طوبى لشاب شجاع وحد أهداف ومشاعر وصوت الأمة ببطولة نادرة …
طوبى للبطل العربي المصري الذي قال بأعلى الصوت: فلسطين حاضرة وحية معنا جيلاً بعد جيل.. ولن تموت مهما جاوز الظالمون المدى ومهما اتفقوا مع أعداء الحياة والحرية والوحدة والهدى… فلسطين تحيا مع كل مولود ومولودة في أرض العرب من المحيط الى الخليج ومن الخليج الى المحيط. هذه هي الحقيقة التي يجب عدم نسيانها وتذكرها دائماً.
طوبى للذين سقطوا قبله وسوف يسقطون من بعده وهم يرددون كلمات الشاعر العربي المصري الراحل أمل دنقل: “لا تصالح ولو على الدم بدم”.
طوبى للشاب، للجندي، للعربي المصري، للذي حفظ عن ظهر قلب نشيد أمل دنقل (لا وقت للبكاء) في وداع باني عزة وقوة مصر والعرب، الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. النشيد الملتهب والحزين لأمل دنقل والذي جاء في خاتمته:
“رأيت فى صبيحة الأول من تشرين
جندك .. يا حطين
يبكون،
لا يدرون ..
أن كل واحد من الماشين
فيه .. صلاح الدين !”.
البطل المصري، الجندي العربي، الشهيد الحيّ الذي أعاد “العوجا” الى الحياة بعدما وضعتها اتفاقيات العار في كمب ديفيد في ثلاجة الموتى..
فهذا البطل سجل هدفاً إضافياً في مرمى نظام كمبد ديفيد.. فجنازته وهتافات جمهور النادي الأهلي وتفاعل العالم العربي كله معه يحسب له حياً وشهيداً. لقد داس على التطبيع واتفاقيات العار التي تسمى اتفاقيات السلام، وأكد بقوة وبالفعل أنه لا حياة ولا سلام ولا تعايش مع الاحتلال، وهذا ما يرعب الأعداء وأقزامهم على العروش العربية الآيلة الى الزوال.
ما يرعبهم أيضاً أن فلسطين حية وتعيش في قلوب وعقول جيل الشباب من العرب… فكيف لا تكون معهم وهي آية من آيات كتابهم العربي القومي الذي اسس له أبطال هذه الأمة بالدماء والتضحيات والمواقف الصلبة.
فلسطين ستبقى حاضرة مع الأجيال الجديدة ولن ينل المحتلون الهدوء ولن يحصلوا على السكينة والسلام ما لم يغادروا أرض العرب وبيت المقدس. ففي كل بيت توجد القدس وتوجد قبة الصخرة والمسجد الاقصى وكنيسة القيامة، وتوجد فلسطين الكاملة من رأس الناقورة شمالاً حتى أم الرشراش جنوباً.
في كل بيت تحيا فلسطين ويكبر الأولاد على حبها وعلى عروبتها وعلى قدسيتها. لن تمت أمة تنجب الأبطال جيلاً بعد جيل فناموا هانئين وواثقين أيها الشهداء، لأننا لن نترك فلسطين رهينة وأسيرة ومغتصبة من قبل الأعداء. هذا وعد حق وعهد لا بد أن يتحقق فيه النصر.
اليوم يا محمد العربي المصري نتذكر أغنية الفنانة شريفة فاضل وهي تنعى وتزف نجلها الشهيد فوق تراب سيناء وعلى حدود فلسطين:
“ابني حبيبي يا نور عيني .. بيضربوا بيك المثل
كل الحبايب بتهنيني .. طبعا ما انا ام البطل
يا مصر ولدي الحر .. اتربى وشبع من خيرك
اتقوى من عظمه شمسك .. اتعلم على ايد احرارك
اتسلح بايمانه واسمك
شد الرحال .. شق الرمال .. هز الجبال .. عدى المحال
زرع العلم .. طرح الامل .. وبقيت انا .. ام البطل” ..
أمك يا حبيبنا محمد ويا حبيب الحبيب محمد طبعاً هي أم بطل الأبطال في زمن الحكام الصغار، أدوات الأعداء ضد أمتك العربية.
فهنئياً لها بك وبما أتممت من رسالتك وسوف تعش بقية العمر مرفوعة الرأس لأنها أم محمد البطل.
نضال حمد
7 يونيو – حزيران 2023
موقع الصفصاف – وقفة عز