عرض مسرحية “مروح عَ فلسطين” على خشبة مسرح الحرية
من جديد يقدم مسرح الحرية سلسلة عروض في الضفة الغربية لمسرحية “مروح عَ فلسطين” تبدأ من6 شباط ولغاية 23 شباط 2017 بدعم من الصندوق الثقافي الفلسطيني
افتتحت أمس الإثنين سلسلة العروض الجديدة لمسرحية “مروح ع فلسطين” بالعرض الأول الافتتاحي على خشبة مسرح الحرية في مخيم جنين، بدعم من الصندوق الثقافي الفلسطيني التابع لوزارة الثقافة الفلسطينية، ويأتي هذا العمل المسرحي التفاعلي في اطار كونه أداة للتغيير المجتمعي، تم إنشاؤه في العام 2016 من إنتاج مسرح الحرية، وإخراج ميكائيلا ميراندا، وأداء كل من :معتز ملحيس، ورنين عودة، وأمير ابو الرب، وأسامة العزة، وإيهاب تلاحمة، وشهد سمارة، بمشاركة موسيقية من نبيل الراعي وسامر ابو هنطش.
هذا العمل الفني هو محاولة لتوثيق الحياة الفلسطينية من خلال قصص حقيقية تم تجميعها من أماكن مختلفة من فلسطين كالأغوار والمناطق المحاذية للجدار والمخيمات وصولا إلى تجمعات البدو، الأحداث درات داخل مربع أبيض على خشبة المسرح ولعبها الممثلون في إطاره فقط، فبدأ العرض بالمشهد الذي رسم فيه الممثلون صورة لتمثال الحرية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا برزت المفارقة بين الشعارات الأمريكية وبين الواقع المعاش الذي يحمل شعار الحرية المزيفة، وكيف هي نظرة المجتمع الأمريكي للشعوب العربية وخاصة فلسطين.
ثم تنتقل الأحداث بانسيابية للحديث عن حياة الشاب الفلسطيني جاد والمولود في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعود لأول مرة في حياته إلى زيارة موطنه فلسطين؛ رغبة منه بعرفة المزيد عن شعبه وهويته ليكتشف أن الواقع يختلف كثيرا عما يراه في وسائل الإعلام أو بما تلقاه في المجتمع الأمريكي.
يعود جاد محملا برسالة من أخته أمل إلى صديقتها ريما التي تعيش في حي الشجاعية في غزة، فيصل أولا إلى مطار في تل أبيب ومن ثم لا يعرف كيف يصل إلى الضفة الغربية وبالتحديد جنين، ومن ثم يجد شاب عربي يساعده ويوصله إلى جنين، ليمكث عند صديقه الذي يشاركه رحلة البحث عن ريما.
من جنين انطلق جاد وصديقه محمود للبحث عن ريما وخلال رحلة البحث هذه ينقل الممثلون المشاهد بين المناطق الفلسطينية بواقع الحياة فيها بتفاصيلها وزواياها التي نعيشها ونراها، والحياة التي نعيشها ولانراها بالرغم من أننا جزء منها، فالعرض تحدث عن المعاناة التي يواجهها الفلسطيني من الوقوف على الحواجز للتفتيش و التعرض خلالها للقتل والضرب والاعتداء والرجوع دون العبور.
كما تحدث العرض عن إضافة جميلة جدا تدور حول المفارقة في حياة الشعب الفلسطيني الذ ينام على صوت الرصاص والضرب والقتل والجو الملوث برائحة الدماء ليستيقظ مع أصوات آذان الفجر وصياح الديك ليمارس طقوس حياتها اليومية كأن شيئا لم يكن.
أمام هذا كله يقف جاد حائرا ليصل في النهاية إلى أن هذه الأرض تستحق التضحية والدماء من أجل البقاء والحياة الحرة الكريمة والحق في الوجود واستحقاقه رغما عن الظلم والاحتلال، ويرى جاد في المشهد الأخير مخيم الدهيشة في بيت لحم الذي رأى فيه الشهداء كأنه شارع طويل يصل إلى حي الشجاعية، وهذه كانت هي رسالة جاد الذي عاش في الولايات المتحدة الأمريكية لكل المغتربين عن أوطانهم بأن يعودوا حتى ولو كانت الظروف صعبة وأليمة لكن الأرض والشعب يستحق.
شيرين جرار أمينة سر مجلس إدارة مسرح الحرية ترى أن العرض مميز ويقدم رسالة جميلة جدا لكل المغتربين تحمل في طياتها دعوة للعودة وتحدي كل الصعوبات ، وأن عنوان المسرحية كان موفق جدا ومناسب لفكرة العرض، وشكرت بدورها مسرح الحرية على حرصه وتمسكه دائما بتأدية دوره في ترسيخ مفهوم المقاومة الثقافية من خلال أعماله ونشاطاته.
أما المتطوعة عتاب هارون (صديقة المسرح والمشاركة المتفاعلة مع أنشطته)، تتحدث عن قوة العرض الذي كان فقط ممثلين داخل مربع صغير بدون إضافات تجميلة ولا ديكورات لكن العرض كان قادرا على إيصال رسالته وفكرته وبقوة وكيف له القدرة على لمس القلوب والمشاعر وتحريكها بأن هذه الأرض تستحق أن نتمسك بها بشوارعها، وناسها، ومآسياها وقصصها، وتضيف أن العرض رسالة محفزة على التمسك بالأرض والتشبت بها لكل شاب فلسطيني يفكر بالهجرة والغربة عن وطنه .
يشار إلى أن هذه العروض ستستكمل في الجامعات الفلسطينية ومنطقة جنين في شهري آذار ونيسان بدعم من وكالة التعاون السويدية للتنمية الدولية – سيدا وبالتعاون مع شبكة الفنون الأدائية الفلسطينية.