“طريق المعالي الحافل بالمخاري”:- مهند النابلسي
حكاية تهريجية واقعية ساخرة ومجازية!
كان يضطر في بواكير مراهقته الاولى لأن يتسلق طريقا حجريا وعرا في جبل “الجوفة” “النظيف – الحضاري” العماني-العتيق وذلك ليصل للشارع العام المؤدي لمدرسته الحكومية البائسة، ولكن الطريق الحجري الوعر الصخري المهمل الملتوي الصاعد كان مليئا بقطع البراز الانساني الطازجة والخانقة الرائحة والمتنوعة الأحجام والأشكال، وكان في الأيام الماطرة يتزحلق على الطين ويتلوث حذائه المتواضع أحيانا بالطين واحيانا ببعض بقايا البراز اللئيم الكريه “المقزز”، وأحيانا يكاد يسقط فيستنجد بيديه الصعيرتين التي قد تتلوثان احيانا بالقليل من الطين البرازي او تنجرحان قليلا، وكان هذا الممر الجبلي (الوحيد المؤدي للوصول للشارع العام العلوي) يحفل دوما بقطع البراز الطازجة وكأنها تتنافس مع بقايا البراز الناشف المتقادم، وفي يوم شاهده (خلسة) أحد مدرسيه “المحترمين” والرائعين من أعلى الشارع العام، فأثنى كثيرا على اصراره لصعود الجبل بالرغم من هذه المشقة “الطينية-الخرائية” الفريدة، وقد شاهده مرارا من عل وهو يتزحلق ويحاول باصرار الصعود مرة اخرى بلا يأس وتراجع… ثم أشاد به وبعزمه وتصميمه للذهاب للمدرسة وطلب العلم أمام طلاب صفه “الحسودين المستقويين وبعض الطيبيين البريئيين من أمثاله”، واكراما له فقد حذف موضوع “البراز”من سياق القصة وابقى على المطر والطين، فصفق له الطلاب بحماس منقطع النظير بعد ان شجعهم الاستاذ المبجل وبادر بالتصفيق، وأعطاه ذلك حافزا حياتيا كبيرا للاصرار على العلو وبلوغ المعالي مهما واجه من صعوبات “طينية وخرائية” في طريقه للصعود، ثم دخلت هذه القصة البسيطة ضمن الأدب العالمي في القصة القصيرة، فترجمت لخمسين لغة ونالت مئة جائزة، وصدرت بعنوان لافت: “طريق المعالي الحافل بالمخاري والممر الجبلي “الجوفي” الذي يزحلق بالطين الآدمي البرازي”، علما بأن حقوق النشر مكفولة حصريا لاستاذ السخرية الحكائية الفيسبوكية الاستثنائي “نديم غائط الضحاك”، وارجو ان تقراوا وتعلقوا وتضعوا “هههههههههه” بلا تصنع وفذلكة فالقصة حقا مضحكة ومسلية وأيضا واقعية وليست بذيئة وجريئة واستعراضية، وبلاش “ادعاء وأوهام وهراء” فالحدث الحقيقي يفضل أن يظهر للعيان بلا موارة وتوهان… ونهاركم سعيد يا سادة يا كرام!