صفعة مُوجِعة لتل أبيب: موغيريني ترفض الضغوطات (الإسرائيليّة) المُكثّفة وتجتمع مع النائب عودة
صفعة مُوجِعة لتل أبيب: موغيريني ترفض الضغوطات (الإسرائيليّة) المُكثّفة وتجتمع مع النائب عودة ووفد برلمانيّ بالاتحاد الأوروبيّ وقادة الـ48 يدعمون كوربين
الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
في ظلّ استفحال العنصريّة (الإسرائيليّة) بعد سنّ قانون القوميّة في الكنيست، وبعد أنْ تبينّ عدم جدوى النضال داخل الدولة العبريّة، باشرت قيادة عرب الـ48، وبالتحديد النواب العرب، بحملةٍ لتدويل مسألة العنصريّة ضدّ أكثر من مليون ونصف المليون من أبناء الشعب العربيّ الفلسطينيّ، الذين بَقَوْا في موطنهم فلسطين، وليس في دولتهم (إسرائيل)، وذلك في الهيئات والمحافل الدوليّة، خصوصًا وأنّ كره العرب بات رياضةً وطنيّةً يُمارِسها السواد الأعظم من ( الإسرائيليين) علنًا.
وفي إطار هذه الحملة، وصل وفدٌ عن القائمة المشتركة في الكنيست (الإسرائيليّ) إلى العاصمة البلجيكيّة بروكسل، في جولة جلساتٍ مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبيّ، وعلى رأسهم مسؤولة السياسة الخارجيّة للاتحاد الأوروبيّ فيديريكا موغيريني، وذلك بهدف حثّ المجتمع الدوليّ على اتخاذ خطواتٍ ضدّ قانون القوميّة والعنصرية التي يرسّخها ضدّ المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل.
ومن الجدير بالذكر أنّ الوفد يضُمّ النواب أيمن عودة، مسعود غنايم، جمال زحالقة، أحمد طيبي، عايدة توما-سليمان، يوسف جبارين وطلب أبو عرار، يُرافقهم السيّد جعفر فرح مدير مركز مساواة لحقوق عرب الـ48.
وقالت مصادر في المشتركة إنّ هذه الجولة تأتي بعد أسابيع من التحضير والتحشيد، حيث ترى القائمة المشتركة أهمية في التوجّه إلى الاتحاد الأوروبيّ بكونه الشريك التجاريّ الأكبر (لإسرائيل(، التي تجمعها والاتحاد الأوروبي، اتفاقيات تعاون عديدة غالبها في مجال التجارة، الأبحاث والثقافة –اتفاقيات تُلزم الطرفين بالحفاظ على حقوق الإنسان وقيم الديمقراطيّة.
وأضافت المصادر نفسها: تعتبر القائمة المشتركة أنّ قانون القومية انتهاك خارق لهذه الاتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي -وعليه، تُطالب بخطواتٍ عمليّةٍ تشمل الضغط الفعليّ على (إسرائيل) وإدانةً لقانون القوميّة في مؤسسات الاتحاد الأوروبيّ والأمم المُتحدّة.
ويُشار إلى أنّه بموازاة لقاء رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة مع موغريني، الذي يعُقِد اليوم الثلاثاء، سيخرج النواب مسعود غنايم، جمال زحالقة، أحمد طيبي، يوسف جبارين وطلب أبو عرار للقاء وزير خارجية لوكسمبورغ، جان آسلبورن، بينما تلتقي النائبة عايدة توما سليمان والسيد جعفر فرح مسؤولين في سلك الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبيّ.
وكشفت صحيفة (هآرتس) العبريّة صباح اليوم الثلاثاء النقاب عن أنّ (إسرائيل مارست ضغوطًا على موغيريني لإلغاء اللقاء مع النائب عودة، لكنّ الأخيرة رفضت وأبلغت الخارجيّة في الدولة العبريّة أنّ موغيرني تلتقي مع نوّابٍ شرعيين في برلمانٍ، وأنّها تقوم بالاجتماع بين الفينة والأخرى مع برلمانيين من المُعارضة ومن الائتلاف من جميع أنحاء العالم، وأنّ إسرائيل) ليست خارجة عن القاعدة، كما قالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ رفيعة المُستوى في تل أبيب(.
كما أشارت القائمة المشتركة إلى أنّها، ومن خلال هذه الجلسات، تسعى لتحصيل اعتراف بالأقلية الفلسطينية في (إسرائيل) استنادًا إلى الإعلان الأوروبيّ بشأن الاعتراف بحقوق الأقليات؛ فالقيمة العملية لمثل هذا الاعتراف هو أنْ يقوم الاتحاد الأوروبيّ بإجراء محادثاتٍ مباشرةٍ مع قيادات الأقلية الفلسطينية، وذلك بموازاة لمحادثاته مع دولة ( إسرائيل)، كما سيُطالب النواب عن القائمة المشتركة باتخاذ خطواتٍ دبلوماسيّةٍ ضدّ هدم البيوت والقرى في النقب، ضدّ العنف والتحريض العنصري، وضدّ التمييز الاقتصاديّ والاجتماعيّ.
كما تعمل القائمة على فضح الربط ما بين التحريض العنصري لرئيس الحكومة نتنياهو ووزرائه للعنف المستشري ضد المواطنين العرب وبين قانون القومية والاحتلال، وأكّدت المُشتركة على أنّ المواطنين العرب هم الكتلة المتينة الداعمة لحلّ السلام وإنهاء الاحتلال، لافتةً إلى أنّ حكومة نتنياهو هي الأكثر تطرفًا، وتعمل جاهدةً لضرب مكانة وحقوق المواطنين الفلسطينيين في (إسرائيل)، وتسعى إلى الزجّ بهم خارج إطار التأثير والشرعية ولا تتورع عن المسّ بهم وبقياداتهم. كما ستُطالب القائمة المشتركة إدخال المنظمات اليمينية العنصرية (الإسرائيليّة) إلى اللائحة الأوروبيّة للمنظمات الإرهابيّة ومنع نشطاء هذه المنظمات من الدخول للدول الأوروبيّة دون تأشيرة،
على صلةٍ بما سلف، عبّر عدد من النواب العرب في الكنيست عن دعمهم لزعيم حزب العمال البريطانيّ جيرمي كوربين، مؤكّدين أنّه صاحب مبادئ، ويسعى لإحلال السلام والعدالة، وذلك وسط حملةٍ شرسةٍ يقودها عدد من قادة تل أبيب ضدّه، بسبب زيارته مقابر عدد من الفلسطينيين المُشاركين في عملية ميونيخ عام 1972، وأسفرت عن مقتل 11 رياضيًا إسرائيليًا)(.
وذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة أنّه في رسالةٍ إلى صحيفة “الغارديان” البريطانيّة قال أحمد الطيبي نائب رئيس الكنيست (الإسرائيليّ) وثلاثة أعضاء آخرين من القائمة المُشتركة، إنّ كوربين تضامن دائمًا مع كل المضطهدين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دعمه الثابت للشعب الفلسطينيّ، على حدّ تعبيرهم.