عشرات الفنانين البولنديين يطالبون بمقاطعة يوروفيجين
نضال حمد
نشر موقع تيلي شو البولندي تقريراً لمراسله يعقوب زاغالسكي عن حملة مقاطعة في بولندا لمسابقة يوروفيجين، التي ستُقام هذا الشهر في الكيان الصهيوني. حيث انضمّ العديد من الفنانين البولنديين إلى عدد كبير من الفنانين في العالم، الذين يدعون إلى المقاطعة الثقافية (لإسرائيل) ومسابقة يوروفيجن 2019. كذلك إلى تلبية نداء حملة المقاطعة الأكاديمية والثقافية للكيان الصهيوني، التي أطلقتها منظمة (بي دي إس) العالمية.
جاء في التقرير أن نحو 40 فناناً-ةً بولندياً-ةً وقّعوا ووقَعنَ على رسالة وجّهوها إلى فريق (توليا) الغنائي في مدينة شتيشن الساحلية البولندية، يطالبوه بعدم دعم نظام الفصل العنصري (الإسرائيلي) وسياسة انتهاك حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين.
ذكر التقرير أن حركة المقاطعة بي دي اس تشجّع الفنانين والعلماء ورجال الأعمال وغيرهم على مقاطعة (إسرائيل) كدولة تنتهك حقوق الإنسان. حيث ذكرت الحملة بأن المقاطعة ناجحة في العديد من المدن في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وبأن النشطاء فيها فلسطينيون وأيضاً يهود من كل العالم وآخرون يدافعون عن حقوق الفلسطينيين وعن حقوق الإنسان.
في خطاب مفتوح إلى فريق توليا قال الموقّعون :
“Eurovision 2019” سيكون حدثاً دعائياً لنظام عنصري وحشي. فلهذا السبب، تم توجيه رسالة نداء بأن يُعيد الفنانون البولنديون التفكير في مشاركتهم وأن “ينسحبوا منها احتراماً للدعوة الفلسطينية لمقاطعة (إسرائيل) الثقافية.
في بلد مثل بولندا تسيطر عليه الدعاية الصهيونية، وتتمتّع حكوماته المُتعاقبة والحالية بأفضل العلاقات مع الصهاينة والأميركان، وبالرغم من العلاقات المُتذبذبة هذه الأيام بين البلدين بسبب اتهام صهاينة للبولنديين بأنهم معادون للسامية وكارهون لليهود. من اللافت والمثير للانتباه أن نجد 40 مثقفاً ومُبدعاً من هذا البلد الذي لا توجد فيه منظمة (بي دي اس) أو لجنة (بويكوت إسرائيل)، نجد هؤلاء يوقّعون على الرسالة. ومن الموقّعين والموقّعات الممثلة ريناتا دانسيفيش، الصحافية ماوغوشاتا يوشاك، رسّام الكاريكاتير ماريك رازكوفسكي، المخرج مارسين بورتكوفيتش (وما مجموعه أكثر من 40 فناناً وناشطاً وأشخاص من أهل الثقافة والفن، إلخ).
بموجب الرسالة كل هؤلاء يدعمون المقاطعة الثقافية (لإسرائيل)، والتي هي جزء من حملة أوسع تسمّى المقاطعة، المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات – “بي دي اس”.”
يؤكّد الموقّعون على أن “الطريقة غير الدامية للقتال من أجل حرية وحقوق الفلسطينيين” لا علاقة لها بمعاداة السامية ويدعمها العديد من المنظمات اليهودية في جميع أنحاء العالم.
وجاء في الرسالة: هل تعلم أنه تمّ تحديد تواريخ الحفلات من قِبَل الطرف (الإسرائيلي) لأغراض الدعاية – لتتزامن مع الذكرى الرسمية لتأسيس دولة (إسرائيل) في عام 1948، والتي تعني بالنسبة للفلسطينيين سلسلة من المذابح وطرد سبعمائة ألف منهم من أراضيهم وقراهم ومدنهم؟
وفي إشارة للنكبة الفلسطينية وللتطهير العرقي وطرد الفلسطينيين من ديارهم في مثل هذه الأيام من سنة 1948يذكّر الموقّعون على الرسالة، الفِرَق المشاركة في يورفيجين،” بمصير العائلات الفلسطينية في الدول المجاورة، في البلدان التي فرّوا إليها بعد النكبة – الأردن ولبنان ومصر – العائلات التي لا تزال تحتفظ بمفاتيح المنازل العائلية في ذكرى هذه الجريمة “.
كما واستعانت الرسالة بموقف وكلمات لرئيس الأساقفة الجنوب إفريقيين ديزموند توتو، وهو محارب قديم في الكفاح ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. حيث أنهم يعتقدون أن القوة الحالية الحاكمة في (إسرائيل) مثل النظام العنصري في جنوب إفريقيا.
كما وذكّرت الرسالة بصعوبة الحياة اليومية للفلسطينيين تحت الاحتلال وبالتفرقة العنصرية وبالتمييز بينهم وبين اليهود: يتوجّب على الفلسطينيين استخدام طرق منفصلة، ويحتاجون إلى تصاريح (إسرائيلية) صعبة للذهاب إلى مستشفى في مدينة أخرى، أو حفل زفاف أو جنازة أحد أفراد الأسرة، يتم فصل مدنهم وقراهم عن بعضها البعض بواسطة جدار عازِل. أما في حال غزّة فيتواصل الحصار من البر والبحر والجو.
ونوّهت الرسالة إلى فلسطينيي ال 48 والعنصرية ضدّهم حيث قالت : لا يتمتّع المواطنون (الإسرائيليون) الفلسطينيون بحقوق سياسية واجتماعية كاملة.
وأضافت أنه يتم إبعاد المواطنين الموجودين في الأراضي الفلسطينية المحتلة (الضفة والقطاع) ولا تُطبّق عليهم حماية القانون العادي (وهم رهائن بتعسّف المحاكم العسكرية الإسرائيلية).
يتلقى أطفالهم أحكاماً أكبر بسبب رشقهم الحجارة، من الجنود والمستوطنين (الإسرائيليين) الذين يقتلون هؤلاء الأطفال بدم بارد أو يضربون الجرحى في الشارع.
في الأشهر الإثني عشر الماضية تم إلغاء الحفلات في (إسرائيل) من قِبَل “لورد ولانا ديل راي”. وقد أعلن ناتالي بورتمان من القدس عن رفض قبول الجائزة (الإسرائيلية) وأيّ ظهور علني في حضور ممثلي (إسرائيل) من القدس. في ما يُعرف أن كل من روجر ووترز، برايان إنو، نعومي كان، كلاين، كين لوش، أرونداتي روي وفرق ماسيف أتاك و ( يونغ فاذرز) الآباء الصغار، من مؤيّدي المقاطعة الثقافية (لإسرائيل).
بحسب رأي مُوَقِّعي الرسالة: “تستخدم إسرائيل الثقافة – وتضخّ موارد هائلة في الأحداث الدولية الثقافية والفنية والإنتاج المشترك، لجَذْب نجوم عالميين وتقدّم لهم ما يفوق أجرتهم المُتعارَف عليها بكثير. كستار دخانية للدعاية، تهدف إلى خلق صورة زائفة لمجتمع أوروبي منفتح، ليبرالي، حر وديمقراطي”.
في ختام الرسالة توجّه الموقّعون والموقّعات إلى فريق تاليا بالقول: أنتم صوت الثقافة والإحساس وصوت معجبيكم .. عليكم أن تدركوا أن المشاركة في هذا الحدث تعني الدعم الرمزي لنظام الفصل العنصري والاحتلال العسكري الوحشي – فلأكثر من نصف قرن يواصل الاحتلال بانتظام انتهاك حقوق النساء والأطفال والرجال الفلسطينيين.
يجب ألا يشارك أحد فيها، فلم يفت الأوان بعد، يمكن لأي شخص “الانضمام إلى مقاطعة (إسرائيل) إذا كان مُبدعاً ومؤلّفاً وفناناً وموسيقياً وعنصراً ثقافياً – مقاطعتها ثقافياً”.
وفقاً للموقّعين “ستكون مسابقة يوروفيجن 2019 في (إسرائيل) هي الأكثر إثارة للجدل والنسخة الأكثر تسييساً في تاريخ هذه المسابقة. وستدخل تاريخ المنافسة”.
لذا يمكنك أن تكون عاملاً مُتحكّماً في صناعة الحدث الدعائي لنظام الفصل العنصري الوحشي – أو أن تصبح من أولئك الذين أدخلوا في النقاش العام البولندي حملة التضامن الأكبر والأكثر أهمية في عصرنا.
بكل الأحوال تعتبر هذه الرسالة قفزة نوعية في مسيرة النشطاء البولنديين المُناصرين للقضية الفلسطينية. وربما تكون مقدّمة لبداية أوسع وأشمل لوضع حجر الأساس لحملة (بي دي اس)، ولتأسيس لجنة عمل موسّعة تشمل تحت مظلّتها كل مناصري ومؤيّدي شعب فلسطين في بولندا.
نشرت في الميادين نت