شريفة أم عامر الشريفة الفلسطينية الرائعة – نضال حمد
شريفة أم عامر الشريفة الفلسطينية الرائعة
تستحق حبكم وتعاطفكم ومواساتكم …
فقدت فلسطين هذا اليوم الجمعة الموافق 28-8-2020 امرأة فلسطينية مثالية عاشت حياتها تحب فلسطين وتعمل لأجلها. لم تكن فقط ممرضة تداوي وتساعد المرضى في فلسطين وايطاليا حيث عاشت سنوات عمرها القصير. كانت مناضلة تعمل بصمت. عرفتها أماً وأختاً وصديقة رائعة. بيتها كان مفتوحاً لكل من صادق وأحب فلسطين وتضامن مع شعبها. تعرفها ايطاليا من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب. يعرفها مخيم فياريجو العالمي للتضامن مع شعب فلسطين.
نعرفها نحن أصدقاء عائلتها، اخوتها ورفاقها في النضال لأجل فلسطين،
نعرفها ونعتز بها وبزوجها الطبيب شريف، طبيب الفقراء والمحتاجين. وبنجليها عامر وعمر، اللذان يتعذبان الآن بحزن وحرقة على فقدان أعز ما كانا يملكان في الدنيا. أمهما، أم عامر “شريفة”، التي عاشت عمرها لأجلهما.
شريفة الشريفة، الأخت والرفيقة والصديقة في ذمة الله. نعم جاءت ساعة الرحيل وبدون لقاء أو وداع وفي زمن كورونا اللعين.
أكاد أجزم الآن أن الدنيا سوف تتغير في امبيريا وايطاليا من بعدك يا أم عامر، يا أم الكل.
شريفة الفلسطينية الطيبة والمرأة التي تشبه أرض فلسطين وقمر طولكرم.. وعنب الخليل وزيتون امبيريا الجميل…
شريفة التي سيفتقدها الصديق الحبيب، زوجها أبو عامر”شريف”، هذا الرجل الشهم والأصيل، طبيب الفقراء والكادحين.
يا أخي شريف
أعزييكم برحيلها وأعزي نفسي وفلسطين لأن شريفة كانت أماً وأختاً لكل الفلسطينيين ورفيقة وصديقة لكل أنصار شعبنا من الايطاليين.
شريفة والدة عامر وعمر، المرأة الشريفة، الأخت والرفيقة والصديقة.
اختطفها السرطان اللعين، لم يمنحها كثيراً من الوقت لتقضيه قبل الموت مع العائلة.
كانت تعلم بأن موعدها مع الموت قد اقترب ..
فهمت ذلك من حديثها معي في آخر محادثة هاتفية جرت بيننا قبل أسابيع.
ستتغير الدنيا في امبيريا وايطاليا من بعدك يا أم عامر، يا أم الكل.
سوف تتغير الحياة في مدينة امبيريا الايطالية حيث يوجد منزلك، وحيث عائلتك وعديد الأصدقاء، كما عرفتها من خلال زياراتي العديدة لعائلتكم.
شريفة الفلسطينية الطيبة والمرأة التي تشبه أرض فلسطين، خضراء معطاءة، ريحة ترابها من ريحة الجنة.. شريفة مثل قمر مدينتها طولكرم في فلسطين المحتلة.. وهي مثل عنب الخليل وزيتون امبيريا الجميل… هي مثال على الأم الفلسطينية التي عرفت أن على هذه الأرض ما يتسحق الحياة. فكافحت المرض العضال الأول وهو احتلال بلدها فلسطين. وقاومت المرض العضال الثاني وهو السرطان اللعين.
شريفة التي سيفتقدها صديقي الحبيب، زوجها ابو عامر، شريف، الطبيب الشهم والأصيل، طبيب الفقراء. أعزييكم برحيلها، أضمكم يا شريف انت وعامر وعمر الى صدري.. أواسيكم في مصابكم، وأعزي نفسي وأعزي فلسطين. لأن شريفة كانت أما وأختا لكل فلسطيني.
بعد اليوم يا أم عامر لن تكوني مع شريف لاستقبالي في مطار نيس الفرنسي حيث اعتدت السفر للقاء بكم. كنت في كل سفرة وزيارة تأتين برفقة شريف لاستقبالي هناك ومن ثم التوجه بالسيارة الى امبيريا في ايطاليا. لكن تأكدي أنك باقية في ذاكرتي مدى الدهر. لأنك كنت من النسوة اللواتي تعتز بهن فلسطين.
نضال حمد
28-08-2020