شمس الأدب العربيّ تقدّم قصص الأديب الجزائري الشّاب نبيل بن دحو
قّدمت شمس الأدب العربيّ د.سناء الشّعلان الأديبة الأردنيّة من أصول فلسطينية المجموعة القصصيّة الجديدة ” ما لم يسمعه شهريار:حكايات احتفظت بها شهرزاد” للأديب الجزائري نبيل بن دحو الذي صدّرت له حديثاً عن دار المعتز الأردنيّة للنشر.وقد صمّمت الغلاف الفنانة حبيبة كراسي من الجزائر،والمجموعة تقع في 120 صفحة،وتتكوّن من القصص القصيرة التالية: عودة شهرزاد،وريح الماضي،وجسور منسية،ووفاء إلى الأبد،وتشوجوكلار سورييّه، والنّصر آت،ويوم بأربعة فصول،وأسير الشّتاء،وابتسامة الخريف،والمدينة الفاضلة،وعاصفة الموت،وموعد غير منتظر،وشيطان البؤس،ومن شرفة اسكندرانيّة،وثيزيري والمعزوفة الأخيرة،وكيف للقلب أن يستمرّ؟!، وفي حبّ فدائيّة فلسطينيّة،ووحده الموت يفرّقنا.
وقد ذكرت د.سناء الشعلان في معرض تقديمها لهذه المجموعة القصصيّة :”إنّها المرة الأولى التي أقرأ فيها بعضاً من إبداع المبدع الجزائري الشاب نبيل بن دحو الذي أتوقّع له طريقاً خاصّاً في عالم القصّة القصيرة بإرهاصة هذه المجموعة القصصيّة التي أخال أنّها تبشّر ببزوغ بصمة خاصّة ومختلفة وجميلة في عالم السّرد،ولعلّ قلمه قد أسرني منذ بداية مقدمته لهذه المجموعة حيث رأيت فيه ذاتاً تتمحور حول أدبها وإبداعها،وتتمظهر في قلمها،وتندلق من سردياتها التي تتماهى بها ومعها إلى حدّ يبدو من الصّعب أن نفصل بين نبيل بن دحو الإنسان وبين إحداثيات تقاطع الأزمان والأماكن والأحداث في عالمه السّرديّ الذي يسميه( ما لم يسمع به شهريار:حكايات احتفظت بها شهرزاد ).
وهذا التّماهي الإبداعي بين المبدع ووثيقته الإبداعيّة يتمثّل منذ اللحظات الأولى في الحبكة السّرديّة الممتعة التي ينصّب نبيل بن دحو جسد عمله عليها؛إذ يتوارى خلف قناع شخصيّة “نبيل” الحفيد العاشر للملك شهريار،وهو يصوغه في زمن حاضر عصريّ،ليستأنف به أدواراً منقوصة تخبرنا عنها شخصيّة “شهرزاد” المستدعاة من أزمانها القصصيّة الشّهيرة في ألف ليلة وليلة،لتخبره بأنّها تملك قصصاً لم تسردها في الماضي على مسمعي مدللها القصصيّ ” شهريار”،وأنّها توكل له مهمّة نقلها إلى العلن الحاضر بعد أن كتمتها أجيالاً تلو أجيال،ويحمل “نبيل” الرّمز/ والبطل/ والأديب همّ هذه الأمانة السّرديّة،ويقرّر أن يعلن هذه القصص،وأن ينشرها تحت اسم( ما لم يسمع به شهريار:حكايات احتفظت بها شهرزاد )،ومن هذا الحدث الفنتازي الاستدعائي تأخذ قصص هذه المجموعة شرعيّة الحكي،وأحقيّة السّرد،ومجد الخلود؛إذ هي إرث مكنون آن له أن يُذاع،وهو يبرّر (عودة شهرزاد) :عنوان القصّة الأولى من المجموعة القصصيّة هذه.
وبعد ذلك ندلف إلى القصص السّر التي يبدأ في إذاعتها واحدة تلو الأخرى،لتأخذ تباعاً العناوين التالية :” ريح الماضي”،و “جسور منسية”،و” فاء إلى الأبد”،و ” تْشُوجُوكْلَارْ ُورِيِيه”،و” النّصر آت”،و”يوم بأربعة فصول”،و ” أسير الشّتاء”،و”ابتسامة الخريف”،و” المدينة الفاضلة”،و ” عاصفة الموت”،و”مـوعد غير منتظر”،و” شيطان البؤس”،و” من شرفة إسكندرانية”،و ” ثيزيري …والمعزوفة الأخيرة”،و” كيف للقلب أن يستمرّ”،و” في حبّ فدائيّة فلسطينيّة “،و” وحده الموت يفرّقنا”.
وهي قصص جميعها تنخلع من إطار الفنتازي الذي دثرنا به العنوان واستحضار شخصيّة”شهرزاد” ،وابتكار شخصيّة “نبيل” التي أراد الكاتب أن يورّثها قسراً كنز الحكايا ومتعة سماع السّرد،ليستغني بها عن شخصيّة “شهريار”،ويسند لها مهمة السّماع والتّلقّي والتأثّر والتّعلم،وهذا كلّه واضح المغزى والسّبب والتّقدير.
فنرى هذه القصص ذات خليط لغويّ جميل ما بين التأمّل في الحياة وجمالياتها وقبحها على حدّ سواء،وتحديد موقف الكاتب تجاه هذه المتناقضات،حتى لو كان هذا الموقف يختزل في صمت متأسٍ،ويتجرّع ألم الحياة،ويقدّمه في مشاهد يوميّة حزينة ومكرورة،ولكنّها على الرّغم من ذلك هي جديدة في نظر من يكابدها ويتألّم منها.فـ “نبيل” البطل الرواي والأديب المؤلف هو يملك حساسيّة عالية تجاه التقاط ملامح الإنسان وتجاربه وتفاصيل حياته على امتداد جغرافيا إنسانيته.
وهذا يدعونا لسؤال مهم في هذه المجموعة،وهو :لماذا يستدعي كاتبها “شهرزاد”،ويحمل أمانة نقل قصصها، ثم نتفاجأ بعد ذلك بأنّنا أمام قصص حياتيّة يوميّة؟ لا أمام قصص فنتازية من عوالم مفترضة خياليّة كما هو الحال في عوالم ألف ليلة وليلة حيث فضاء الزّمكان في هذه الليالي الألف؟!
ولعلّ الإجابة تكمن في قناع الحكاية لا في شكلها؛بمعنى أنّ القاسم بين الحكايا في كلّ من الزّمنين:من حكايا ألف ليلة وليلة،ومن حكايا (ما لم يسمع به شهريار:حكايات احتفظت بها شهرزاد) هو قاسم همّ الإنسان وشكواه ومعاناته،وتوثيق مكابداته،ورفعها إلى أصحاب الأمر الذين يتمثّلون في السّلطان “شهريار” في الحكايا الألف الشّهيرة،وفي أولي الأمر والحكم في العصر الحديث؛فالمشكلة ذاتها هي محور السّردين،وإنْ اختلف الطّرح والقناع والشّكل،فالقضيّة الملحّة في هذه المجموعة هي معاناة الإنسان وحرمانه،وأشكال الاستغلال التي يتعرّض لها،ودروس الحياة المتوزّعة على عالمي الخير والشّر.
ولعلّ هذا التّفسير هو من يجيب عن السّؤال المفترض:لماذا استدعى الكاتب “شهرزاد” دون غيرها من شخصيّات السّرد والتّراث والحكايا؟ فهو أراد باستدعائها أن ينتصر بقوة السّرد على الظّلم والقسوة،وأن يجعلها أداته للتّنديد،فهو منتصر للإنسان والعدالة والرّحمة والخير دون حدود جغرافيّة أو تاريخيّة أو حضاريّة.
وعندما تخفت سرعة السّرد في هذه المجموعة لصالح التأمّل،فكاتب المجموعة يفيض علينا بسيل من المعلومات التّاريخيّة التي توثّق للإنسان والمكان والزّمان والحضارة في حسّ مفاخرة بها يناسبه فنّ المقالة أكثر من وجوده في متن السّرد القصصيّ؛فالقصّة ليست درس تاريخ أو بنود عقد أخلاقيّ جدير بالحفظ،بل متن حياتي مجزوء بفنيّة عاليّة تعرض ما يحتوي ويتضمّن بعيداً عن دروس التّلقين والتّعليم.
هذه المجموعة القصصيّة هي رشفة من رشفات الحسّ الإنسانيّ بما فيه من تأمّل وألم وانكسار وأمل وتطلّع وأمنيات،هي باختصار لحظات إنسان في صور،ولذلك هي تقدّم صوراً سريعة ومتتاليّة،وتترك لنا أن نستدعي الباقي من المسكوت عنه،ولذلك فهي انتصار للدّفقة الشّعوريّة في ردائها اللّغويّ الجميل دون الالتفات إلى تقنيات السّرد المعقدة،أو الدّخول في ألاعيب التّجريب،وهذا أمر لا نستطيع أن نجزم إن كان لصالح المجموعة أم ضّدها،إلاّ أنّنا نستطيع القول إنّه لم يسمح لنا أن نرى المزيد من إمكانيات الكاتب في تجاوز التقليديّ،وابتكار المختلف السّرديّ،ولعلّ عذره في ذلك يكمن أنّه ينشر تجربته الأولى؛والتّجربة الأولى عادة ما تأتي على استحياء وتردّد وعفويّة،ثم تبدأ التّجارب ذات الحرفيّة والصّنعة والابتكار.
وهذا هو ما أتوقّعه من المبدع الشّاب” نبيل بن حدو”؛فأنا أنتظر مع المنتظرين مقبله المميّز ليكون رصيداً يضاف إلى هذه المجموعة القصصيّة التي تنتصر للإنسان والخلجات والبوح؛فهي مجموعة “نبيل” الذي وفى بعهده،ونشر أوراق “شهريار” التي اختفت في الصّمت،وتركت له لذّة الحكي،فأمتعنا بها،ولو كانت متعة مشوبة بألم الحياة وبتوجعات التطلّع إلى الخلاص والانعتاق والفرح والعدالة والجمال،إذن هو الألم الجميل”
ويُذكر أنّ الأديب نبيل بن دحو هو أديب جزائري،يحمل درجة الماستر في تخصص علم المكتبات والعلوم الوثائقيّة من جامعة وهران،وقد ساهم في مجموعة أماسي وملتقيات وطنية متنوّعة (الجامعات – نوادي أدبية وثقافية – مؤسسات تربوية – جمعيات )،وساهم بمجموعة نصوص خواطر في بعض الجرائد اليومية والأسبوعية الجزائرية ( النّهار – الشّروق – النّجاح- الجمهورية )، وبعض الصّحف والمواقع الإلكترونية (صحيفة الفكر – جريدة صوت شباب الجزائر – موقع مجلّة الثّقافة العربية – مجلّة أضواء مصر– شغف للنّشر الإلكتروني- أنشودة الحب ) .
كما شارك في تأليف مجموعة من الكتب الجماعيّة،مثل: مؤلَّف إلكتروني جماعي (للخاطرة والقصص القصيرة الفائزة في مسابقة مجلة الثقافة العربية ومنتدى شعراء حروفهم على وجه القمر – مصر – 2015)،والكتاب الجماعي للقصص” عندما يسكت زوربا ” للفائزين في مسابقة دار ضاد للقصّة القصيرة–2015،والكتاب الجماعي للقصص القصيرة ” حواديث” لدار ضاد للنشر مصر 2015،والكتاب الجماعي لدار المعتزّ بالأردن 2017. كما صدرت له رواية ” أحلامي المتناثرة ” ،وديوان ” ما خبأته السنون ” .وهو حاصل على مجموعة من الجوائز،وهي : جائزة دار ضاد للنشر للقصة القصيرة –مصر- ” الطبعة 1 ” ( جوان 2015 ) بقصة ” ريح الماضي، والمرتبة 3 في مسابقة مجلة الثقافة العربية الكبرى “مصر” (أوت 2015 ) بقصة ” جسور منسية ،والمرتبة 2 في مسابقة بوح الصورة لمجلة الثقافة العربية “مصر” (نوفمبر 2015) بقصة ” النصر آت”
-
المرتبة3 في مسابقة بوح الصورة لمجلة الثقافة العربية “مصر،والمرتبة 2 في مسابقة ” جائزة أحسن كتابة “من تنظيم نادي تنوين الجامعي –تلمسان- يوم 16 أفريل 2016- بقصة ” موعد غير منتظر،وجائزة أحسن قصيدة على مستوى إقامة 1000 سرير بير الجير وهران 28 أفريل 2016 بقصيدة تحت عنوان ” أغلى نساء العالم ” .،و من بين الفائزين في مسابقة دار ضاد للنشر للقصة القصيرة ” الطبعة 2 ” بمصر ( جوان 2016 ) بقصة ” أسير الشتاء،والمرتبة الأولى في مسابقة أحسن قراءة في كتاب حول المرأة من تنظيم نادي أقلام واعدة – قسم الأدب العربي – جامعة تلمسان ( 7-3-2017)،والمركز الأول مكررة في مسابقة بوح الصورة ( آه يا شام) ومجلة الثقافة العربية بقصة ” تشوجوكلار سورييه” ( 24-04-2017)،والمرتبة 3 في مسابقة دار المعتز للنشر والتوزيع “الأردن” فئة القصة القصيرة ماي 2017 بقصة ” في حبّ فدائية فلسطينية