صديقي مصطفى نجم أصبح نجماً – نضال حمد
صديقي مصطفى نجم أصبح نجماً – نضال حمد
توفي اليوم في عمان الصديق المناضل والمثقف الوطني الفلسطيني الكبير مصطفى نجم، الذي قضى حياته قارئاً نهماً ومحدثاً منفتحاً ولبقاً في أوقات كان يحتاج فيه الحديث لرجل بفكر وعقلية مصطفى نجم. هذا النجم الفلسطيني الذي التزم الابتعاد عن الأضواء والاكتفاء بالانتماء للمناضلين المتنورين والمثقفين والأحرار والشرفاء. كان يشارك بانتظام في كل النشاطات الثقافية والوطنية. اتذكر صورته برفقة الاصدقاء على ضريح الزعيم الفلسطيني الراحل أحمد الشقيري.
سنة ٢٠١٥ تعرفت إليه عن قرب خلال زيارتي اليتيمة الى عمان. خلال شهر إقامتي هناك التقيت به مرات كثيرة وكل اللقاءات كانت بصحبة الرفاق والأصدقاء والأخوة رشاد أبو شاور، توفيق أبو ارشيد، أبو مهند شتات، عارف حمو، أسامة حداد ومع الراحلين، عوني صادق، يوسف زغلول وشقيقه سامي زغلول، أبو نضال تيم، أبو نضال الأردني، ابراهيم الدلقموني وعلي إسحق. كذلك مع أصدقاء وإخوة آخرين كثيرين، لن أكتب أسماءهم كي لا أنسى أحد منهم، كلهم كانوا رائعين فمعهم ومع مصطفى نجم شعرت أنني غدوت نجماً واعتقدت أنني في بيتي ومع أهلي وأحبتي طوال فترة تواجدي في عمان.
هناك دعاني مصطفى الى بيته وأصر أن أزوره في منزله المتواضع حيث كان يعيش بين كتبه وأوراقه، ناسكاً ومثقفاً عاش لأجل فلسطين والعروبة والتضامن العالمي بين أحرار هذا الكون الآيل ربما الى الزوال، وما قيمة هذا الكون إن لم تعد فلسطين حرة.
مع مصطفى نجم ومع الأديب والروائي الكبير رشاد أبوشاور حضرنا وشاركنا في عمان بندوة تخليداً للزعيم جمال عبد الناصر . كما كان هناك أيضاً الصديق الفنان الجميل كمال خليل الذي أحيا السهرة باقتدار. ومع كمال خليل وأبو سامر مطر ووائل وركان والراحل الكبير رفيقي وصديقي ابراهيم الدلقموني ومع صديقي العزيز حسني، رفيق التجربة البولندية، قضيت وقتاً جميلاً لا أنساه مدى الحياة. كذلك مع أصدقاء كثيرين فلسطينيين وأردنيين.
هذا الصباح قرأت خبر وفاة مصطفى نجم عند صديقي توفيق ارشيد – أبو الناجي – فقلت، يا الله معقول هذا الخبر فأول أمس كان رشاد أبو شاور يحدثني عبر الهاتف عن مرض مصطفى الصعب، عن العضال الذي هاجمه بدون استئذان.
خسارة كبيرة لنا ولشعبنا ولأمتنا فقدان انسان رائع ومثقف وطني محترم ومناضل صامت بكبرياء وعزة. خسارة لفلسطين وللعروبة وللأحرار في العالم.
مصطفى نجم أحدث الراحلين في زمن ما بعد كورونا.
وداعاً ايها الصديق الجميل والصادق. لطالما سعدت بحضورك وتواصلك معي من خلال الفيسبوك وموقع الصفصاف- وقفة عز.
نضال حمد
٢٢-٣-٢٠٢٣
