية هناك ولكنه إبعاد للمطران عطا الله حنا من حالة المجابهة اليومية التي يخوضها مع رعيته الفلسطينية في الضفة الفلسطينية، وفي العاصمة الفلسطينية القدس، وهو الخطيب المؤثّر، والمتحدث البليغ الحاضر أمام وسائل الإعلام العربية والعالمية، والمُلهم لشعبه…
المطران عطا الله حنا هو قائد وطني فلسطيني كبير مؤثر أبلغ الأثر في العقول والنفوس، وهو يقدم النموذج الذي يحتذى لرجل الدين العربي الفلسطيني الحاضر مع شعبه في كل مكان وآن،رجل الدين المقاوم برؤيته الوطنية والقومية والإنسانية، وهو يرسخ قيم التآخي والتسامح وهو ما يفوّت على الاحتلال فتنه وألاعيبه وكل محاولاته لغرس الخلافات والتباينات والتناقضات في صفوف أبناء الشعب الواحد، والقضية الواحدة…
المطران عطا الله حنا يتعرض للتآمر على دوره وحضوره لكل ما يمثله كرجل دين عربي فلسطيني مقدسي، ولذا يجب الوقوف معه، والتصدي لمحاولة نقله من موقعه الراهن إلى عكاء…
عكاء عزيزة على شعبنا بتاريخها المجيد، وشعبها الصامد، ولكن القدس تحتاجه قريبا منها.
سيدنا المطران عطا الله حنا أعرفك منذ أكثر من عشرين عاما، وأحسب أنني أرتبط بك بصداقة أتشرف بها، وأقول بملء الفم: أنت قائد عربي فلسطيني، وأنت تمثل رجل الدين المقاوم للاحتلال، وأنا أعتز بك..وأحسب أن ملايين العرب في كل بلاد العرب يعتزون بك.
سيدنا المطران عطا الله حنا: القدس بحاجتك..ولذا فكل من يستطيع دعم بقائك في قيامتها وأقصاها يفترض به أن يدعمك ويقف معك، ويفضح من يتآمر على دورك.
26-7-2023