ضريبة الانتماء لفلسطين الى أمير مخول وعمر سعيد
نضال حمد
تستمر الحملة الصهيونية المسعورة على فلسطينيي ال48 داخل مدنهم وقراهم وبلداتهم وتجمعاتهم… أحدث ما جاء في الحملة المذكورة اعتقال أمير مخول رئيس اتحاد الجمعيات العربية – اتجاه وزميله الدكتور عمر سعيد عبدو أحد مؤسسي التجمع الوطني الديمقراطي. جاءت الاعتقالات بشكل تعسفي واستفزازي .. التهمة الموجهة لأمير وسعيد شبيهة الى حد كبير بالتهمة التي وجهت الى الدكتور عزمي بشارة وهي التخابر مع حزب الله وتقديم معلومات للحزب ..
بعد الاعتقال بدأت حملة تحريض قادها اهرونوفيتش وليبرمان وكلاهما من يهود شرق أوروبا الذين جاءوا الى فلسطين المحتلة ضمن أفواج المستوطنين المهاجرة للكسب والحياة في عالم جديد، بحثاً عن حياة يعتبرونها أفضل من الحياة في المعسكر الشرقي سابقاً.. فأمثال الجورجي ليبرمان لا يقلقهم مصير سكان الأرض الأصليين، لأنه بالأصل لا يرى في الدنيا سوى اليهودية.
: “أما صحيفة معاريف قالت : ” الرجلان أعتقلا للإشتباه بإرتكاب مخالفات أمنية خطيرة، بما في ذلك التجسس الخطير والاتصال مع عميل اجنبي عن حزب الله. التحقيق مع “الرجلين مستمر. وأضافت : ” يعتبر المشبوهان نشيطين سياسيين في الوسط العربي في الشمال وكانا عضوين في حركة التجمع الديمقراطي.
في تأكيد منه على أن الموضوع لن ينتهي قريباً قال وزير الأمن الداخلي ، يتسحاق أهرونوفيتش وهو من حزب ليبرمان (يسرائيل بيتنو)، إن الجزء الأكبر من التحقيق يجري في السر وأن القضية لن تنتهي قريبا. وبحسب الوزير المذكور فأن الأخير لا يرى تطرفاً لدى فلسطينيي الداخل بل محاولات متطرفة لا تتوقف من قبل جهات متطرفة في المجتمع العربي، بما فيها نواب في الكنيست. وأضاف أهرونوفيتش: يملك جهاز الأمن العام (الشاباك) معلومات محددة ليس بالإمكان الكشف عنها حالياً.
لكي تكتمل المسرحية وتصبح قضية رأي عام وأمن دولة وسيادة وألخ انضم ليبرمان الى جوقة التحريض فعبر عن ثقته بأجهزة الأمن “الاسرائيلية”، وأدعى أن هناك أدلة قاطعة، أكثر من دامغة ضد المتهمين. ولم يغب عن باله التذكير بأن أجهزة أمن كيانه من أفضل الأجهزة الأمنية في العالم.
كما وقال أن هناك في داخل ” اسرائيل ” أناس يحملون مفاهيم وقيم ايران وحزب الله وكوريا الشمالية. وأضاف أنهم قريبون الى قيم تلك الدول أكثر من قيم دولته الحرة والديمقراطية..
وكعادته اختتم كلامه بامتداح الديمقراطية ” الاسرائيلية” وادانة الأنظمة العربية. هذه الدولة التي يعتبرها المهاجر اليهودي الصهيوني ليبرمان أكثر دول العالم ديمقراطية، لازالت حتى هذه اللحظة تمنع أمير مخول من لقاء محاميه وقد مر على اعتقاله 5 أيام.
صحيفة معاريف كتبت أيضاً :
” أمير مخول يعتبر منذ سنين أحد الزعماء المدنيين البارزين والمقدرين لدى الجمهور العربي في “اسرائيل” وفي أوساط منظمات وجمعيات سلام في أرجاء العالم. وهو يترأس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا لعرب “اسرائيل“.”.
“ جنان مخول وصفت لحظات الاعتقال التي لن تنساها أبدا: عندما فتحت ابنتي الباب رأت 16 شرطيا، ومعهم شرطية واحدة. وفي غضون ثوان صاروا داخل البيت. قلبوا الأشياء وبدأوا يحملون الوثائق”، على حد قولها. ” وحتى الثلاجة أزاحوها من مكانها. تصرفوا بوحشية، بعنف، بكراهية. هم ببساطة اقتحموا بيتي، تحدثوا باستخفاف مع تلميحات جنسية وقلبوا البيت“.
وأضافت جنان بألم : ” أنت تفهم السخافة. رئيس لجنة الحريات يقاتل الآن في سبيل حريته هو”.
أما جعفر فرح فقال أيضاً لمعاريف: “مرت أيام الاسكات من أنظمة الظلام”، وهو رئيس مركز مساواة. في حين أن مدينة حيفا شهدت تظاهرة تأييد لمخول وزميله … ويوم الخميس ستبحث لجنة المتابعة العربية في الناصرة في مواصلة النشاط من أجل أطلاق سراح مخول وسعيد..
أما صحيفة يدعوت احرنوت فأوردت الخبر على صفحاتها وقالت أن مخول وسعيد من الناشطين السياسيين المعروفين والمؤثرين على الجمهور العربي. ووصفت التهم بأنها خطيرة وتتضمن نقل معلومات حساسة الى حزب الله. كما نقلت الصحيفة عن أجهزة الأمن ادعاءها، أنه في حال تأكدت صحة التهم، فإن الحديث ليس عن حالة منفردة. وبحسبها فإن حزب الله يبذل جهودا كبيرة في السنوات الأخيرة لتجنيد فلسطينيين من الداخل لأهدافه. وأن هذه المحاولات تركزت في السنوات الثلاث الأخيرة في السعودية والأردن وأوروبا. وفي سياق التحريض الإعلامي نشرت الصحيفة في تفاصيل الخبر صورة للدكتور.عزمي بشارة، تحت عنوان “النائب الذي نقل معلومات إلى حزب الله“.
وتحدثت الصحيفة عن النشاط السياسي لكل من د.سعيد ومخول، مشيرة إلى أنهما ومن خلال نشاطهما السياسي والمقابلات والمظاهرات لم يخفيا مواقفهما التي وصفت بالمتشددة تجاه السياسة (الإسرائيلية). وأشارت أيضاً إلى أن مخول كان قد ترك صفوف الحزب الشيوعي، وأنضم إلى التجمع الوطني الديمقراطي ( بقيادة د عزمي بشارة) ، الذي غادر البلاد وأستقال من عضوية الكنيست على خلفية تهمة شبيهة فبركتها أجهزة المخابرات “الاسرائيلية“.
وركزت وسائل الاعلام “الاسرائيلية” على المواقف الوطنية والقومية المشرفة لأمير مخول فأبرزت مواقفه بشأن مقاطعة “إسرائيل” ورفض التطبيع معها وفرض عقوبات عليها. وذكرت بإحدى مقابلاته التي تعود الى سنة 2001، حيث وصف فيها “إسرائيل” بالوجه البشع، وقال أنه يكره العلم “الاسرائيلي” وأنه ليس علمه. كما استحضرت وسائل الاعلام تصريحاته أثناء العدوان الهمجي على قطاع غزة. حيث قال مخول أن الضحية هي الشعب الفلسطيني بما في ذلك حماس وأن “إسرائيل” ليست الضحية.. وكذلك مطالبته بمحاكمة القيادة “الإسرائيلية” بدءا من رئيس الحكومة ووزير الأمن وقيادة الجيش.
في المقابل كتبت الصحيفة عن المناضل د.سعيد ووصفته بالشخصية الشعبية المعروفة والمحبوبة، وخاصة في قريته كفركنا.. وذكرت بتاريخه النضالي إذ قالت أن لديه تاريخ غني بالنضال السياسي والاجتماعي. وأشارت إلى أنه تم فرض الإقامة الجبرية عليه في السابق عدة مرات بسبب نشاطه السياسي، كما أشارت إلى أنه أحد مؤسسي التجمع الوطني الديمقراطي.
لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل واتحاد الجمعيات العربية – اتجاه – دعوا الفلسطينيين الى المشاركة في التظاهرة الاحتجاجية يوم غد الأربعاء في بيتاح تكفا.
تأتي التظاهرة للتعبير عن الاحتجاج على الاعتقالات التعسفية وتصفية الحسابات السياسية مع رموز العمل الوطني الفلسطيني في الداخل. فقضية مخول وسعيد أن مرت دونما مواجهة ودون أن تدفع سلطات الاحتلال ثمنا ما لسياساتها التعسفية فإن الاعتقالات ستزداد وسوف تشمل المزيد من قادة ونشطاء الفلسطينيين في الداخل. وهذا بحد ذاته يجعل الوحدة في الميدان وفي المواجهة أمراً حتمياً وضرورة ملحة تقتضي رص الصفوف والتهيؤ لمواجهة خطر الترانسفير والترحيل والتهجير من جديد.
12/05/2010
* مدير موقع الصفصاف
www.safsaf.org