*شريط “فرحة” اللافت /2021/لدارين سلام : – مهند عارف النابلسي
*وفيما شبعنا عموما من قصص المجازر الصهيونية “المروية وغير المروية” التي شملت وما زالت تشمل السعي لابادة جميع السكان الفلسطينيين قدر الامكان، وبلا تميز بين رجال ونساء وأطفال رضع وكبار السن!
* (كما لاحظنا اخيرا بشريط فرحة اللافت /2021لدارين سلام):
حيث تتم ابادة عائلة فلسطينية صغيرة بدم بارد ( بعد نكبة فلسطين في ال48) وبلا سبب سوى انكتشاف تواجدهم بالصدفة مختبئين في قرية فلسطينية منسية من قبل أوغاد عصابة الهاجناه وصولا للطفل الوليد الذي نجا مؤقتا باعجوبة حيث تركه المجند المتدين الشاب شفقة ووضع على وجهه منديل ابيض ربما تسبب في خنقه لاحقا (والفيلم الذي يستند لقصة واقعية) يلقي الضؤ على على عنصر الخيانة الواقعي المتمثل بالفلسطيني الملثم والذي استاء من عملية الابادة الغير مبررة للعائلة بأكملها) / ولكني كناقد متبصر دقيق أستغرب ولا انتقد طبعا سبب عدم تجهيز الفتاة فرحة للمسدس وحشوه بالرصاص وتوجيه الطلقات للجنود الاسرائيليين وخاصة القائد الدموي السفاح من فجوة المخبأ وان كانت فرص نجاحها ستكون ربما محدودة بالقضاء على الفرقة الصهيونية، وربما استدركت ذلك أخيرا بعد ان يئست من محاولات الخروج من القبو المحكم الاغلاق، وكان استدراكها للمسدس المغطى بخرقة قماش مع الرصاصات هو الذي ألهمها لتستخدم الرصاصات للتحرر من المخبأ الذي بدا كسجن محكم الاغلاق وهكذا…كما أنا لم نشاهدها تتدرب سابقا مع أبيها “المحب” المفقود على حشو المسدس واطلاق النار!
*الشريط مدهش اجمالا بطريقة اخراجه البسيطة الشيقة ونمط تصميم الانتاج الفريد الذي أعاد لنا واقعية الأحداث في القرية الفلسطينية المنكوبة، وكان دقيقا بوصف الحدث والقصة والملابس واللهجة الفلسطينية القروية بالاضافة لدقة التصميم المعماري لبيوت وأزقة القرية الفلسطينية ، كذلك بحسن اختيار الممثلين اللذين أبدعوا جميعهم بأدوارهم بطريقة تكاملية واقعية/انسيابية في الصميم، واعتقد أن الفيلم يستحق الجوائز والتقدير ، ولكن ربما سيجد صعوبة في الاوسكار نظرا لصهينة القائمين عليه كما هو معروف ، وربما كان الأجدى ارساله لمهرجانات عالمية شهيرة اخرى مثل كان والبندقية وتورنتو وغيرها، والله اعلم.
مهند عارف النابلسي
ناقد ادبي/سينمائي وملخص كتب
عمان/الاردن
*هامش
*مقتبس هام من كتاب:ايقاعات الزمن لكيث وايتلام/اعادة سرد تاريخ فلسطين/2020/ترجمة د لمى سخنيني
*فالعظام في قرى “العفولة ودوثان وسلوان ” جنبا الى جنب القبور والمقابر الاخرى التي اكتشفها علماء الآثار ، تمثل الاسس التي بني عليها تاريخ فلسطين. هؤلاء هم الأشباح وقصصهم يضعون خيوطا من النسيج الغني للتاريخ الفلسطيني ، منذ العصور القديمة وحتى الوقت الحاضر. انها قصة تجاهلها الرحالة والعلماء الغربيون الذين كانوا مهتمين فقط بحوادث الكتاب المقدس، وهي أيضا قصة تجاهلتها الحركة الصهيونية حيث ادعت ان هذه الأزمنة شكلت جزءا أساسيا من روايتها القومية ./ص.41/