سيليستينا والاسم يا ابنتي يأخذنا فورا الى ( بلاستينا ) يعني فلسطين ..

في سنة 2003 تعلمت الدبكة الفلسطينية والغناء الشعبي الفلسطيني فدبكت مع شقيقها يعقوب واطفال الأخ سليم الحاج في تجربة لبناء فرقة دبكة للاطفال الفلسطينين في اوسلو. مازلت احتفظ بتسجيل فيديو لتلك الامسية الفلسطينية ولغناء سيليستينا التي كان عمرها آنذاك 8 سنوات.

اذكر يومها ان الأخت والصديقة المناضلة عطاف خريبي (ام سهيل) ابنة مخيم عين الحلوة، وابنة عائلة مناضلة قدمت الشهداء والشهيدات والمناضلين والمناضلات لأجل فلسطين، طارت فرحا بالاغنية ومنشدتها … واستغربت كثيرا لان لغة سيليستينا العربية كانت ضعيفة لكنها أدت دورها في الغناء بشكل جيد جدا. اعدكم بنشر الفيديو عما قريب.

في سنة 2006 واثناء العدوان الصهيوني على لبنان وفي ظل المجازر التي ارتكبها هناك وكان يرتكبها في فلسطين المحتلة كذلك، سجلت سيليستينا موقفا تاريخيا في المدرسة. اذ كان لديها حصة دين وتعليم الاديان اجباري في بلد علماني مثل النرويج. شيء غريب عجيب! ولكن … في ذلك اليوم صادف أن الحصة كانت عن الديانة اليهودية. ولكن في عقل الطفلة وامام اعينها كانت مناظر المذابح والمجازر الصهيونية في فلسطين ولبنان.فما كان منها إلا ان وقفت وقالت للمعلمة لا اريد البقاء هنا والاستماع لهذا الدرس. هؤلاء يقتلون الأطفال الابرياء ويمارسون الرعب والارهاب في فلسطين، التي يحتلونها وفي لبنان حيث يعتدون. تفاجأت المعلمة بابنة ال 11 سنة وهي تقول لها ذلك. وماكان منها الا ان خضعت لرغبة سيليستينا ووافقت على خروجها. لكن المفاجئة للمعلمة كانت بخروج غالبية التلاميذ والتلميذات مع سيليستينا.

واستمرت سيليستينا تناضل بطفولتها وحسها الوطني حتى يومنا هذا والى ان جاءت باكورة اعمالها في مقالتها الشهيرة التي نشرت قبل ايام في اكبر صحيفة يومية نرويجية. وهي ليست المقالة الاولى. كما انها كانت تتحدث في التظاهرات والمسيرات المناصرة لفلسطين في كثير من المناسبات.

سيليستينا التي تدرس الآن اللغة العربية والشرق الأوسط في جامعة اوسلو ولدت في اوسلو سنة 1995 من أم بولندية ومن أب يدعى نضال حمد من قرية الصفصاف في فلسطين المحتلة ومن مخيم عين الحلوة. وقامت بزيارة مخيم والدها واجدادها عدة مرات.

وردتي الجميلة اعتز بك فدائية فلسطينية تناضلين بالفكر وبالموقف وبالقلم وبالعقل لأجل فلسطين كل فلسطين. ولطالما فرحت وانا اشاهدك تقرئين روايات المبدع غسان كنفاني واميل حبيبي واشعار محمود درويش وفدوى طوقان و سميح القاسم و غيرهم. كذلك وانت تزينين غرفتك بصورة حنظلة الذي لا يتعب من الوقوف وربما انه ملهمك بالوقوف بلا تعب في صف فلسطين. وبالمفتاح الذي طبعته على ساعدك رمزا لتمسكك بحق العودة الى فلسطين.

والدك : نضال حمد – اوسلو في 4-11-2015