شعبك يا ناصر لن يخذلك ولن يخذل والدتك وأخوتك ورفاقك وفلسطينك
توفي الاسير الفلسطيني البطل ناصر ابو حميد بعد عشرات السنين في سجون الاحتلال الصهيوني، وبعد عناء مع مرض العضال استمر طويلاً.
ناصر ابو حميد الذي كان يعلم بأنه على ميعاد قريب مع الموت .. مع نهاية حياته أي نهاية سيرة رجل شجاع، فدائي مقدام، بطل من فلسطين قدم لوطنه الغالي والنفيس هو وكل أشقاؤه الشهداء والاسرى، فكل العائلة باستثناء الوالد الذي توفي قبل سنوات والوالدة الصابرة الصامدة في المخيم، إما استشهدوا أو أسروا ويقضون أحكاما بالمؤبد في سجون الاحتلال الأبشع على مر التاريخ الحديث.
ناصر أبو حميد الذي آمن بفلسطين كل فلسطين ولم يؤمن بالمنافقين والمستسلمين، الذين بصقوا في الينابيع وتركوا الوادي لحجارته… وارتضوا بأن يصبحوا نقيض شعبهم.
ناصر ابو حميد ابن الأم الكبيرة الشجرة الباسقة والجبل العالي، جلمود الصبر والارادة أم ناصر حميد هو أسير ومناضل فلسطيني آخر يعدم ببطء في السجون “الإسرائيلية”.. توفي صباح اليوم 20 كانون الأول 2022 ، متأثرا بالسرطان والإهمال الطبي المتعمد.. أصيب أو تمت اصابته بالعضال بعد عشرات السنين في السجون “الإسرائيلية”. كما عدد آخر من شهداء الحركة الأسيرة ..وكان ناصر أبو حميد في السجون الصهيونية مع 4 من إخوته يقضي عقوبة بالسجن الفعلي مدى الحياة. وكالعادة أبقاه الصهاينة هناك حتى وفاته ويرفضون اطلاق سراح جثمانه بعد الوفاة. فيما أصحاب القرار المستقل والشرعية والحياة مفاوضات وتنسيق أمني يتوسلون الصهاينة تسليمهم جثمان الشهيد. فإن حصل ذلك سيعتبرونه انجازاً وطنياً للقيادة بحجم أوسلوستان وللقائد بحجم مقر المقاطعة في رام الله المحتلة.
ما تعرفه أم ناصر حميد، أم الشهداء والأسرى أن سلطات الاحتلال الصهيوني تحتجز جثمان نجلها الأسير وربما لن تعيده لها ولأسرته. فقوانين الغاب والارهاب الصهيونية تؤكد على اعتقال جثث الأسرى الفلسطينيين الشهداء والموتى حتى بعد وفاتهم من أجل استكمال سجنهم لتنفيذ بقية الحكم حتى بعد الموت. وكما كلنا نعرف فهناك مئات الجثث الفلسطينية محتجزة في الثلاجات ومقابر الأرقام السرية. على كل حال الأسرى محتجزون في سجون “إسرائيلية” مثل المقابر والمسالخ.. هكذا تبدو معتقلات الإرهاب الاحتلالية. إذ لا توجد فروقات كبيرة بين سجون تضم الأسرى الأحياء وسجون المقابر والبرادات أو سجون الموت التي تضم جثامين الشهداء في دولة الاحتلال “الاسرائيلي”.
هذه معسكرات موت مُعدة مسبقًا لقتل الأسرى ببطء وبشكل ممنهج ويومي.. عمليات إعدام بطيئة تنفذها سلطات السجون الفاشية.
تعازينا القلبية لأخوة ناصر الأسرى وللحركة الوطنية الأسيرة ولشعبنا الذي لا بد سيفي بوعده لناصر الذي ودعه برسالة عظيمة في شهر أيلول – سبتمبر الفائت، حين قال أنه ينتمي “لشعب فلسطين العظيم وأنه يتشرف به وبالانتماء إليه”… وشعبك يا ناصر لن يخذلك ولن يخذل والدتك وأخوتك ورفاقك وفلسطينك.
لك المجد والخلود وعلينا الوفاء.
al-safsaf.com
نضال حمد
20-12-2022