صديق الطفولة مجدي عزام .. وداعاً – نضال حمد
بمزيد من الحزن أنعى الصديق مجدي عبد المجيد عزام، زميل مقاعد الدراسة في المدرسة الابتدائية والمتوسطة في مخيم عين الحلوة. الذي وافته المنية هذا اليوم العاشر من كانون الثاني 2021 في مدينة صيدا اللبنانية أثر ذبحة قلبية ألمت به.
بهذه المناسبة الأليمة أتقدم بأحر التعازي من عائلته وعموم أحبته ومن الزملاء في صف المعلم أبو ياسين حيث تجمعنا نحن طلابه منذ عدة سنوات في مجموعة “بواتس أب” تحمل اسمه، وكان مجدي من ضمن المجموعة، التي بدورها نعته قبل قليل. جدير بالذكر أن المجموعة كانت فقدت قبل أسابيع قليلة الصديق الآخر الراحل خالد علاء الدين – أبو علاء-. انها سُنة الحياة فهكذا يمضي الأحبة واحداً تلو الآخر.
جمعتني مع مجدي في بداية زماننا الطفولي والصبياني مقاعد الدراسة في المدرسة في مخيم عين الحلوة. تعارفنا هناك منذ الطفولة.. وكما سماه مجدي بنفسه كان ذلك الوقت “زمن البراءة” وكان ولازال أحلى الأزمان التي مرت علينا. عقب انتشار خبر وفاة مجدي أرسل لي الصديق زياد الخطيب رفيقنا وزميلنا في تلك المرحلة من الحياة المخيمية والمدرسية، أرسل لي نص رسالة صوتية كان أرسلها له مجدي عقب اللقاء الذي جمعنا مع أديب الشهابي في صيدا قبل سنتين. حيث كرر مجدي في تلك الرسالة عدة مرات مصطلحه الجميل “زمن البراءة” وكان سعيداً باللقاء المذكور وتطلع لتكراره.
كان لقاؤنا آنف الذكر حصل بعد فراق استمر لعشرات السنين، حيث التقينا سنة 2019 برفقة الصديق أديب الشهابي في مدينة صيدا اللبنانية. كان لقاءا حافلا باستحضار الذاكرة المخيمية والمدرسية. ليصبح اللقاء الأخير.
وفي هذا الصدد وبعد اللقاء في ايلةل سنة 2019 بساعات قليلة نشر الصديق الحميم والزميل الجميل أديب الشهابي على بروفيله في فيسبوك ما يلي:
… (وألتقينا بعد ٣٧ عاما
أصدقاء الطفوله على مقاعد الدراسة الابتدائية في مدرسة قبية وحتى الثانوية في ثانوية الكفاح .
الصديق نضال حمد آتياً من النرويج والصديق مجدي عزام آتياً من أمريكا.
افترقنا عام ١٩٨٢والتقيتهما في صيدا على مائدة الفطور التقليدية بصحن الفول والحمص المدمس.
وبالطبع تُهنا في ذكريات الماضي وألم الحاضر وكم تمنينا أن تكتمل الفرحه بلقاء الأصدقاء الذين لم يحالفهم الحظ بالحضور. أملنا بلقاء اخر يجمع الجميع وعلى أرض الوطن الحبيب فلسطين).
أعاد اليوم الموافق 13-1-2021 أديب نشر ما كان نشره في حينه في أيلول سبتمبر 2019. تحت عنوان ” قبل سنتين”.
كتبت له معلقاً:
“كان يا عزيزي أديب لقاءا حميما في صيدا وعلى مقربة من مخيمنا عين الحلوة، فاحت فيه رائحة النعناع وزيت الزيتون وريحة لوبية وصفورية والصفصاف والرأس الأحمر وحطين وكل فلسطين.
ريحة الطفولة والمدرسة الابتدائية والمتوسطة..
حضرت فيه الذكريات والحكايات وواقعنا الصعب والمرير.
ولم أكن أعتقد أنه سيكون اللقاء الأخير مع مجدي كما حصل اللقاء الأخير مع خالد علاء الدين في نفس العام سنة 2019.
يا مجدي وخالد بلغا التحيات لصبري حسين وناصر عيسى وطلعت أبو علول وزاهر السعدي وهيثم حسين الطافش وكل أبناء صف الأستاذ أبو ياسين الذين رحلوا عن عالمنا.
رحمكم الله ونحن على العهد.
نضال حمد في الثالث عشر من كانون الثاني 2021