عبد الكريم شهابي – أبو اياد – ونجله اياد مأساة عائلة من مخيم اليرموك.
الوالد اعتقلته وربما أعدمته جبهة النصرة والولد معتقل لدى النظام
عرفت الأخ والرفيق والصديق عبدالكريم الشهابي (أبو اياد) قبل عشرات السنين. عرفته مناضلا لوبانيا (من لوبية)، فلسطينيا، لا يعرف التعب ولا يستسلم في أي ظرف ولا يسلم نفسه لغير وجهة الحق. ولا يسقط راية آمن بها ورفعها وسار تحتها باتجاه فلسطين.
عرفته فدائيا بطلا في صفوف جبهة التحرير الفلسطينية وسائقا ومرافقا ورفيقا وصديقا للقائد الشهيد النظيف والشريف طلعت يعقوب أمين عام الجبهة. بقيّ ملتزما براية الشهيد طلعت ولم يلتحق بالرغم من الجوع والحصار والعذاب والفقر بأصحاب الأموال التي تقدم لهم من دماء شعبنا وتضحيات أبطاله الشهداء والأسرى والجرحى.
بقيّ حريصا على التزامه بنهج الثورة المستمرة والجوع العقائدي. لم يغادر مخيم اليرموك الذي يعتبره قطعة من روحه وجسده. وعندما أستبيح المخيم واحتل من قبل المسلحين وأعوانهم من أبناء اليرموك برح مكانه ولم يغادر منزله. اعتقله مسلحو جبهة النصرة ومنذ ذلك الوقت اختفت آثاره ولم يسمع عنه أي شيء سوى أنهم ربما أعدموه قبل شهور في الحجر الاسود.
دفع أو يدفع عبدالكريم الشهابي ثمن الانتماء لعروبته، لفلسطين الكاملة .. وثمن الصمود والبقاء في قلعة فلسطين في الشتات مخيم اليرموك. ولا يعلم أو يعرف الذين اختطفوه واعتقلوه ومن ثم قتلوه أنهم يقتلون فدائيا قضى عمره مناضلا لأجل عروبته وتحرير فلسطين. وترك خلفه أبناؤه فدائيون، مشاريع شهادة لأجل فلسطين والعروبة. أو ربما كانوا يعرفون لكن خدماتهم لأعداء فلسطين جعلتهم يفعلون ذلك.
لم تنته مأساة عائلة الرفيق عبدالكريم الشهابي باعتقاله واعدامه من قبل المسلحين الذين يستبيحون مخيم اليرموك ويرتهنون سكانه. إذ تم اعتقال نجله البكر اياد في منطقة الزاهرة قرب المخيم عندما خرج للتزود بالخبز لعائلته في المخيم. اعتقل اياد من قبل أجهزة الأمن السورية في المنطقة منذ سنتين ويقال انه معتقل في فرع فلسطين. لماذا؟
لا أحد يعرف.
لماذا تعتقلون ابن الفدائي عبد الكريم الشهابي الذي اعتقلته وقد تكون أعدمته جبهة النصرة؟
سؤال موجه الى السلطات السورية التي يقع عليها واجب الجواب. فإن كان اياد مدانا فلتحاكموه وان كان بريئا فلتطلقوا سراحه وسراح كل الأبرياء كما فعلتم يوم أمس وقبل اسبوع حينما أطلقتم سراح 25 فلسطينيا من المعتقلات والسجون في سورية. استجابة لطلب ونداء اتحاد الجاليات والمؤسات والفعاليات الفلسطينية في الشتات – اوروبا.
مثل اياد هناك مئات الفلسطينيين و السوريين المعتقلين ظلما وبلا محاكمات. اعتقال هؤلاء لا يساعد سورية في معركتها – معركتنا ضد الارهاب والتكفير والمشروع الصهيوني الأمريكي الاستعماري الرجعي. بل يسيء لسورية التي تحتاج هذه الأيام لكل مؤازرة ومناصرة عربية وفلسطينية وعالمية. وأملي كبير بأن وعد الرئيس بشار الاسد لقادة الاتحاد بحل مثل هذه القضايا سريعا سوف يتحقق بسرعة أكبر ويشمل كل المعتقلين المظلومين.
صديقي ورفيقي عبدالكريم إن كنت لازلت حياً في زنزانتك، لك سلامي وحبي وكلني أمل بأنك ستعود أنت ونجلك اياد الى حضن العائلة التي تنتظر عودتكما. وتعود إلينا ببسمتك وطلتك وروحك المرحة وإرادتك التي لا تنكسر ولا تلين. وإن كنت شهيداً فلك الخلود وعلينا الوفاء.
اللهم إني بلغت رسالتي
نضال حمد – اوسلو
البطل عبد الكريم الشهابي – أبو اياد