شعب فلسطين سوف يسقط المؤامرة – نضال حمد
نحن في فلسطين والبلاد العربية متهمون دائماً بأننا نؤمن بالمؤامرة وبأن كل شيء يدور في منطقتنا هو بسبب أطراف متآمرة وبسبب المؤامرات التي حيكت وتحاك ضد العرب. هكذا يقول بعض الذي ينزعجون من حديثنا عن المؤامرات وإرجاع ما يجري عندنا لهذا السبب بالذات.
كانت لدى أغلبيتنا قناعة ولازالت وانا منهم مقتنع بها منذ الصغر، هي أن هناك من يتآمرون علينا ويريدون لنا أن لا نتقدم ولا أن نتطور مثل بقية شعوب العالم. كما لا يريدون لنا أن نتحرر ونستقل ونبني دولنا ونوحد أمتنا العربية..
منذ الصغر وحتى اليوم أنا شخصياً آمنت بتآمر الامبريالية والرأسمالية والرجعية العربية والحركة الصهيونية علينا… ولم ألحظ أن هناك تغيرات حصلت لتغير قناعتي. مع مرور السنوات اقتنعت أكثر بأن المؤامرة مستمرة وتزداد خطورة على العرب عامة وعلى شعب فلسطين بالذات.
أمس قلت في مقالتي عن العالم المرتهن لادارة “بايدن” وعن حربه الصهيونية على الفلسطينيين في غزة، قلت بأن الأمريكان يريدون بناء ميناء في غزة لايصال المساعدات حسب زعمهم… وقلت أن الهدف منه قد يكون موضع قدم في القطاع للاستيلاء على غاز بحر غزة…
هذا الاستنتاج قد يكون صحيحاً وممكناً، فلماذا تسرق “اسرائيل” وحدها غاز بحر غزة، يعني لماذا لا يشاركها لأمريكان في الاحتلال والسرقة والنهب.
كما هناك سبب آخر ربما لبناء الميناء الأمريكي المذكور وهو كيّ يتم افراغ غزة من سكانها الذين أنهكتهم الحرب وقتلهم التجويع بالرغم من أنهم صمدوا وصبروا بانتظار مساعدة عربية، لم تصل ويبدو أنها لن تصل من أنظمة ودول عميلة ومتخاذلة ومتواطئة ومرتهنة للادارة الأمريكية وللغرب الأطلسي عموما.
هذا الاحتمال وارد وهو مطروح منذ سنوات طويلة وبما أن الغرب يفعل كل شيء لأجل “اسرائيل” فهو مستعد لفتح أبواب الهجرة واللجوء لكل الفلسطينيين من قطاع غزة. حيث يمنحهم حق الاقامة والجنسية في اوروبا وأمريكا واستراليا أو في افريقيا وآسيا. كل هذا لكي يخرجوا من بلدهم ويتركوه للمستوطنين اليهود الصهاينة المحتلين. في هذا الصدد قرأت أمس خبراً مطولاً منقولاً عن بروفيسور ألماني حذر فيه من مؤامرة غربية أمريكية بريطانية بالذات لتهجير سكان غزة. وأضاف بأن الترتيبات العملية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة بالسفن الأمريكية والغربية عبر البحر بدأت فعلاً.
في تقرير للصحافية “رندة ضرغام” من بيروت نشرته صحيفة “عرب برس” كشف البروفيسور “شليدند روجين” استاذ العلوم السياسية في جامعة بون الألمانية عن ” أن الترويج الأمريكي والغربي عن التهيئة لإنشاء رصيف ومرفق مؤقت على ميناء مدينة غزة البحري وتسيير السفن لنقل الغذاء إلى سكان غزة، هو خديعة كبرى وتضليل خطير جداً يستهدف الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته العادلة”.
وفي حديثه أوضح البروفيسور الألماني:
“أن الهدف الحقيقي لتسيير السفن إلى ميناء غزة بمبرر إغاثة أبناء غزة، هو تنفيذ خطة تهجير واسعة النطاق للفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك من خلال توجيه عشرات السفن إلى ميناء غزة بحجة نقل الغذاء وإنقاذ الناس من المجاعة، ولكن الهدف الحقيقي هو نقل الفلسطينيين من غزة وتهجيرهم إلى دولتين بافريقيا لتوطينهم هناك”.
ربما يكون التوطين في الدولتين الأفريقيتين وربما في دول الغرب عموماً. هذا إذا تمكنوا من تهجير الفلسطينيين أو اقناع غالبيتهم بالهجرة. مستغلين في ذلك المعاناة والجوع والعطش والحصار والموت والقصف والابادة وصمت المجتمع الدولي وخيانة غالبية الدول العربية وتآمر معظم الدول الغربية.
فالفلسطيني الذي أنهكه الجوع وما عاد يحتمل رؤية أطفاله يموتون جوعاً أو قصفاً أمام عينيه قد يتراجع ويوافق على الهجرة الى أي مكان مقابل الخروج من غزة. لكن ليس كل فلسطيني سوف يوافق ويفعل ذلك مهما كانت الاغراءات.
إذا نجحت خطتهم في غزة فسوف يتحولون لتصفية وتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وهكذا دواليك. مما يؤدي الى تفريغ فلسطين من الفلسطينيين واستبدالهم بالمستوطنين المحتلين اليهود الصهاينة.
في ختام تصريحاته دعا البروفيسور الألماني الدول العربية إلى “التنبه للمخاطر والمؤامرة التي تحاك ضد القضية الفلسطينية وأن المستهدف والدور القادم بعد الفلسطينيين ستكون الدول العربية بما يؤمن لأمريكا “وإسرائيل” بناء منظومة بقيادتها في الشرق الأوسط”.
نحن نؤمن بشعبنا وبأنه سوف يهزم كل مشاريع تصفية قضيته وتهجيره من وطنه. هذا شعب حيّ وقويّ ومؤمن ومكافح وصابر وصامد، لا ينكسر ولا يلين، هكذا كان ولازال على مر السنين… إنه شعب فلسطين.
نضال حمد
١٤-٣-٢٠٢٤