شر البلية ما يضحك
نضال حمد
تصلني يوميا رسالة إخبارية يقوم بتوزيعها المكتب الإعلامي لحركة فتح أو منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان. أقول أو لأنني لا أرى أي فرق بين إعلام فتح وإعلام منظمة التحرير الفلسطينية، فالقائم عليهما واحد. وهو بكل بساطة الذي يملك المال ويسيطر على مؤسسات المنظمة ويدعي انها شرعيته ويرفض تطليقها مع أن أبغض الحلال عند الله الطلاق. ويصر على الزواج وحتى اغتصابها. على كل حال لقد لفت انتباهي في الرسالة التي تتحدث بلغة جزء من منظمة التحرير الفلسطينية ومن ناحية أخرى بلغة جزء من فتح. أي الجزء الذي قاد القضية الفلسطينية الى الكارثة الاوسلوية. أي جزء المنتفعين في السلم وفي الحرب.
ورد في الرسالة نص القرار الرئاسي الصادر عن محمود عباس والموقع كالتالي “القائد العام للقوات الفلسطينية. ورغم انه لم يحدد ان كانت تلك القوات مسلحة أم ” مُشلحة” إلا أنه أورد التسمية كما وردت. وللعلم فإن السيد محمود عباس رئيس السلطة لم يحمل في يوم من الأيام سلاحاً ولا قام بإطلاق رصاصة واحدة اتجاه الاحتلال. وهو مهندس سلام الشجعان. وبنفس الوقت أعلن مرارا وتكرارا تنكره للسلاح ولكل من يحمله ورفضه للمقاومة المسلحة والكفاح المسلح. وذهب أبعد من ذلك حين اعتبر المقاومة ميليشيات مسلحة خارجة عن القانون.
طبعاً هذا كله يتعارض أولا مع أسس منظمة التحرير الفلسطينية وثانياً مع أساس وجود حركة فتح التي أطلقت الرصاصة الأولى ولازالت تتباهى بذلك حتى يومنا هذا. والسيد عباس يصر على أن يكون مثل سلفه المرحوم ياسر عرفات قائداً للقوات المسلحة التي بعد أوسلو أصبحت غير موجودة . ويصر كذلك على أن يكون رئيساً لدولة لا وجود لها. فهو رئيس لسلطة حكم ذاتي محدود تخضع للاحتلال الصهيوني..
جاء في الرسالة الإعلامية الطويلة: (وفيما يلي نص القرار: قرار رقم ( ) لسنة 2007م رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، القائد الأعلى للقوات الفلسطينية
بعد الإطلاع على القانون الأساسي المعدل لسنة 2003م وتعديلاته، وبناءً على أحكام قانون الخدمة في قوى الأمن رقم (8 )، لسنة 2005م، والإطلاع على قانون العقوبات الثوري لسنة1979م، وبناء على الصلاحيات المخولة لنا، وتحقيقاً للمصلحة العامة.
قررنا ما يلي:
مادة (1) إعفاء العميد / محمد محمود المصري من منصبه في المخابرات العامة، من منصبه وتنزيل رتبته إلى رتبة مقدم، وإحالته على التقاعد.
مادة(2)على الجهات المختصة كافة، كل فيما يخصه، تنفيذ أحكام هذا القرار، ويعمل به من تاريخ صدوره، وينشر في الجريدة الرسمية.
صدر في مدينة رام الله بتاريخ 4/7/2007
محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية/رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية/القائد الأعلى للقوات الفلسطينية).
في مكان آخر تحدث رئيس وزراء حكومة الطوارئ التي أسست بناء على اتفاق مع مموليها من الصهاينة والأمريكان والغربيين. تحدث سلام فياض الرجل المصرفي الفلسطيني الأمريكي الذي فُرض فُرضاً من الإدارة الأمريكية على القيادة الفلسطينية في زمن الراحل عرفات، ثم أصبح عاملاً أمريكياً أساسياً في زمن عباس. والآن جاء دوره ليكمل مسيرة محمد دحلان التي باءت بالفشل في غزة وانتهى رموزها لاجئين في فنادق رام الله. فمنهم من صار سفيراً ومنهم من عين ناطقاً إعلاميا في بلد عربي مجاور. ومنهم من ينتظر ومنهم من لا ندري ما هو مصيره.
جاء على لسان سلام فياض وفق ما أوردته وكالات الأنباء:
” تحدث رئيس حكومة الطوارئ، سلام فياض عن بناء دولة، في ظل الاحتلال وتوعد بالحمل على «المسلحين» في الضفة الغربية لكنه علق نجاح الحملة على موافقة (إسرائيل) على الامتناع عن ملاحقتهم بنفسها”.
مجنون يحكي وعاقل يسمع … يتحدث فياض وكأنه رئيس وزراء دولة مستقلة ذات سيادة لها جيش وقوات أمن وحدود. ويتجاهل بكل سذاجة أنه وشعبه وأرضه واقعون تحت الاحتلال. وأن الاحتلال يحدد مصيره ومصير سلطته.
أما عزام ألأحمد وهو من صقور السلطة الذين لم تعلمهم التجربة التواضع والصمت. يفضل دائماً كما زميله ياسر عبد ربه أن يحمل السلم بالعرض، ويعمل وفق حكمة خالف تعرف. ففي أحدث تصريحاته قال الأحمد وهو رئيس كتلة فتح المتأوسلة :
” إن جلسة المجلس اليوم غير قانونية لأن دورته انتهت أمس الأربعاء وأي دعوة لعقد جلسة هي غير شرعية مطالبا الجميع بالابتعاد عن المجاملات معربا عن أمله في أن نتمكن بتاريخ 11/7 من عقد دورة جديدة للتشريعي وأن تكون هذه الدورة فرصة لإعادة اللحمة للصف الوطني الفلسطيني وحل الأزمة التي يستفيد منها الاحتلال الإسرائيلي فقط”.
كان الأحمد يعلق بهذا على دعوة حماس لعقد جلسة مماثلة للمجلس التشريعي. كما وأبدى الأحمد في مكان آخر:
” استغرابه من مطالبات عقد جلسة للتشريعي مع انتهاء دورة المجلس مضيفا كيف نجلس بجانب قتلة ولا نقول كل أعضاء التشريعي وإنما هناك أعضاء من كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحماس حرضوا على سفك الدماء والقتل فلماذا لا ننتظر حتى تهدأ النفوس ويكون هناك إمكانية للعودة إلى البيت الفلسطيني، ونتجنب تحول المجلس التشريعي لبيت لتعميق الأمة وتجديد الصدام”.
تصوروا مدى الحقد في الحديث يقول عن ممثلي حماس أنهم قتلة ويرفض الجلوس معهم بينما يسارع هو ورئيسه وغيره من أركان الفساد والهزيمة للالتقاء بالصهاينة والتعامل والجلوس معهم. ويلبي هو وأمثاله كل ما يصدر عن البيت الأبيض بينما يرفض الجلوس في البيت الفلسطيني مع كل الفلسطينيين.
يوم قالت حماس أن دحلان ومن معه هم تيار القتلة ورفضت الجلوس معهم أصر عباس ومن معه على أن يكون دحلان وأبو شباك وغيرهم في عداد وفد فتح للحوار في مكة. وتم ذلك مع أن حماس أخطأت حين وافقت على الجلوس مع هؤلاء.
بعد كل هذا توصلت الى قناعة مفادها أن رئيس السلطة ومن معه من المستشارين والمعاونين أصبحوا حالات تالفة وحتى ميئوس منها. ولا يمكن إصلاحهم. كما أن استعادة المنظمة وفتح الحقيقية منهم أصبحت مطالب وطنية ملحة وعاجلة. وهذا لا يمكن تحقيقه إلا عبر قرار جماهير شعبي فلسطيني صادق وحاسم.
06-07-2007