صفقة القرن الصهيوامريكية الى اين ..؟؟- أكرم عبيد
في الحقيقة ما زالت صفقة القرن الصهيوامريكية المزعومة غامضة في تفاصيلها الحقيقية بالرغم من التسريبات عبر الصحف الصهيوامريكية التي ربطت بين ضورة تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني كمقدمة لتطويع العامل الاقليمي لفرض الشروط والاملاءات الصهيوامريكية وفي مقدمتها شطب وتصفية معادلة الصرع العربي الصهيوني وقلب المعادلة لتشكيل حلف عربي صهيومريكي لمواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد فتح بوابة التطبيع العربي مع سلطات الاحتلال الصهيوني على مصرعيها
وبالرغم من هذه التسريبات فقد بدأ الرئيس الامريكي ترامب بشكل عملي بتنفيذ الخطوة الاولى من هذا المشروع قبل إعلانه بشكل رسمي والتي تمثلت بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارته اليها واستكمل هذه الخطوة بإعلانه تقليص الدعم المالي الامريكي المخصص للأونروا لفرض المزيد من الضغوط على هذه المؤسسة الدولية لحصارها كمقدمة لإنهاء مهامها لاتها تعتبر الشاهد الحي على ابشع جريمة لم يشهد العصر مثيلا لها في التاريخ المعاصر بحق الشعب الفلسطيني من قبل العصابات الاجرامية الصهيونية المدعومة من الانظمة الاستعمارية الغربية بقيادة الادارة البريطانية سابقا والادارة الامريكية التي تتعمد اليوم ومن خلال جريمة ترامب فيما يسمى صفقة القرن شطب وتصفية حق العودة لأكثر من سبعة ملايين لاجئ فلسطيني ما زالوا مشردين من ارض وطنهم فلسطين بالقوة الاجرامية في مختلف بلدان العالم القريبة او البعيدة لفرض التوطين عليهم بالقوة وهذا ما اعلنه المبعوث الامريكي جايسون غرينبلات خلال لقائه بالقناصل الاوروبيين في القدس المحتلة قيل ايام قليلة الذي قال بشكل واضح وفاضح ” لا يعقل ان تظل وكالة الأونروا الى ابد الدهر يجب ان نضع تاريخا محددا لعملها ولم يكتفي بهذه الوقاحة بل تمادى اكثر عندما وجه صفعة قوية لسلطة معازل اوسلو ورد على سؤال صحفي حول فرص تطبيق الصفقة في حال رفضها الفلسطينيون قال ” الفلسطينيون ليسوا طرفا مقررا في هذه الصفقة التي يتم اعدادها على نار حامية لأنها بالأساس صفقة اقليمية للتنفيذ ومن حق الفلسطينيون قبولها او رفضها لكن الصفقة غير قابلة للتفاوض .
وفي هذا السياق لا احد ينكر ان الرئيس الامريكي التاجر ترامب ومن خلال ما يسمى ” صفقة القرن ” وضع النقاط على الحروف لكل المراهنين على المفاوضات العبثية وفي مقدمتهم رموز سلطة معازل اوسلو بقيادة الرئيس المزعوم المنتهية ولايته محمود عباس بعد ان حسم وضع القدس كعاصمة للكيان الصهيوني وتبني المشروع الصهيوني يشكل علمي وعملي وعلني لا يقبل التفسير والتأويل وخاصة بعد وضع البديل الصهيوامريكي للقدس ضاحية ابوديس كعاصمة للحكم الاداري الذاتي الفلسطيني في معازل اوسلو وقد حاول البعض من المتصهينين العرب الجدد الترويج لهذه المهزلة عبر بعض الفضائيات العربية المتصهينة ودعوة سلطة معازل اوسلو للقبول بها
وفي هذا السياق تعمد اصحاب المشروع الصهيوامريكي ربط الملف الفلسطيني بالملف الاقليمي من اجل تكامل اهدافهم وتحقيقها خطوة خطوة لذلك فقد تم منح سلطات الاحتلال الصهيوني المزيد من الوقت لفرض المزيد من الوقائع الجغرافية والديمغرافية في الضفة العربية المحتلة سواء في مجال الاستيطان وسياسة التهويد والمصادرات وتسارع المزيد من الاجراءات القانونية والامنية والاقتصادية لفرض صفقة القرن على ارض الواقع قبل اعلانها بشكل رسمي سواء وافق الطرف الفلسطيني ام لم يوافق .
اما الملف الثاني والمهم في صفقة القرن كما قال توماس فريدمان يتمثل بضرورة حسم الموقف الامريكي من الاعتراف بضم الجولان العربي السوري المحتل للكيان الصهيوني كما حصل في اعلان ضم القدس كعاصمة للكيان الصهيوني في محاولة يائسة بعد هزيمة عصاباتهم التكفيرية في معظم الاراضي السورية خاصة بعد الانتصارات جنوب سورية لذلك فان هذا الملف يحتاج لمزيد من الوقت لفرضة بالقوة بعد تهيئة المسرح السياسي المناسب لتحيق هذا الهدف لفرضه على سورية بالقوة كما يتوهمون.
اما الملف الثالث فيتمثل بكسر الموقف الاردني الرافض لصفقة القرن خوفا من تداعياته على الوضع الداخلي الاردني لكن مهندس الصفقة فريدمان تعمد المراهنة على المزيد من الضغوط الخليجية على لنظام الاردني لإقناعه بالتراجع عن مواقفه والموافقة على الحلول البديلة التي تتمثل بمنح الاردن دورا مهما في الصفقة على الصعيد الاقتصادي لانقاد الاقتصاد الاردني المنهار من خلال الحاق معازل الضفة الغربية المحتلة بالأردن وتكون عاصمتها ابو ديس بدل القدس الشرقية تسمى ” القدس العربية ” كمقدمة لإقامة اتحاد كونفدرالي ثلاثي اردني فلسطيني صهيوني وهذا يحتاج من النظام الاردني الغاء قرار فك الارتباط بالضفة الغربية لتحقيق اهداف الصفقة .
وقد كشفت صحيفة ” انتليجانس اون لاين ” وقناة تلفزيونية صهيونية عن اجتماع امني سري عقد في العقبة ايام عيد الفطر الثلاث ضم مسؤول جهاز الاستخبارات الصهيونية الموساد وكل من رئيس جهاز الاستخبارات السعودية خالد بن علي الحميدان ورئيس جهاز الاستخبارات المصرية عباس كامل ورئيس جهاز الاستخبارات الاردنية عدنان عصام الجندي بالإضافة الى ممثل جهاز الامن الفلسطيني ماجد فرج وذلك برعاية امريكية بحضور كاشنير وجيسون غرينبلات من اجل اتمام صفقة القرن
وبعد يوم واحد من هذا اللقاء كشفت صحيفة معاريف الصهيونية عن لقاء سري جمع ولي عهد النظام الوهابي التكفيري السعودي المتصهين محمد بن سلمان برئيس وزراء سلطات الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو في الأردن أثناء زيارة الأخير إلى عمّان بعد يوم واحد من عيد الفطر وتم اللقاء برعاية صهر الرئيس الامريكي ترامب كوشنير ومبعوثه الخاص للشرق الاوسط غرينبلات للضغط على النظام الاردني للموافقة على الصفقة .
اما الملف الرابع والمهم فيتمثل باستجابة النظام المصري المتصهين باقتطاع 720 كم مربع من ارض سيناء لضمها لقطاع غزة كمقدمة لإقامة دويلة فلسطينية تحت الوصاية المصرية بعد تقديم المزيد من الاغراءات المادية الخليجية لدعم السلطة الفلسطينية وانشاء مطار وميناء ومشاريع اقتصادية كبيرة في هذه الدويلة المسخ وفي هذا السياق لا استغرب موافقة النظام المصري الذي فرط بجزر سنافر وتيران للنظام الوهابي التكفيري السعودي المتحمس لتحقيق صفقة القرن من اجل فتح بواب التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني كمقدمة لبناء تحالف عربي صهيوني وتحويل معادلة الصراع العربي الصهيوني الى صراع عربي ايراني بشكل خاص وصراع مع محور المقاومة والصمود لتحقيق اهدافهم الاستعمارية القديمة الجديدة في بناء ما يسمى نظام اقليمي شرق اوسطي جديد كما يتوهم العدو الصهيوامريكي .
وفي النهاية اكد موقع “ميديل إيست آي” البريطاني، نقلا عن مصدر دبلوماسي غربي ومسؤولين فلسطينيين أن فريقاً أميركياً بصدد وضع اللمسات الأخيرة على “الاتفاق النهائي” لما يسمى بصفقة القرن والذي سيتضمن النقاط التالية .
1- إقامة دولة فلسطينية تشمل حدودها قطاع غزة والمناطق (أ، وب) وأجزاء من المنطقة (ج) في الضفة الغربية.
2- توفر الدول المانحة 10 مليارات دولار لإقامة الدولة وبنيتها التحتية بما في ذلك مطار وميناء بحري في غزة والإسكان والزراعة والمناطق الصناعية والمدن الجديدة.
3- وضع القدس وقضية عودة اللاجئين سيؤجلان لمفاوضات لاحقة.
4- مفاوضات حول محادثات سلام إقليمية بين إسرائيل والدول العربية، بقيادة المملكة العربية السعودية.
akramobeid@hotmail.com