شعب فلسطين حيّ ولا يموت – نضال حمد
المقاومة في فلسطين مستمرة
الفلسطيني يضحي بحياته ويقدمها لأجل حرية شعبه وخلاصه وتحريره من الاحتلال الصهيوني الارهابي. حيث أن هذا النوع من المقاومة يعتبر أعظم أنواع الكفاح، ويرقى الى القداسة. بينما نحن الفلسطينيين نفعل ذلك، يقوم الاعلام الغربي بتشويه كل كفاحنا وبقلب الحقائق وبنعت الفلسطينيين بالارهابيين. في نفس الوقت لو أن نفس الشيء فعله مقاتل اوكراني ولو كان من ميليشيا “آزوف” الفاشية، ضد القوات الروسية، فإن نفس الاعلام الغربي كان سوف يرفعه الى مقام القديسين، مع العلم أن مجموعات “آزوف” تتبنى شعارات وايديولوجيا فاشية ونازية وعنصرية ويمينية متطرفة ومتشددة.
حتى أن مركز وزينتال اليهودي الصهيوني الذي يدقق في كل صغيرة وكبيرة في العالم. ومقره في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث له نفوذ كبير جداً ويُرهب أي انسان في العالم ينتقد أو يدين أعمال “اسرائيل” الارهابية، كان وقف ضد ميليشيات “آزوف” وطالب بوضعها على قوائم معاداة السامية. قادة وزنتال اليهود تراجعوا عن ذلك بعدما أصبح اليهودي الاوكراني زيلينسكي رئيساً للبلاد، وبعدما اصبحت “آزوف” من أقوى وحدات الجيش الأوكراني. حيث ذكرت تقارير اعلامية عديدة بأنها تدربت على أيدي خبراء أمنيين وعسكريين صهاينة “اسرائيليين”. الادتارة الأمريكية كانت سبقت مركز ويزنتال اليهودي الصهيني في اخراج “آزوف” من قوائمها.
الفلسطيني ضياء حمارشة الذي قام بتنفيذ الهجوم في مدينة بني براك قرب تل ابيب في فلسطين المحتلة. هو من مدينة يعبد قرب جنين في الضفة الغربية المحتلة. قضى عدة أعوام من عمره في سجون ومعتقلات الاحتلال الصهيوني. حيث تم تعذيبه وإذلاله والتنكيل به على مدار سنوات. خرج من السجن في عملية تبادل للأسرى ولكنه لم ينسَ أنه مطالب بمعاقبة وبمحاسبة الجلادين الصهاينة.
هل هي صدفة أو هو قدر؟
الضابط والمستوطن اليهودي الصهيوني يعقوب شلوم” مدير سجن عسقلان بالأضافة لمستوطنين يهديين صهيونيين من أوكرانيا وصهيوني رابع قتلوا في هجوم بني براك الأخير الذي نفذه ضياء حمارشة.
حاول الاحتلال إلصاق الهجمات الفلسطينية الثلاث الأخيرة بتنظيم داعش الارهابي لتشويه النضال الفلسطيني وربطه بداعش، التنظيم الذي هو صناعة مخابراتية، صهيونية، غربية، أمريكية، تركية وهابية سعودية.
لكن هذا التلفيق والخداع لا ينطلي علينا وإن صدقه بعض السُذج والجهلة في العالم الغربي والأوروبي حيث الدعاية المضادة للفلسطينيين والمناصرة للصهاينة. وبمناسبة ذلك فقد شاهدت ورأيت بنفسي كيف قدمت نشرة أخبار إخدى محطات التلفزة البولندية خبر الهجوم الأخير. كان تقديماً صهيونيا بإمتياز، وتشويه متعمد للمقاومة الفلسطينية ولنضال الشعب الفلسطيني البطولي.
المقرف في نشرة الأخبار البولندية أن نفس المذيع كان يتحدث بإنبهار وبإعجاب عن مقاتلي وحدات “آزوف” الأوكرانية المدافعة عن مدينة ميريبول. مع العلم أنها ميليشيا ذات عقيدة وشعارات فاشية ونازية. مقدم الأخبار البولندي الذي نعت الفلسطينيين بالارهابيين وصف مقاتلي “آزوف” بالمقاومين والمقاتلين ضد الغزو والاحتلال وأنهم يدافعون عن بلدهم وشعبهم ضد المعتدين الروس. فعلاً أنه اعلام معادي وفعلاً انها وسائل اعلام منحازة، منافقة، منحطة، رخيصة، قذرة وعفنة.
بالنسبة للهجوم الفدائي على الصهاينة المحتلين قرب يافا المحتلة لا ندري هل خطط له الشهيد ضياء لاغتيال المجرم الصهيوني الاسرائيلي يعقوب شلوم، مدير سجن عسقلان، أم أن الصدفة أو القدر ساقا الإرهابي شلوم الى المكان، فقتله الشهيد ضياء قبل أن يستشهد هو نفسه برصاص الجنود الصهاينة. أما ضياء فقد كان ينتقم منه ومن المحتلين الصهاينة لعذابات آلاف الأسرى الفلسطينيين، شباب ورجال وأطفال وكذلك للأسيرات الفلسطينيات في السجون الصهيونية.
الشهيد ضياء حمارشة الذي قضى سنوات من عمره في سجن عسقلان المذكور ببساطة فعل الذي يجب أن يفعله كل فلسطيني وفي كل يوم حتى زوال الاحتلال. فحق الشعب الفلسطيني في المقاومة ضد الاحتلال ولأجل تحرير أرضه وتحقيق الحرية والاستقلال أمر تحفظه القوانين والشرائع الدولية. سواء هذا الشيء عجب الاعلام الأوروبي والغربي أم لم يعجبه.
نضال حمد
1-4-2022