ضحايا سلاح الفتنة والجهل في مخيمنا
ضحايا للقتل العشوائي في زمن فتية وشيببة لا تعرف قدسية السلاح ولا حرمة القتل
ذات يوم قبل سنوات قليلة قمت بزيارة لبنان، زيارة عائلية وضمن الذين التقيت بهم في تلك السفرة، التقيت بأبني خالتي عطرة ومريم حمد، وهما شادي عبدالله حمد وعامر عبدالله شريدي. الذان في غمضة عين تحولا الى قتيلين وضحيتين على الشارع الذي شهد خلال السموات الطويلة سلسلة لم تتوقف من الاغتيالات وعمليات القتل. هناك التقيت بهما وبالذات على الشارع المؤدي الى منزليهما. حيث كانا يجلسان بالقرب من محل صديقهما نضال زيدان. وللاسف بعد أيام من اللقاء قتلا في نفس المكان وأصيب نضال زيدان بجراح. ذهبا ضحيتان للسلاح المنفلت وللجهل وللقتل العشوائي في زمن فتية وشيببة لا تعرف قدسية السلاح ولا حرمة القتل. الذين يقتلون الآخرين من جميع الأطراف إذا كانوا مدعومين ومحسوبين على طرف ما أو على قائد (صدفة) معين، قد يفلتون من التسليم للدولة اللبنانية ومن العقاب. والى أن يفرجها صاحب الفرج يبدو سوف نبقى نعيش حالة الخراب، والدمار الشامل الذي يعم مخيمنا ويغزو عقول فتيتنا وشبابنا. حتى العلاقات بين العائلات والجيران والأقارب والأصدقاء وأهل وأبناء المخيم وحتى العشيرة الواحدة تم القضاء عليها واستبدالها بالعداء.
أتذكر أنه في مثل هذه الأيام من آذار سنة 2014 على نفس الشارع لكن عشرات الأمتار الى الأمام وفي مكان غير بعيد عن مسجد الصفصاف، تحديداً في حيّ الطيرة وقرب مقهى ومطعم جمال زيدان – أبو جميل – المطعم والمقهى الشعبي الشهير في ذلك الزمن. حيث عشنا بعض أوقاتنا هناك قبل غزو 1982، هناك أمام المقهى تم اغتيال الأخ والصديق جميل جمال زيدان. اغتيل بدم بارد وفي ظل وجود كاميرات المراقبة التابعة للمجموعات المسلحة ولفتح وللاسلاميين وحتى لبعض عامة الناس، فالكاميرات وكانت ولازالت تنتشر في زواريب المخيم كما الذباب على القمامة، يعني الكل يعرفون كيف ومن اغتال جميل وربماي عرفون من اغتال غيره من ضحايا الإخوة الأعداء في المخيم. نفس هؤلاء الذين يعرفون القتلة ربما يجهلون لماذا اغتيل جميل زيدان، الشاب المَزيح والمبتسم والبشوش والمسالم، فهو لم يدخل في خلافات مع أحد ولم يكن طرفاً في أيّ اقتتال جانبي في المخيم. حتى أنا نفسي في هذا اليوم وبعد مرور 9 سنوات على اغتياله لازلت أسأل نفسي ترى لماذا اغتالوا صديقي جميل زيدان؟.
نضال حمد
9-3-2023