صباح الخير يا رشاد أبوشاور
صباح الذين يحملون أرواحهم على أكفهم، الذين قرأوا ” آه يا بيروت” و “العشاق” و”شبابيك زينب” و ” وداعاً يا ذكرين… صباح الأحفاد الكنعانيين والحسينيين والقساميين وهم يواجهون ويقاتلون ويصمدون ويصبرون في كل الميادين..
ها هو زرع كل تلك السنوات الماضية، زرع الشهداء والجرحى يثمر وينجب أبطالا ميامين. ها هي راياتنا تعلو وراياتهم تغوص في الوحل.
ها هم رجال السيد في الميدان يحرسون وصاياه ويحققون خططه ويرسمون معالم شرقنا الجديد.. بالتنسيق والعمل مع اخوة لهم صنعوا ويواصلون كتابة وصناعة التاريخ والمعجزات في غزة…
كم كنت أتمنى يا صاحبي أن تحيا أكثر لتشهد الملاحم التي ستأتي بالفجر وتنهي زمن الاحتلال والغدر. ربما روحك الآن تحلق عالياً فوق الميادين وتشاهد ما يدور فيها من مواجهات ومعارك والتحامات.
ربما صوتك يا ابن كنعان مازال حاضراً في أزقة بيروت.. وربما كلامك البلدي لازال يتردد في أرجائها من المخيمات برج البراجنة ومار الياس وصبرا وشاتيلا وضبية وجسر الباشا وتل الزعتر الى جنوبي العاصمة وضاحيتها بيروت، التي عشنا فيها طويلا وكتبنا بالدم حكاياتنا الفلسطينية اللبنانية .. كما عشنا فيها الملحمة من حزيران – يونيو وحتى نهاية آب – أغسطس ١٩٨٢ كل أيام حصارها الطويل.
ربما روحك تحلق الان في سماء الشام ومخميات سوريا الفلسطينية وفي سماء جوبر وحمص وحلب واللاذقية وكل الارض السورية .. فكم كنت تحب سوريا وكم هي كانت ولازالت تحبك.
لفظت أنفاسك الأخيرة وانت تعيش مع غزة كل صغيرة وكبيرة.. كيف لا وأنت الروائي والفدائي وراوي حكاية الأولاد الفلسطينيين، الذين فجروا الثورة وكسروا القيد والخيمة، فخرج منهم غسان كنفاني وعلي فودة وناجي العلي وكمال ناصر وناجي علوش وعز الدين المناصرة… كذلك خرج منهم حمد وصبحة والشيخ والقيسي ودحبور ودرويش والقاسم وحامد وحميد ولافي وأبولاوي… وآلاف من الذين شبوا شعرا وأدبا ورواية وقصة وسرد وتضحية وانتماء…
نم يا صاحبي، نم يا ابا الفهد، يا رشاد ابو شاور، يا أبا الطيب، فل تنم أعين أعداء الأرض والانسان.
نضال حمد في الثالث من اكتوبر ٢٠٢٤