صفصافيون في النرويج – نضال حمد
في منطقة بحرية جميلة قرب مرافئ اوسلو العديدة وغير بعيد عن القصر الشتوي الملكي النرويجي، ولا عن ميناء السفن التي تبحر بشكل يومي من اوسلو الى الدنمارك، هناك على شاطئ البحر يوجد مجمع مطاعم ومأكولات عالمي يحمل اسم (فيبا).
VIPPA
يطل على خليج اوسلو وتوجد فيه مطاعم عديدة من بلدان مختلفة مثل فلسطين وسوريا والمغرب والمكسيك وفيتنام وغيرها من الدول والبلدان.
في ذلك المجمع هناك مطعم “حلب بحبك” لمديره الشاب الصفصافي الزغموتي البشوش والمبتسم دوماً (حمودي زغموت)، الذي أجبرته وعائلته الويلات والهجمات العدوانية التي شنت على سوريا ومخيم اليرموك على الهجرة الى النرويج هو وشقيقه ووالده ووالدته.
هنا في أوسلو لم يذهب الشقيقان الى الكسل ولا الى البطالة ولا الى الابتعاد عن العمل أو التهرب منه. فقد اشتغلا وتعلما اللغة، فأحمد الصغير الذي هاتفني يوم وصوله الى النرويج واهتممت به من بعيد لأنه كان خارج العاصمة اوسلو وفي مدينة أخرى بعيدة عني. فقد كان المرحوم والدي هاتفني وطلب مني مساعدته والاهتمام به. أحمد ها هو الآن أصبح شاباً ويقوم بالدراسة وبالعمل في آن واحد.
أما حمودي الأكبر سناً فهو الذي يدير مطعم “حلب بحبك”، حيث الفلافل الفلسطيني والشاورما الحلبية والبابا غانوج الشامية والحمص وكذلك التبولة اللبنانية. ومن ثم فنجان قهوة مُرّة عربية وبسمة عالماشي حين الوصول ثم عند الخروج.
سعدت كثيرا لأحمد ومحمد لأنهما يجدان ويعملان ويجتهدان وناجحان وهذا شيء يشرف الصفصاف. والحمدلله لأنهما شابين شهمين وكريمين يعرفان الأصول والعادات والتقاليد الصفصافية والعربية الفلسطينية. وهذا من النعم الربانية في البلاد الأجنبية.
بمناسبة الحديث عنهما فلابد لي ذكر اسم أول صفصافي وطأ أرض النرويج وهو أيضاً زغموتي، إنه الأخ الفاضل والكريم والشهم زياد زغموت -أبو مهند-. أما أنا فعلى ما أظن كنت الشخص الصفصافي الثاني الذي وصل النرويج من بعده وعاش فيها حتى يومنا هذا. كنت وصلت الى هنا في شباط -فبراير 1992. كما هناك في إحدى المدن النرويجية زغموتي آخر نسيت إسمه. كما توجد أيضاً في إحدى مدن شمال النرويج فتاة صفصافية متزوجة من شخص فلسطيني ومقيمة في النرويج. ولا أعرف إن كان هناك المزيد من أبناء وبنات الصفصاف في النرويج أم لا.
كاتب وإعلاميّ وناشط سياسيّ فلسطيني، رئيس تحرير موقع الصفصاف الالكتروني. من مواليد مخيّم عين الحلوة. أصيب بجراح بليغة أثناء الدفاع عن مخيّميْ صبرا وشاتيلا خلال معركة مع الدبّابات الصهيونيّة (17-9-1982).
في 29-8-2021