طلعت يعقوب – فلسطين الثوابت عنوانه – لينا عمر
وفاء لروح الشهيد القائد الوطني الفلسطيني طلعت يعقوب
فلسطين الثوابت عنوان انتمائه
حين يُذكر الشهيد القائد طلعت يعقوب أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية
” أبو يعقوب” تهب إلى الذاكرة مواقفه الوطنية الشريفة التي لم يساوم عليها..,ولم ينحاز إلا الى الثوابت الوطنية التي شكلت عنواناً جذرياً في مسيرة حياته,وظل راسخاً في أرض المقاومة هو وأخوة له.
ولد الراحل في فلسطين عام 1944 في بلدة العباسية المجاورة لمدينة يافا عام 1944- ولجأت عائلته في تهجير قصري إلى مخيم (عقبة جبر ) بجوار أريحا عام 1948- لينهي فيها تعليمه الأساسي في مدارس وكالة الغوث.
في مرحلة الشباب كان متميزاً بين أقرانه ومتحمساً لبناء الذات الوطنية– حيث أسس مع مجموعة من الأصدقاء نادي الشباب الفلسطيني في منطقة أريحا كما ساهم أيضاً في تأسيس كتائب العمل الفدائي في بداية الستينات من القرن الماضي.
شغل منصب الأمين العام لجبهة التحرير منذ العام 1977 حتى رحيله بأزمة قلبية في الجزائر 17- 11 – 1988.
في حياته النضالية الحافلة دافع الشهيد طلعت يعقوب عن الثورة الفلسطينية التي استُهدفت في منطلقاتها الثورية,وكان حريصاً في جبهة التحرير على مواصلة درب التحرير والوفاء لدماء الشهداء,ولم يرضخ للابتزاز السياسي بعد العام 1982 – أي بعد خروج الثورة من بيروت. فواجه كل محاولات جر الجبهة إلى مربع الانسياق وراء الوهم السياسي ووعود أميركا والتفاوض..,وكان موقفه حاداً مهما آلت الظروف والحصار المالي والتهميش.
في بيروت يُشهد للشهيد القائد طلعت يعقوب مواقفه في المواجهة، بل تواضعه الكبير وانحيازه إلى القواعد والمقاتلين. وكل من عَرفه كما يقول صديقه المقرب الأديب نضال حمد يعرف فيه صورة الانسان المهموم بفلسطين والباحث عن درب المقاومة مهما كانت الصعاب – فكان يصل الليل بالنهار ولا يتعب من البحث عن بصيص ضوء لمواصلة درب المواجهة.
لم يترك الشهيد طلعت يعقوب فرصة الا و دافع بها لتوحيد الصفوف الوطنية,وبذل جل وقته لذلك – ووقف مع اخوته في مواجهة كل محاولات الانجرار وراء أوهام التسوية- فأعطى كل ما يملك من أجل المبادىء التي استشهد دونها رفاقه وهو الذي رحل في أوج عطائه.
الاصطفافات السياسية الرمادية بعد الخروج من بيروت كانت تمزقه وهو الداعي الى مواصلة الكفاح المسلح – لا الارتهان للنظام الرسمي العربي وتجريد منظمة التحرير من قوتها وميثاقها الوطني…,لذا تموضع في خندق الثورة ولم تجرفه سيول المؤتمرات والخطابات والشعارات التي أَفرغت المنظمة من عوامل قوتها وحضورها.
رحل الشهيد طلعت يعقوب ولم يرضخ للضغوط التي حاولت جر الجبهة الى خارج دائرة منطلقاتها ودورها الكفاحي وظل واخوته متمسكين بالمنطلقات الثورية- رغم أن الشهيد دعا لوحدة الجبهة – وظل على مواقفه الرافضة لنهج التسوية.
رحل الشهيد طلعت يعقوب في أوج عطائه-ولم يفرط بالثوابت الوطنية – رحل ويافا في القلب- وترك وصيته أن واصلوا درب الكفاح المسلح- الذي آمن به حتى آخر لحظات حياته.
في ذكرى رحيله ستبقى وصايا الشهداء حاضرة في شعب مقاوم لن يسقط الراية.
بقلم لينا عمر