“عاصفة الحزم ” عاصفة الدم والظلم والإرهاب
د. راضي الشعيبي
نحن أبناء بلاد الشام جيل النكبة وجيل النكسة ومعنا كل الأجيال العربية الوطنية والقومية العروبية الحرة الشريفة والعفيفة , الصامدة والمقاومة ,أنعم الله علينا بالحياة لنشهد الإطلالة السابعة والستين لهلال شهر رمضان المبارك أحد أقدس الشهور الحرم , شهر العطاء والإخاء , شهر التصارح والتسامح , شهر التوبة والرحمة , شهر العودة إلى رحاب الله سبحانه وتعالى ساجدين خاشعين , نتفرغ فيه إلى مالك السموات والأرض الواحد الأحد ليغفر لنا ذنوبنا ويعفينا من عقاب معاصينا كبائرها وصغائرها . إنه شهر الامتحان لقوة الإيمان وإرادة الإنسان إنه شهر الترابط والتواصل والحنان.
لقد قربت إطلالته وإشراقته ولكننا لاندري إن كنا نستطيع مشاهدة إطلال هلال هذا الشهر الفضيل لعام 1436هـ . 2015م بالعين المجردة كما جرت العادة لأن “عاصفة الحزم ” الدموية الوهابية الداعشية الصهيو-أمريكية الخليجية المتحالفة ومعها قوى الشر الرجعية التقليدية وطائراتها المرعدة قاذفة صواريخ الحقد والنار والموت والدمار بقيادة طياري سلاح الجو الإسرائيلي وحلف الأطلسي من العثمانيين والأردنيين والفرنسيين والأمريكيين والقطريين تصول وتجول السماء صباحاً ومساء , تعكر وتلوث صفو ونقاء الأجواء ليحجب عنا الرؤيا دخانها وسحبها السوداء . لكننا متأكدون أن هذا الشهر المبارك سيكون حزيناً باكياً دامعاً ينزف دماً زكيا وسترتقي فيه عشرات الآلاف من أرواح الأخوة والأشقاء العرب والمسلمين المؤمنين البريئين والمظلومين يمنيين وسوريين وعراقيين ومصريين وليبيين وتونسيين وصوماليين إلى جناة النعيم.
وسيسطره ويدونه المؤرخون وسيذكره المسلمون على مدى القرون القادمة كشهر النكبة الكبرى للأمة الإسلامية والمسيحية جمعاء . وأن العام الهجري 1436 تم فيه الانقلاب الدموي على مفاهيم ومضامين وأسس الرسالات الإلهية التشريعية والإنسانية والروحانية والأخلاقية وكافة القيم والشيم والعادات والتقاليد والتراث , وتدمير وحدة الدول العربية واغتيال شعور التضامن الإسلامي العالمي على يد من تقع تحت سيطرتهم وحكمهم وتحكيمهم أقدس المقدسات الإسلامية المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف , تاركين وهاجرين المسجد الأقصى المبارك ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين تحت حكم وسيطرة قادة الكيان الصهيوني الإجرامي العنصري العدائي المحتل ولتدوسه بساطير جيشه ومستوطنيه.
إن “عاصفة الحزم ” عاصفة الدم والظلم المدمرة القاتلة التي أثار رياحها وهب زوابعها وأعاصيرها وموج وهيج أمواجها داعم المجموعات الإرهابية الوهابية والمنظمات الظلامية التكفيرية الإجرامية الوحشية وممولها من يحمل لقباً دينياً سامياً ونبيلاً ” خادم الحرمين الشريفين ” دلت بالمطلق أنه ليس جدير بحمل هذا النعت المقدس الموروث وأن ساعة الزمن قد دقت مشيرة إلى أنه قد آن الأوان لكي يستيقظ شعب شبه الجزيرة العربية من سباته العميق والذي يعيش في جو من الرعب الإستخباراتي والسيوف المسلطة على رقابه والذي يحمل قسرا وقهرا وظلما اسم آل سعود وكأنهم مُلك وعبيد وخدم وحاشية فضلات أمرائها ليبقوا على قيد الحياة للاستمرار في خدمتهم .
أما بقية عائلات المشايخ والعشائر والقبائل والحمائل المتخلفة الحاكمة المُتحكمة في الخليج الحليفة المشاركة في عاصفة الدم والظلم وعلى رأسها عائلة آل ثاني المتصهينة والمتهودة , عفنة الجذور والأصول , التي تقود حرباً بالوكالة عن دولة الكيان المحتل والحلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة وأشرارها على دولة الصمود والمقاومة والمجابهة سوريا العربية وقيادتها العروبية الأصيلة وجيشها الوطني القومي العربي بإمتياز حامي الديار وشعبها الأصيل النبيل الحضاري العروبي , عائلة آل ثاني التي تسرح وتمرح على أراضيها أجندة المخابرات الصهيونية والأمريكية والأوروبية وتحتل القاعدة الأمريكية العسكرية ثلث أراضيها وتجمعت فيها كل العمامات والعباءات الزائفة واللحى الطويلة القذرة المُحناة , وحولها كل الأقلام المرتزقة والألسنة المأجورة الببغائية والأبواق العميلة الطنانة الرنانة , إلى آل زايد الذين يقومون بحرب صامتة على لغة الضاد لغة القرآن الكريم التي تكلم بها سبحانه وتعالى مع نبيه أخر المرسلين والتي ينتعش بها الإسلام ويستطيع من خلالها أن يتحادث ويتفاهم العرب والمسلمون. في الإمارة الخرساء تنشط السياحة الجنسية , فنادقها تعج بالمومسات من جميع الجنسيات وفي مقدمتهم الأوكرانيات وأصبحت أسواقها نقطة اللقاء بين العاشقات العربيات الظمآنات والذكور الغاوية الزناة وحانات باراتها مليئة بالمشروبات .
أما آل صباح فقد أقاموا المؤسسات الصورية كمجالس الشورى والأمة ونصَّبوا عليها ذوي الألقاب والمقامات من الأشقاء والأخوة والأصدقاء ومن وقعوا مسبقا صك الطاعة والولاء , ووضعوا صناديق الاقتراع الوهمية وكأنهم يعشقون الديمقراطية .
أما آل خليفة في البحرين الذي يعاني شعبه الأمرين من الملك الخائن المغرور الجبان الذي وضع تاجه والدولة تحت وصاية آل سعود فمهما قصر الزمان أو طال فإن شعب البحرين العربي بإيمانه العميق وثباته وصموده ومقاومته سينتصر على قوى الشر والإحتلال وسيحرر الأرض والحجر والشجر والبشر من مخالب ملك العنف والرعونة .
أما العائلة التي تدعي أنها من سلالة رسول الله النبي العربي صلعم. وتطلق على نفسها اسم العائلة الهاشمية فهي أخطر وأخون وأقذر وأكثر عمالة بين العائلات العشائرية القبلية الحاكمة , فتاريخ ملوكها حافل بموسوعة من الخيانات والمؤامرات وقد قام شعب فلسطين العربي الأبي بإعدام مؤسسها في قلب المسجد الأقصى جزاءً على خيانته وتعامله مع قادة الكيان الصهيوني المحتل وتآمره على القضية وقام شعب العراق العربي باقتلاع جذورهم من أرضه . أما الملك الحالي عبد الله الثاني بن الحسين بن طلال ذو الدم الأزرق فقد جعل من أرض شرق الأردن قاعدة تدريب وانطلاق للإرهابيين الظلاميين التكفيريين نحو سوريا قلب الأمة العربية ليعيثوا فيها قتلاً واغتصابا وسرقة وتدميراً واستنزافا لقوة وقدرة جيش العروبة والأمة , جيش الإباء والانتماء , جيش الصمود والمواجهة لكل أعداء العروبة والإسلام , جيش التضامن مع المقاومة . إن شعبنا العربي كرب العباد يمهل ولا يهمل . ولا نريد هنا تجاهل ذكر العائلات التقليدية الطائفية والمذهبية اليمينية العميلة ,أذناب العربان التي تحيا وتعيش هي وأتباعها على الشيكات الموهوبة لها ثمناً للإذعان والولاء وللقيام بدور الطابور الخامس الأخطر على الأمة والمتعاملة مع الكيان الصهيوني المحتل وعلى رأسها آل جميل – وشمعون – ومعوض – والحريري قمة الفساد والإفساد ” ثقافة آل سعود ” وأخيراً آل جنبلاط الذين انحرفوا 180 درجة وألقوا في سلة القمامة كل المبادئ والثوابت مقابل المال السياسي السعودي الخليجي الملوث .
لقد عمم الحكام المستعربون من ملوك وشيوخ وأصحاب المقامات العليا ثقافة الخوف والرعب وهم يعلمون تماماً أنها على المدى القريب أو البعيد أخطر طريق لتدمير الفرد والمجتمع والكيان , وتدمر الثقة العامة التي هي ركن أساسي في التزاوج الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم . وهي أقصر الطرق للانهيار من الداخل .
لقد قابلت الأنظمة الديكتاتورية الظلامية الحاكمة التطور التكنولوجي المذهل الذي أدى إلى انتشار الوعي والمعرفة والتواصل بين المجتمعات المدنية , بالقمع وملاحقة ومحاصرة القوى الأمنية المرتزقة والمأجورة التابعة للفاجرين القابعين في القصور العاجية والذهبية , كل الناشطين في نشر ثقافة الوعي وفضح الفاسدين والمفسدين من أمراء ووزراء وعملاء وأجراء , والسطو على المال العام وثروات الأمة وفي مقدمتها النفط والاستيلاء على الأراضي لقد صرف الحكام من ملوك وشيوخ تريليونات الدولارات لتكوين جيوش تحمي عروشهم وعائلاتهم لا للدفاع عن الوطن والشعب , بل ليقوموا بحروب بالوكالة لكنهم لم يتعظوا مما جرى للشاه في إيران وحتى لصدام حسين فقد كان الجيش فقط لحماية حكمهم ومصالحهم وتنفيذ برامجهم وعندما قامت القائمة وهبت العاصفة فلَّت الرجال وألقت بالسلاح وتخلت عن الحاكم الظالم المستبد . عليهم اليوم أن ينظروا إلى الجيش العربي السوري حامي الديار كيف التحم بالشعب والقيادة ليدافع مستميتا عن الوطن ضد المعتدين عليه رافضاً كل الإغراءات والشيكات البيضاء للهروب والانشقاق بل زاده هذا إيماناً ووفاءً وانتماء وقوة وهاهو يقدم مفتخراً ومفاخراً كل يوم الشهداء تلو الشهداء من أجل حماية الأرض والوطن والدفاع عن الحياة الكريمة . فما أعظمه من جيش وما أكرمه من شعب فحينما تستلم الأمهات والأخوات جثامين أبنائها الشهداء تزغرد فرحاً بأنها أصبحت أم الشهيد أو أخت الشهيد , رحم الله كل شهدائنا وأسكنهم فسيح جناته وتحية صادقة إلى أسد الله ونصر الله , والخزي والذل والعار للعربان .