سيرة ملهمة لشعب عظيم قدم كل شيء لأجل فلسطين – نضال حمد
في مثل هذه الأيام نُحيي الذكرى ال 41 لملحمة صمود مخيم عين الحلوة واستشهاد مجموعة من أبطاله وشبابه ومنهم أخي ورفيقي وصديقي عبد محمد حمد.
ما ينطبق على مخيم عين الحلوة ينطبق على مخيمات الرشيدية وبرج الشمالي في صور .. حيث سطر شعبنا ملاحم قتالية في الوقت الذي فرت فيه قيادته السياسية والعسكرية ممثلة بالذات في الحاج اسماعيل (جبر) من أرض المعركة. الأهم أنها فرت ولا يهمني فرت بقرار أو بدونه لأن نهاية المسألة رأيناها في أوسلو وما سمي سلامها واتفاقية غزة وأريحا أولاً، ثم التنسيق الأمني المقدس… حيث انتهى الحاج اسماعيل ومعه قيادته التي أعطته بحسب زعمه قراراً بالانسحاب أي الفرار وترك الشعب والقوات لمصيرها في مواجهة العدو وغزوه.
لم نكن حتى في أسوأ الكوابيس نحلم أو نعتقد أنه بإمكان دبابات الغزو العدوانية وجيش الاحتلال “الاسرائيلي” أن يصلوا إلى قلعة الشقيف وليس إلى صور والنبطية وصيدا ومخيمات جنوب لبنان ومنها مخيمنا عين الحلوة. لكنها للأسف الشديد وصلت إلى ما بعد بعد بعد صيدا… وصلت إلى بيروت بسرعة قياسية وحاصرتها على مدار 88 يوماً.
في مقابل فرار العقيد الحاج اسماعيل قائد فتح والقوات المشتركة في الجنوب اللبناني كان هناك صمود أسطوري وحتى الشهادة للعقيد بلال الأوسط قائد فتح في القطاع المذكور. وصمود اسطوري عظيم للعقيد عبدالله صيام وقواته في خلدة والمطار. كذلك صمود سيذكره التاريخ ويدرسه للأجيال القادمة، صمود لأبطال قلعة الشقيف والرشيدية وبرج الشمالي وعين الحلوة وصيدا وعلمان وشرحبيل والخ .. شهداء وجرحى وأسرى وأبطال منهم الأحياء سطروا ملاحم صمود ومواجهة.
أكتب كلماتي هذه للأجيال الجديدة التي لا تعرف الكثير عن أبطال شعبها وقضيتها ومسيرة ثورتها المغدورة ومنظمتها المغتصبة.
اكتب للتذكير بالشهداء والجرحى الأساطير والأبطال الذين إفتدونا وأفتدوا مخيماتنا وشعبنا وثورتنا وفلسطيننا. للتذكير بهم أو على الأقل وبالنسبة لي بمن عرفتهم خير المعرفة وعشت معهم وناضلنا سوية أنا وإياهم منذ الطفولة حتى الشهادة والجراح. من هؤلاء الذين خطوا بالدم إسمهم في مخيمنا يبرز الشهيد عبد محمد حمد، بطل معركة مخيم عين الحلوة في مواجهة دبابات الغزو ال::::::ي. 1962 – 1982. استشهد عبد حمد (ج ت ف) برفقة البطل الآخر شحادة أيوب (فتح) وهما يتصديان للدبابات التي دخلت المخيم من جهته الجنوبية ووصلت إلى قرب مدرسة حطين وطلعة جبل الحليب والإعاشة في قلب المخيم. كما لا يمكن نسيان الشهيد البطل الشجاع والجسور الشاب أحمد خليل صالح “الجوخ”– أحمد وردة، 1966 -1982 (ج د ت ف) الذي قاتل حتى الشهادة. وآخرين كثيرين لا تحضرني الأسماء الآن كلهم كانوا ولازالوا عناوين مجد وفخر وعزة لشعبنا ولأمتنا.
في ذكرى غزو لبنان وحصار بيروت وملاحم البطولة في بعض المواقع والمخيمات تذكروا من قدموا حيواتهم أو بعض من أجسادهم لأجلكم.
التحية والسلام والمجد والخلود لشهداء التصدي والصمود. على العهد والوعد يا رفاق الدرب.
نضال حمد
11-6-2023
موقع الصفصاف – وقفة عز